لا يمكن اعتبار طلب بعثة صندوق النقد الدولى لقاء المرشح الرئاسى السابق ومؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى نوعاً من المكايدة من قبل مسئولى البنك الدولى للرئيس محمد مرسى ونظامه، لكن المؤكد أن الدعوة بكل المقاييس هى صفعة للنظام ولجماعة الإخوان المسلمين، فتوجيه الدعوة لأشرس معارضى الرئيس والرافضين لاستكماله مدته الرئاسية وأحد الداعين لانتخابات رئاسية مبكرة، سيزيد من حدة الخصام السياسى بين حمدين صباحى وجماعة الإخوان، فى حال رفض البنك منح مصر الـ4.8 مليار دولار، بعد شهور من المفاوضات والزيارات المتبادلة.
المتابعين لسير الأمور فى جبهة الإنقاذ يعرفون أن حمدين صباحى والتيار الشعبى يعيش مرحلة ما قبل" الطلاق السياسى"من جبهة الإنقاذ، وأن خروج الرجل من الجبهة بات مسألة وقت ليس أكثر، لعدة اعتبارات أهمها رفضه لوجود رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى فى الجبهة باعتباره أحد الفلول، وثانيها، أنه يعتبر التيار الشعبى كيان له تواجده وشعبيته ومطالبه التى تفوق مطالب جبهة الإنقاذ ومحاولتها مسك العصا من المنتصف فى كثير من المواقف، وبالتالى فإن اختيار الصندوق الدولى لمؤسس التيار الشعبى تحديداً دون غيره من رموز جبهة الإنقاذ قد يعجل بخروجه من الإنقاذ، بعد حصوله على ثقة المؤسسة الدولية.
لا شك أن حمدين صباحى سيحاول إقناع صندوق النقد الدولى أن شرعية النظام قد تآكلت بعد سقوط دماء المصريين فى عهد الرئيس مرسى، وانتهاكه للقانون، ومطاردة نظام للإعلاميين وأصحاب الرأى، نهاية بأحداث الخصوص والكاتدرائية والتأكيد على أن القرض مرفوض شعبياً، وأن الفجوة بين الشارع والنظام تزداد اتساعاً، وأن الجماعة ليس لديها برنامج اقتصادى للاستفادة من القرض وأن رغبتهم الأولى تكمن فقط فى سد العجز فى الموازنة، وأن شروط النقد الدولى ستفجر أزمة جياع فى البلاد، نتيجة للارتفاع المتوقع للأسعار والذى بدأت بوادره فى الظهور.
جلوس صباحى مع مسئولى صندوق النقد يعطيه ميزة إضافية لا شك، دون غيره من رموز المعارضة، إلا إذا كان الجلوس معه بداية لعقد جلسات أخرى مع باقى رموز جبهة الإنقاذ فى الأيام القادمة.
فمبادرة صندوق النقد الدولى أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن التوافق الوطنى ووجود حالة من الحوار والتفاهم بين النظام والمعارضة هو أحد الشروط المهمة للموافقة على القرض، والسؤال الذى ستتضح إجابة خلال الأيام القادمة، هل سيكون المرشح الرئاسى السابق سبباً فى عدم موافقة صندوق النقد الدولى على منح نظام الرئيس مرسى قبلة الحياة.
طلب صندوق النقد الدولى لقاء حمدين صباحى يفتح ملف لقاءات الصندوق مع المعارضة.. ويدعم موقف التيار الشعبى.. ويوجه صفعة للإخوان
الجمعة، 12 أبريل 2013 09:27 ص