كتب حسن عبد الغفار– هيثم البدرى– صلاح المسن- ماهر أبو نور- جمال حراجى- محمد عز – جمال أبو الفضل- ناصر جودة- محمد حسين
خيمت أزمة السولار بشكل كبير على أرجاء محافظات مصر، ما أدى إلى توقف سيارات الإطفاء فى بعض المحافظات وتوقف الآلات الزراعية وتكدس سيارات النقل على الطرق الدولية، واحتجاجات للسائقين والمزارعين على خلو محطات الوقود من السولار.
فى المنيا توقفت سيارة إطفاء تابعة لمحافظة المنيا على الطريق السريع مصر أسوان بعد نفاذ كمية السولار بها ولجوء العاملين عليها إلى محطة وقود لتمويل السيارة بالجراكن بسبب تكدس السيارات داخل المحطة وعدم قدرة السيارة على اختراق الصفوف الممتدة لمسافات طويلة.
وفى نفس السياق فقد تسببت أزمة الوقود بنوعية سولار وبنزين فى حالة من الشلل التام على الطرق السريعة خاصة طريق مصر أسوان الزراعى أمام المحطات.
وقد ارتفعت صرخات أصحاب السيارات خاصة سيارات التاكسى بسبب عودة حدة الأزمة من جديد والنشاط الكبير للسوق السوداء وتضاعف أسعار الوقود خارج المحطات بينما اتهم السائقون بعض أصحاب المحطات بتخزين كميات كبيرة داخل تنكات المحطة والادعاء بنفاذ الكميات حتى يقومون ببيعها بالسوق السوداء كما اتهموا المسئولين بالتقصير محذرين من تفاقم الأزمة مع بدء موسم حصاد القمح وتضاعف الكميات المطلوبة من السولار للجرارات الزراعية.
وفى الإسكندرية حذر اتحاد عمال مصر الحر من تأثير أزمة السولار على الفلاحين، وأشار على البدرى رئيس الاتحاد إلى أن الفلاحين يعانون كل المعاناة فى الحصول على السولار لتشغيل الآلات الزراعية بما يرفع التكلفة على المزارع وعلى المنتج وعلى المستهلك فى نفس الوقت، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السماد وحصة تكلفه الرى فى الأراضى الجديدة المستصلحة.
من جانبه وافق محافظ الإسكندرية على أن تصدر شهادة لمقدمى الطلبات من المزارعين الذين يرغبون فى الحصول على سولار لعمليات الحصاد وأن تكون هذه الشهادة مدونا بها مساحة الأرض المنزرعة طبقاً لتصنيف الحيازة والمنزرع الفعلى.
وفى الغربية تفاقمت أزمة الوقود ورفعت معظم المحطات شعار مغلق حتى إشعار آخر معلنة عن عدم وجود السولار والبنزين، بينما اصطفت السيارات على جانبى الطريق أمام المحطات حتى يصل الفرج على حد تعبير السائقين.
وصرح محمد الدكرورى صاحب آلات زراعية، بأن مهنتهم مهددة بالانقراض مما سيتسبب فى خراب بيوتهم على حد وصفه مؤكدا أنه صمم خزان للوقود فى جراجه الخاص ليساعده على المرور من الأزمة كما أنه يستعين بشخصين باليومية كل عملهما هو البحث عن الوقود فى المحطات من خلال الدراجات النارية وفى حين العثور عليه فى القرى النائية والبعيدة يملئون الجراكن لنقلها إلى الخزان.
وقال رجب عوض صاحب محطة وقود، إن الوقود من السولار والبنزين أصبح أشد جرما من تجارة المخدرات وفى حين يتساهل الأمن مع تجار المخدرات والحشيش يحارب أصحاب المحطات فى قوت عيالهم ومباحث التموين لا هم لهم ولا عمل سوى تحرير محاضر كيدية ضد أصحاب المحطات مطالبا الحكومة بحل الأزمة والمواجهة مع الواقع قبل تحميل صاحب المحطة السبب.
وفى الإسماعيلية اشتكى عدد من مزارعى الإسماعيلية من نقص السولار وعدم توفره بشكل يلبى احتياجاتهم اليومية.
ومن جانبه أشار محمد عطية المتحدث الإعلامى للتموين والتجارة الداخلية بالإسماعيلية، أن كميات السولار التى يتم توزيعها على المحطات حسب الحصص المقررة لها كافية تماما وأن نسبة العجز فى السولار لا تزيد عن 15% وهى نسبة معقولة جدا بالمقارنة بباقى المحافظات.
وفى أسيوط اشتكى فلاحو أسيوط من نقص السولار بمحطات التمويل مما تسبب فى توقف ماكينات الرى الخاصة بهم والتى يروون منها زراعاتهم.
وقال أحمد عامر "مزارع"، إن نقص السولار على مدار الأشهر السابقة أثر بالسلب على الفلاح الأسيوطى الذى يعتمد على رى زراعاته بالغمر عن طريق ماكينات الرى، وحذر صلاح حسن صاحب جرار زراعى من تفاقم الأزمة على مدار الأيام القادمة مع استعداد الفلاح لحصاد محصول القمح.
وطالب الفلاحون بضخ كميات كبيرة من السولار على مدار الأيام القادمة حتى يتمكنوا من جمع المحصول الأهم للفلاح وللمواطن وللدولة بأكملها.
وفى أسوان أشعل بدء موسم حصاد محصول القمح بمحافظة أسوان أزمة حادة فى السولار حيث تزاحم منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة مزارعى القمح للتزود باحتياجاتهم من وقود السولار الخاص بتشغيل ماكينات حصاد القمح وذلك بعد فشلهم فى الحصول على كوبونات خاصة بهم من قبل الجمعيات الزراعية كذلك بدأت أعداد كبيرة من المزارعين وخاصة من قرى وادى النقرة ووادى خريت فى تخزين كميات وجراكن السولار متخوفين من حدوث أزمة فى السولار خلال موسم حصاد القمح.
على الجانب الآخر تشهد محطات الوقود بأنحاء أسوان زحاما شديدا أدت لإرباك الحالة المرورية وخاصة بمدينة كوم أمبو ومدينة دراو التى تقع فيها محطات التعبئة على الطريق السريع مصر أسوان وسط غياب شبه تام للرقابة التموينية.
كما نشبت صباح اليوم العديد من المشاجرات والمناوشات الكلامية بمحطات الوقود بكوم أمبو وإدفو بسبب قيام سائقى الأجرة بالتزود بالوقود يوم الجمعة تحديدا باعتباره أقل أيام الذروة المرورية.
وفى الوادى الجديد تمثل أزمة نقص السولار المشكلة الأكبر والأخطر وخاصة مع بدء موسم حصاد القمح بالمحافظة.
ويقول محمد عطية نقيب فلاحى المحافظة لـ"اليوم السابع" إن مشكلة نقص السولار لم تجد حتى الآن أية حلول من المسئولين أو مديرية التموين وخاصة بعد مطالبة النقابة بتطبيق نظام كوبونات السولار التى يتم توزيعها على المزارعين شأن الأسمدة الزراعية أسوة بمحافظات أخرى بهدف حل المشكلة ومنع تحكم أصحاب المعدات فى المزارعين وهو الاقتراح الذى رفضه اللواء طارق مهدى محافظ الإقليم كما طالبنا وزارة البترول بسرعة رفع حصة المحافظة من المواد البترولية.
ويقول صلاح السيد مدير قطاع التموين بالمحافظة، إنه من المقرر أن يقوم الدكتور باسم عودة وزير التموين بزيارة مرتقبة لمنطقة شرق العوينات خلال الأيام القادمة لافتتاح موسم الحصاد ومناقشة مشكلة نقص السولار مع شركات الاستثمار الزراعى فى المنطقة.
كما شهدت محافظة البحيرة حالة من الغضب الشديد مع تواصل أزمة نقص السولار وانقطاع الكهرباء خاصة فى المراكز والقرى.
وتظاهر المئات من المزارعين خلال الفترة الماضية أمام مجالس المدن المختلفة وكذلك ديوان عام محافظة البحيرة بمدينة دمنهور احتجاجا على مشاكل نقص الوقود الذى يؤثر على حياتهم بشكل مباشر وعلى قدرتهم على تشغيل آلاتهم الزراعية.
وقد أكد عدد من المحتجين على معاناتهم الشديدة جراء تلك الأزمة خاصة مع قرب موسم حصاد القمح مطالبين بتخصيص منافذ خاصة بهم للتزود بالوقود منعا لتكدسهم داخل محطات السولار لساعات طويلة.
من جانبه خاطب المهندس مختار الحملاوى محافظ البحيرة وزير البترول لتوفير حصة إضافية من السولار للمحافظة قدرها "10 ملايين لتر" فى الفترة المتزامنة مع موسم حصاد محصول القمح بالمحافظة لرفع قدرة المزارعين على تشغيل الآلات الزراعية لحصاد محاصيلهم.
وفى شمال سيناء تكدست السيارات على المحطات وتم قطع الطريق الدولى العريش رفح أمام الديوان العام بالعريش من قبل السائقين الغاضبين لتصاعد الأزمة.
وقال عدد من المزارعين فى منطقة الشيخ زويد ورفح وجنوب العريش وغرب بئر العبد.. إن أزمة نقص الوقود تسببت لهم فى خسائر بالجملة مؤكدين أن أسعار نقل منتجات "الكانتلوب" و"الخضار" ارتفعت للضعف بسبب انعدام الوقود.. إضافة إلى استغلال سائقى سيارات النقل لهذه الظروف ورفع تسعيرة نقل المنتجات من سيناء إلى المحافظات الأخرى.
وأشار كل من محمد أبو سعيد، وسليمان أبو راس، وسيد عبد السلام إلى أن الأسعار تضاعفت عن العام الماضى وتراجعت أعداد التجار القادمين من المحافظات الأخرى لجلب إنتاج مزارع سيناء أسواق القاهرة والمحافظات الأخرى.
لمشاهدة الفيديو
بالفيديو.. أزمة السولار تخيم على محافظات مصر.. وتعطل سيارة إطفاء بالمنيا.. واحتجاجات فى العريش.. وتوقف الجرارات الزراعية يهدد موسم الحصاد فى البحيرة والمنيا وأسيوط والوادى الجديد..وقطع الطريق بالعريش
الجمعة، 12 أبريل 2013 01:39 م