
مؤتمر "الحرية للتحالف الديمقراطى" هو الاسم البديل للمؤتمر الليبرالى الدولى، والذى اختاره القائمون على المؤتمر لمواجهة المخاوف من مصطلح الليبرالية، ومنعا للدخول فى جدال حول تعريف مفهومها، والذى يسيء الكثيرون فهمه، ويعقد المؤتمر فى العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة، بحضور عدد من ممثلى الأحزاب الليبرالية فى الوطن العربى، وتضمن المؤتمر عرضا لبعض التجارب الأوروبية فى إقامة التحالفات، فتم عرض التجربة الهولندية والدنماركية لمحاولة الاستفادة منها فى خبرات إقامة التحالفات السياسية.
وبدأت الجلسة الأولى للمؤتمر برئاسة، الدكتورة ريم محجوب عضو المجلس الوطنى التأسيسى فى تونس، حيث تم عرض لمحة عامة عن الأنواع المختلفة للتحالفات السياسية بين الأحزاب وسبل التعاون الاستراتيجى فيما بينها.
وحضر المؤتمر كل من، الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، والدكتور عمرو حمزاوى رئيس حزب مصر الحرية، والدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، والدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار، إضافة إلى تيار الاستقلال بلبنان، والذى دعا إلى المؤتمر، وعدد من الأحزاب الليبرالية فى مختلف الدول العربية.
وأكد الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، والذى ترأس الجلسة الثانية من المؤتمر، على أهمية التحالفات العربية فى تلك اللحظات الفارقة التى تستعد فيها أقطار عربية مختلفة لاستحقاقات برلمانية ورئاسية مختلفة، مشيرا إلى أن فكرة التحالف يجب أن تكون أوسع من توجه سياسى بعينه، ويجب أن تقوم على فكرة دعم التوجه المدنى، ويجب ألا تقوم على الكراهية للآخر بل على قبول الآخر والتسامح السياسى والدينى، مضيفا: نريد تحالفات تدفع بالأوضاع للأمام ولا ترجعنا للخلف ولا تزيد من الاستقطاب.
وأضاف زعيم حزب غد الثورة، خلال كلمته بمؤتمر الحرية والتحالف الديمقراطى، " أننا فى حاجة إلى تحالفات إيجابية، لأننا أحيانا نبنى تحالفات سلبية قائمة على فكرة رفض الآخر من المنطق الاقتصادى"، مؤكدا أننا فى حاجة لتقديم نموذج معبر ومختلف لقبول الآخر من خلال تحالف إيجابى بين الأحزاب المختلفة.
ومن جانبه، طرح الدكتور عمرو حمزاوى رئيس حزب مصر الحرية، خلال كلمته، ٣ أسئلة هامة للنقاش فى المؤتمر، أكد أنهم مرتبطون بخبرات الأحزاب والتيارات الحاضرة من مصر وتونس، أولها يدور حول قدرة الأحزاب على إقامة تحالفات بينها وبين بعضها وبين تيارات دينية يمينية، وثانيها هى العلاقة بين الليبرالية وبين مؤسسات الدولة، أما السؤال الثالث فكان حول وجود الوعى والابتعاد عن خطاب المظلومة والترويج لفكرة الاضطهاد، وأن الأحزاب الأخرى تكسب فى الصندوق بسبب الزيت والسكر.
وأضاف حمزاوى خلال كلمته بالمؤتمر، "أننا أمام ميراث متراكم من الاستبداد ونحتاج إلى الإصلاح وإعادة التطهير"، مشيرا إلى أن هناك فرصة رائعة لعدد من ممثلى الأحزاب الليبرالية العربية والخبرات الأوروبية والدولية والتى تختلف عن أحوالنا وثقافتنا، للاتفاق وتركيز النقاش حول الاستماع لبعضنا البعض.
فى حين اختتم رئيس التحالف العربى للحرية والتحالف الديمقراطى "سائد كراجة"، الجلسة الثانية من المؤتمر قائلا " هناك حديث عن عدم ثقة بين الطبقة السياسية والشارع فى الدول الأروبية، على عكس الوضع العربى الذى تنعدم فيه الثقة بين المواطنين وبعضهم البعض، ما سيؤدى إلى انهيار بالمجتمع، واصفا التحالفات السياسية بالسلبية وليست مبنية على هدف إيجابى مشترك وعدوانية مشتركة تجاه الفريق الآخر.