الثورات العربية ارتبطت ارتباطا وثيقا وغريبا بيوم الجمعة.. السبب فى اعتقادى هو أن يوم الجمعة فى جميع البلدان العربية هو يوم عطلة رسمية، إضافة إلى أنه يوم اجتماع دينى إسلامى، حيث يجتمع المسلمون لأداء صلاة الجمعة وطبعا بما أن بعض الأنظمة العربية هى أنظمة مستبدة وديكتاتورية وبالتالى يتعذر أخذ تصاريح رسمية من قبل الدولة بتنظيم مظاهرة قانونية تحت سمع وبصر النظام، أصبحت المساجد وأصبح يوم الجمعة هو يوم للاجتماع بين جميع أفراد المجتمع دون مضايقة ودون رقابة لكن كما يقال دائما (لكل قاعدة شواذ)، ففى الجزائر كانت هناك دعوات للتظاهر يوم السبت خلاف بقية الدول التى قامت بها الثورات (ثورات الربيع العربى) ربما وأنا أقول ربما يرجع السبب فى ذلك إلى وجود تيارات سياسية غير إسلامية وراء تلك الدعوات، وأيضا ربما بسبب العلاقة المتوترة بين التيارات الإسلامية وغيرها منذ بداية التسعينيات من القرن الماضى وتلك المعارك الطاحنة بين ما يسمى جبهة الإنقاذ الإسلامية والدولة الجزائرية من جهة أخرى ارتبطت الميادين والمناطق والمدن ارتباطا تاريخيا ونفسيا بالثورات العربية، فمثلا ارتبطت الثورة التونسية وهى الأقدم وانتقلت منها شرارة بقية الثورات العربية بمنطقة سيدى بوزيد)، والثورة المصرية (بميدان التحرير)، والثورة الليبية بمدينة (بنغازى) (ميدان الساحة الخضراء) كما كان يسمى فى عهد معمر القذافى وتم تغيير المسمى إلى (ميدان الشهداء)، والثورة السورية انطلقت من مدينة درعا فى الجنوب السورى على الحدود الأردنية أيضا من جهة ثانية لم يتغير العلم الوطنى للدولة فى دول الربيع العربى ماعدا ليبيا تم تغيير علمها بعلم الاستقلال، وهناك الثورة السورية التى لم تستطع إلى الآن الإطاحة بنظام الأسد البعثى حيث تم رفع علم الاستقلال من قبل الثوار أيضا أظهرت تلك الثورات أصوات طربية جميلة كانت تقود تلك المظاهرات فى جميع الثورات دون إستثناء ولكن بالتأكيد لن ننسى أبرزهم وهو السورى (إبراهيم قاشوش) الذى كان صوته يلوح ليلا فى سماء المظاهرات السورية وقد تم اغتياله من قبل النظام أيضا لا ننسى توقيت المظاهرات فى تلك البلدان، ففى جميع تلك الثورات كانت المظاهرات تكون غالبا فى ساعات النهار ماعدا الثورة السورية التى كانت مظاهرتها تتم فى ساعات الليل، ولا أعرف السبب فى ذلك ولكن ربما بسبب السلطة الأمنية المشددة على الشعب السورى ولكن مع كل تغير تخرج الشعوب بتقليد جديد ولعل أهم هذه التقاليد التى ظهرات فى هذا الربيع هو التجمع على قلب واحد ولكن الحقيقة ما يحدث بمصر اليوم يخالف مبدأ الثورة وهو التفرقة والانشقاق السياسى والأخلاقى الذى يحدث فى المجتمع ولكن أرى أن مصر حفظها الله لن ولم تخضع لأحد يحاول انشقاق أهلها لأن مصر للمصريين وليس للساسة أو أطياف معينة أو فصيل واحد فقط.
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احسان محمد على شنور
اكثر مايؤثر بالعرب ويجعلهم يثورو هو القران