شهادات طلاب الأزهر والأطباء المعالجين لهم لبعثة القومى لحقوق الإنسان فى واقعة "تسمم".. الطلاب أكدوا اعتيادهم وجود حشرات وديدان بالطعام.. المركز الطبى للمدينة: لايوجد إسعافات..والواقعة ليست الأولى

الجمعة، 12 أبريل 2013 10:28 ص
شهادات طلاب الأزهر والأطباء المعالجين لهم لبعثة القومى لحقوق الإنسان فى واقعة "تسمم".. الطلاب أكدوا اعتيادهم وجود حشرات وديدان بالطعام.. المركز الطبى للمدينة: لايوجد إسعافات..والواقعة ليست الأولى تسمم طلاب الأزهر
كتب عبد اللطيف صبح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرت بعثة المجلس القومى لحقوق الإنسان مقابلات مع عدد من طلاب المدينة الجامعية بالأزهر وأطباء المدينة، الذين أدلوا بشهادتهم باعتبارهم شهود عيان على أحداث التسمم الذى ضرب طلاب المدينة الجامعية.

وكانت شهادات الطُلاب من أمام بوابة المدينة الجامعية كالتالى، حيث أكد أحمد عبد الفتاح – طالب بكلية الزراعة جامعة الأزهر على أن الطلاب المقيمين بالمدينة الجامعية يتعرضون لإهمال من المسئولين عن الشئون الصحية والمعيشية، مضيفا أن من أبسط الحقوق التى يجب توافرها هو الحق فى الغذاء الصحى والآمن وهو ما لا يُراعيه المسئولون عن طلاب المدينة الجامعية.

وأضاف عبد الفتاح بأن طُلاب المدينة الجامعية اعتادوا وجود حشرات وديدان بالطعام المُقدم لهم، مشيرا إلى أنه فى عام 2012 وقعت حادثة مشابهة بالمدينة الجامعية "بنات" وخلفت ورائها العديد من الأمراض الخطيرة ومنها مرض السُل، مؤكدا أنه فى تلك الأثناء قام طلاب المدينة الجامعية بنين بالاحتجاج والاعتصام للتنديد بما وقع لزميلاتهم بقسم البنات وقد تفاقم الأمر وتعدى أمن الجامعة على المُحتجين من الفتيات وضرب بعضهُن بالركل بالأقدام.

وأوضح عبد الفتاح أن حالات التسمم وقعت بين الطلاب المُقيمين بأحد الأقسام داخل المدينة وهو قسم نصر (أ) حيث إن المسئول عن القسم المُشار إليه قام باستلام الأغذية الفاسدة من المورد رغم علمه بعدم صلاحيتها، وعلى الجانب الآخر رفض المسئول عن القسم الأخر نصر (ب) استلام ذات الغذاء من المورد لعدم صلاحيته وتم تبديل الوجبات للطلبة بالمبنى الأخير بعلب تونة، وبالتالى كانت الحالات المُصابة بنصر (أ) فقط وبدأت الأعراض فى الظهور على الطلاب بداية من الساعة 2.30 عصراً.

وأفاد مكاوى محمد طه- طالب بالفرقة الثالثة بكلية الدعوة الإسلامية، لبعثة المجلس بأنه يسكن بالمدينة الطلابية قسم (ب) وفى حوالى الساعة السابعة مساءً يوم الحادثة شعر بعض زملائه بآلام مُبرحة بالمعدة وعليه توجهوا للمركز الطبى بالمدينة "مركز أبو عُبيدة" والذى عجز عن تقديم الخدمة الطبية اللازمة لهم أو حتى مُجرد القيام بالإسعافات الأولية للطلبة المُصابين وقد أضاف الشاهد بأن أبسط المُستلزمات الطبية ليست متوافرة بالمركز مما أعجزهم عن قياس الحرارة لأحد المُصابين لعدم وجود ترمومتر،بالإضافة إلى عدم وجود طبيب مُقيم بالمركز.

فيما أكد أحمد فؤاد- طالب بكلية التربية بأن هذه الواقعة ليست الأولى وأنه بتاريخ 30/3/2013 أثناء تناول الطلاب لوجبة الغداء تلاحظ لهم وجود بقايا لفضلات وحشرات "ذباب وصراصير" بالأوانى المُقدم فيها الطعام وعليه قام الطلاب بتنظيف الأوانى بأنفسهم، كما أفاد أنه بصفة عامة يوجد تردى بالأحوال المعيشية للمُقيمين بالمدينة الجامعية والإهمال يمتد لكافة الخدمات المقدمة لهم بالمدينة وأن ذلك يؤثر على الحالة الصحية للطلبة.

وبدوره أوضح الطالب أحمد إبراهيم –طالب كلية الصيدلة "عضو اتحاد الطلبة" أن سبب توزيع الدجاج الفاسد على الطلاب أثناء وجبة الغذاء هو عمل مقصود من قبل مورد الأغذية المُتعاقد مع المدينة والذى تمت مُعاقبته منذ فترة لعدم التزامه بالمواعيد المُتفق عليها لتسليم الغذاء مع إدارة المدينة وبالتالى قام بتسليم الأطعمة الفاسدة ليتلافى وقوع جزاء عليه مرة أخرى من جراء عدم التزامه بالمواعيد، مضيفا بأن معايير الأمن والنظافة من العاملين والمشرفين على غذاء الطلبة المُقيمين بالمدينة غائبة.

وأوضح أحمد غلاب – طالب بكلية طب أسنان- أن وجبة الفول المُقدمة للطلاب بوجبة العشاء يوجد بها حصى وطوب وتقدم فى أوانى غير نظيفة مؤكدا على شهادة زميله الطالب أحمد عبد الفتاح.

وتقابلت البعثة مع أحمد لملوم – طالب بإحدى الكليات بالجامعة "لم يرد ذكرها" أمام بوابة المدينة الجامعية وهو أحد الطلبة المُصابين وقد اتضح عليه الإعياء الشديد وكان يتكئ على أحد زملائه وبسؤاله عن حالته الصحية وعن الأحداث أفاد بأنه بعد تناول وجبة الغداء المُقدمة للطلبة المقيمين بالمدينة الجامعية، شعر بآلام مبرحة بالمعدة وعليه اتجه للمركز الطبى بالمدينة ولم يجد اهتماما من القائمين على الخدمة الصحية للطلبة "حيث إن الطبيب كان نائماً ولا يبالى بما يحدث".

وأضاف لملوم فى هذه الأثناء فوجئ بحدوث حالة إسهال وقىء شديد فقام زملائه بنقله على الفور للمستشفى لتلقى العلاج، وقد استأذن البعثة بأنه مضطر للراحة نظراً لأنه عائد لتوه من المستشفى وتوجه للمبنى المُقيم فيه داخل المدينة الجامعية.

وانتقلت البعثة من أمام المدينة الجامعية وتوجهت لزيارة المستشفيات التى تم نقل المُصابين إليها "مستشفى جراحات اليوم الواحد ومستشفى التأمين الصحى".

وتقابلت البعثة فى مستشفى جراحات اليوم الواحد الأستاذ الدكتور مدير المستشفى والذى أفاد بالتالى:

إنه فى يوم الثلاثاء الموافق 3 أبريل 2013 استقبلت المستشفى 63 حالة من طُلاب المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر وقد تم تشخيص الحالات تشخيصاً مبدئياً قىء وإسهال وذلك لعدم وجود مركز للسموم بالمستشفى للتأكد من أن الطُلاب مُصابين بتسمم غذائى من عدمه، وعليه تم تشخيص الحالات مبدئياً كما ورد أعلاه وتم خروج الحالات جميعها بذات اليوم، ولذلك لم تُقابل البعثة أياً من تلك الحالات.

وقابلت البعثة بعض المُصابين الذين مازالوا مُحتجزين بمستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر لتلقى العلاج اللازم لحالتهم، وكانت شهادات الطُلاب المُصابين بالمستشفى كالتالى:

أفاد أحمد خالد –طالب بالفرقة الثالثة بكلية العلوم- أنه بعد تناوله وجبة الغداء "فراخ" بالمدينة الجامعية شعر بإعياء شديد وآلام بالمعدة وعليه توجه لمستشفى الدمرداش وقاموا بإسعافه بتركيب المحاليل اللازمة لحالته لضبط ضغط الدم ولكن الحالة استمرت فى التدهور وعليه قام الطبيب المُعالج بتحويله لمركز السموم التابع لجامعة عين شمس وقد تضرر من تعنت إدارة مستشفى الدمرداش فى استخراج نسخة من التقارير الطبية لحالته وذلك رغم تواجد السادة المسئولين المنوط بهم استخراج تلك التقارير المثبتة لحالات المرضى.

وقال طه حجاج عبد الله – طالب بكلية دراسات إسلامية، إنه بالرغم من حرص إدارة المدينة الجامعية على تحصيل مُقابل الإعاشة 50 جنيها شهرياً من كل طالب مُقيم بالمدينة إلا أن الإدارة لا تفى بالتزاماتها تجاه الطلبة فالإهمال طال كل شىء بالمدينة سواء فيما يتعلق بالغذاء أو النظافة العامة.

وأكد حجاج كباقى زملائه على عدم صلاحية الطعام المُقدم للطلاب ووجود حشرات وفضلات طعام بالأغذية وأضاف بأن الطلاب قاموا بالعديد من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية للتنديد من سوء الأوضاع داخل المدينة ولكن دون جدوى.

وأضاف محمد مصطفى محمد – طالب بكلية الزراعة – 21 عاما، أنه فى يوم الأحد الموافق 1أبريل 2013 فى قرابة الساعة الواحدة والنصف ظهراً اشتم الطلاب رائحة كريهة تنبعث من المطبخ الخاص بالمدينة وعلى الأرجح كانت هذه الرائحة "رائحة الفراخ الفاسدة" المُقدمة للطلاب والمُتسببة فى حالات التسمم الجماعى.

وأوضح محمد محمد عبيد – طالب بكلية الزراعة – 23 عاما أنه بعد تناوله وجبة الغداء شعر ببعض الآلام البسيطة بالمعدة والتى على حد قوله يمكن تحمُلها وعليه قام بنقل أحد زملائه المُصابين للمستشفى وبعد ذلك بدأ الألم فى الازدياد وبدأ يشعُر بحدته ومن ثمَ تم حجزه هو الآخر مع زميله بالمستشفى.

وقال وائل سلامة محمد –طالب بكلية الهندسة – 21 عاما إنه تناول وجبة الغذاء حوالى الساعة الرابعة والنصف عصراً وكان ينبعث منها رائحة كريهة كما أن الأوانى المُقدم فيها الطعام لم تكن نظيفة وأكد أنه بعد تناوله للوجبة بدأ يشعُر بآلام المعدة كباقى زملائه والتى على إثرها تم نقله للمستشفى.

وأكد وائل أنه فى يوم الحادثة تم استبدال الوجبات الفاسدة من الفراخ لقسم (ب) وعوضاً عنها تم صرف علب تونة للبنين وبيض للفتيات وذلك لامتناع مسئولى القسم (ب)التوقيع على استلام الأطعمة الفاسدة وهو عكس ما فعله مسئولو القسم (أ).

وأضاف الشاهد أن حالات التسمم الغذائى بدأت فى الظهور منذ الساعة الرابعة والنصف عصراً حتى السادسة والنصف مساءً وقال أنه يعتقد أن الإدارة المُشرفة على طهو وسلامة الغذاء بالمدينة قسم (أ) قصدوا التخلص من كميات الدجاج الفاسدة ولهذا قرروا مد فترة الغداء حتى السادسة مساءً، كما أنه منذ ثلاثة أسابيع وقعت نفس حالات الإصابة بالتسمم الغذائى ولكنها كانت بالمدينة الجامعية للبنات والتى على إثرها تمت إصابتهن بالسُل وفقر الدم فضلاً عن التسمم الغذائى وعند إبداء الطالبات اعتراضهن على عدم صلاحية تلك الأغذية للتناول تم الاعتداء عليهن بالضرب من قِبل المشرفات.

وأشار وائل إلى إن وجبات الغذاء دائماً ما تكون أحد هذه الأنواع ( بيض- دجاج- لحمة- تونة) وهى جميعها سيئة ورديئة للغاية وغير صالحة للاستهلاك الآدمى، كما أن علب التونة التى تُصرف لهم فى بعض الأحيان هى من الدرجة الثالثة وقد أكد على أنه رأى تلك العلب بعينه ولذلك فهو متأكد من مدى رداءتها.

ومن جانبه أفاد أحمد نور الدين – طالب بكلية الهندسة – 21 عاما بأن مواعيد تناول الوجبات مُتعارف عليها جيداً من قبل الجميع بالمدينة، ووجبة الغداء يبدأ موعدها من الساعة الثانية عشر ظهراً وحتى الرابعة والنصف عصراً وآخر موعد لها هى فى الخامسة مساءً ولكن الغريب فى الأمر أنه يوم الحادثة تم مد الفترة إلى السادسة مساءً وهو الأمر الذى لم يحدث من قبل فى المدينة.

وأشار أحمد مشعل – طالب بكلية الزراعة "عضو اتحاد الطلبة بالجامعة"، أنه قد حضر للاطمئنان على حالة زملائه المتواجدين بالمستشفى، مضيفا بأنهم كأعضاء فى اتحاد الطلبة قاموا بتحرير محضر بديوان قسم شرطة مدينة نصر أول ضد كلٍ من دكتور أسامة العبد رئيس الجامعة، ومدير التغذية واللذين تمت إقالتهما، ومدير المدينة الجامعية، باعتبارهما مسئولين عن حالات التسمم الجماعى وقيد المحضر تحت رقم 1096, مؤكدا أن الطُلاب لن يهدأ لهم بال حتى يتم عمل اللازم قانونياً نحو المسئولين عن الحادث.

وأضاف مشعل فى شهادته أنهم فى انتظار صدور تقرير وزارة الصحة عن عينة الطعام ومعرفة أسباب حدوث التسمم مع تأكيده على أن لديهم معلومات أن العينة أُخذت من طعام آخر غير الذى تناوله المصابون، وأن نائب رئيس الجامعة حضر على غير العادة فى هذا اليوم، وتناول الطعام مع الطلبة فى المطعم ولكن فى وقت سابق عن وجود باقى الطلبة وتم تقديم طعام مُختلف له وللعدد البسيط المتواجد معه من الطلبة فى هذا الوقت وان حالات التسمم ظهرت بعد ذلك بفترة.

وأوضح الشاهد أنه منذ حوالى أسبوعين تم تشكيل لجنة من بعض طُلاب كلية الزراعة للإشراف على المطعم مع التأكيد على أن تلك اللجنة تعمل تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس بقسم الصناعات والكيمياء وبرعاية عميد الكلية وقد أظهرت واقعة التسمم التقصير من جانب اللجنة فى متابعة العمل الموكل إليها.

وتقابلت البعثة مع الأطباء المشرفين على حالات المصابين، ومنهم الأستاذ الدكتور سمير العسال- نائب مدير مستشفى التأمين الصحى ومدير الشئون العلاجية والذى أفاد بأن المستشفى استقبلت 79 مُصابا من طلبة جامعة الأزهر وبالتشخيص المبدئى للحالات تبين أنهإ اشتباه تسمم غذائى، ونظراً لعدم وجود قسم للسموم بالمستشفى تم تحويل 12 حالة لمركز السموم وهى الحالات الخطر، أما باقى الحالات فتم حجز 34 حالة حتى يتماثلوا للشفاء وإسعاف 33 حالة أخرى وتلقيهم العلاج اللازم وغادروا بذات اليوم.

كما تمت مقابلة الأستاذ الدكتور سامى ماهر- طبيب باطنى مقيم بمُستشفى التأمين الصحى والذى أفاد أن التوصيف الطبى الدقيق لحالات الطلبة المُصابين هى اشتباه فى تسمم غذائى.

كما استمعت البعثة لشكاوى أخرى متنوعة من الطلبة وذلك من أمام المدينة الجامعية أو المستشفى وهى، استياء الطلبة من زيادة المصروفات الدراسية، والزحام الشديد داخل الغرف المخصصة للنوم حيث يصل العدد إلى 20 طالبا مما يجعلهم لا يستطيعون التحصيل الدراسى الجيد، وغياب النظافة الدورية على الغرف ودورات المياه، كما أن الغرف لا توجد بها تهوية جيدة، وغياب الصيانة الدورية على مبانى المدينة بصفة عامة وغرف الطلبة بصفة خاصة، مع العلم بان بعض الطلاب قد أكدوا على أنه أثناء التأسيس لبناء دور خامس بمبنى عمر بن الخطاب سقط سقف الدور الرابع.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

hass

جميل حقوق الأسنان

التعليق فى العنوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة