د. رضا عبد السلام

بديل الإخوان؟!!

الجمعة، 12 أبريل 2013 10:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اسمح لى عزيزى القارئ فى البداية أن أؤكد على أن حالة الفوضى التى تشهدها مصر حالياَ يُسأل عنها كل من رأس الدولة والحكومة، إضافة إلى نخبة الخراب والدمار والمعارضة غير الناضجة والمراهِقة فى أغلب الأحيان، كما يُسأل عما نحن فيه الشامتون والمتطلعون من بقايا آلة مبارك الفاسدة، فهؤلاء أسعد ما يسعدهم أن يروا مصر تحترق على رأس شعبها، الذى لفظهم ولفظ نظامهم وداسهم وحرمهم من الكثير من النعم التى وفرها لهم مبارك وعصابته، وبالتالى يُسأل عما نحن فيه أيضاً التركة الثقيلة لنظام مبارك والذى لم يترك لنا شعباً حضارياً مثقفاً منعماً فى الخير، ولهذا وفى ظل ضعف من بيده السلطة حالياً، وفوضوية من يعارضونه وضعف إمكاناتهم، وتردى أخلاقيات وأحوال الشعب وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
تستطيع عزيزى القارئ أن تدرك حالة الفتور وفقدان الأمل وسَدة النفس لدى الشرفاء والغيورين على مصر، فهؤلاء – وما أكثرهم – يعتصرهم الألم بعد أن كانوا يطيرون مع الأمل بعد الثورة، إذا جلست فى مجالس هؤلاء واستمعت إلى حواراتهم المخلصة والنقية، ستجد أن السؤال المحورى الذى يسيطر على الحوار هو: أنه بعد أن تأكد على وجه اليقين بأن الإخوان، وتحديداً الرئيس الحالى، لا يمتلكون رؤية حقيقية لإخراج مصر مما هى فيه، وأن كل ما يمتلكونه مجرد شعارات جوفاء وخطب رنانة، لم تعد ينطلى على أحد، خاصة فى ظل استمرار المنحنى الهابط لكافة مؤشرات مصر، فهل هناك من بديل؟!.

هل يوجد رمز أو كيان فى المعارضة يصلح أن يكون بديلاً قادراً على إنقاذ مصر مما هى فيه ويعوض فشل حكومة الإخوان؟ أعلم أن كلامى هذا قد يُغضب البعض، ولكنى لم ولن أمالئ أحدا ما حييت وسأظل أبتغى وجه الله والوطن فى كل ما أكتب، أعيد السؤال: هل هناك من وجه فى المعارضة، التى لمعتها فضائيات الدمار الشامل، يصلح لقيادة مصر، وجدير بأن يكون ملهماً وساحراً، يمتلك الكاريزما والشخصية والتأهيل العلمى والبدنى والإنسانى للانطلاق بمصر، كما انطلق مهاتير ماليزيا أو أوردوغان تركيا؟!

لن أذكر أحداً باسمه، ولكن دعونى أوجه السؤال بطريقة أخرى، هل لو دخلت الأسماء، التى لمعت خلال الفترة الماضية، الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، هل ستحقق ما حققته فى السابق؟ أم أن تجربتهم وهم على كراسى المعارضة كشفت عن الكثير من جوانب فشلهم ووهنهم وتواضع إمكاناتهم، ومن ثم لن يحظوا حتى بربع ما حظوا فى السابق؟!.

ربما تزعجك تساؤلاتى عزيزى القارئ، ولكن انزل إلى الشارع واسأل الناس عن من هم فى السلطة ومن هم فى المعارضة ستجد رداً واحداَ بشأنهما، لأن الأيام أثبتت أنهم جميعاً بغاة سلطة وأنهم لو كانوا حقاً يبتغون الخير لهذا البلد لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من فشل، يحسدنا عليه حاليا مبارك ورجاله، وبالطبع كل من لا يريدون الخير لمصر فى الخارج.

إذا كان الإخوان لا يمتلكون الرؤية وآليات الإنقاذ والتطوير، وإذا كانت المعارضة الهشة، التى لا يعرفها الشعب إلا من فضائيات الدمار الشامل، أثبتت هى الأخرى فشلاً حقيقياً، فهل البديل فى الجيش؟! هل صدمك السؤال؟! أليس هذا هو لسان حال الكثيرين الآن؟ لينزل الجيش ليلم البلد ويضبطها بعد فشل المدنيين فى إدارتها!! هل الجيش هو البديل الحتمى لفشل النخبة والسلطة؟!.

بالطبع ظهور جنرالات الجيش مرة أخرى على سدة الحكم فى مصر سيكون بمثابة إعلان رسمى لوفاة الثورة المصرية، بل وفرص نهضة الأمة العربية بأثرها، لأن الكل يعلق آمالا كبيرة على التجربة المصرية! وإذا تولى الجيش سدة الحكم من جديد فلن تكون هناك أية فرصة لقيام الجمهورية الثانية بثوب مدنى لا عسكرى!.

ما الحل إذاً؟ طالما أن الإخوان غير مؤهلين، وأن نخبة الفضائيات التى فرضت نفسها علينا - وكأنها دين على مصر وشعبها، أثبتت هى الأخرى فشلاً حقيقياً، وأنفقت وقتها فى مهاترات فضائية وبقيت بعيدة عن الشارع ومشكلاته، وأن عودة الجيش ستسدل الستار على الثورة ومن حلم معها، فما البديل؟!

فى اعتقادى المتواضع أنه أمام فشل كل هؤلاء واستحالة قبول الجنرالات مرة أخرى، ليس أمامنا من بديل سوى العودة للمقترح الذى ساد عقب قيام الثورة، والتف عليه له تجار الدين والثورة وهو "تشكيل مجلس رئاسى"، بحيث يضم فى تشكيله عسكريين ومدنيين، بحيث يتولى إدارة شئون البلاد لفترة خمس سنوات، سيكون بمقدور هذا المجلس إعادة الحياة إلى طبيعتها والأمن للشارع والطمأنينة للناس وعجلة الاقتصاد للدوران، وبالتالى نتمكن من الخروج من المأزق فى الحال والعاجل، وفى نفس الوقت فإن تلك السنوات الخمس ستكون هناك فرصة لظهور وجوه جديدة لم يلوثها الفضاء الفاسد أو تجار الثورة والدين. إن شاء الله، خلال تلك السنوات الخمس، ستكون هناك فرصة لأن تخرج مصر أفضل ما فيها، مؤكد أن البعض سيسأل كيف سيتشكل هذا المجلس الرئاسي؟ هذا موضوع مقال آخر إن شاء الله.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة