فى زمن الأبيض والأسود وقبل عشرات السنين من الآن وقف حسن البنا أمام الجميع ليقول: «لا فرق بين السنة والشيعة، فديننا واحد، وإلهنا واحد، ورسولنا واحد، وقبلتنا واحدة، وسنتنا واحدة»..
وفى زمن الألوان وقبل سنوات قليلة من الآن وقف مرشد الإخوان مهدى عاكف ليصرخ مفاجئا الجميع: «جماعة الإخوان على استعداد لإرسال 10 آلاف مجاهد للحرب بجوار حزب الله».
من بين تفاصيل تلك السنوات الطويلة يمكنك أن تستخلص ما يعينك على فهم طبيعة العلاقة بين الإخوان المسلمين الجماعة الدينية السنية وبين الشيعة وإيران.
من كل هذا الاحتفاء الإخوانى الذى طغى على سنوات مبارك بحركات المقاومة الشيعية مثل حزب الله، والدعم الإيرانى لحركة حماس يمكنك أن تفهم وأن تدرك أن ما يبدو على الساحة الآن من تقارب بين الإخوان وطهران، أو بين مصر تحت حكم الإخوان وإيران التى ظل الاتصال بها من المحرمات المصرية ليس مجرد صدفة أو أمرا وليد لحظة سياسية راهنة، بل هو نتاج لقناعات فكرية واتصالات سياسية عمرها يساوى عمر جماعة الإخوان المسلمين نفسها.
سنوات طوال انعكست آراء مؤسس الإخوان الأستاذ حسن البنا فى الشيعة على موقف جماعته التى أسسها، وعلى عكس باقى التيارات الدينية السنية والسلفية على وجه الخصوص ترك البنا الباب مواربا، وكان من دعاة التقريب بين السنة والشيعة، وهو ما تجلى فى أوج صوره فى تأييد جماعة الإخوان للثورة الإسلامية فى إيران ضد الشاه رضا بهلوى وتصوير زعيمها آية الله الخومينى كولى من أولياء هذا الزمان.
من هنا بدأ الفراق والخلاف التاريخى بين الإخوان والسلفيين، وبالأخص الدعوة السلفية، فما بين تأييد تام للثورة وتحذير تام منها، بل رفض لها جاء منحنى العلاقة من الثورة الإيرانية ما بين طرفى الإسلام السياسى، فالجماعة تبشر بالثورة الإسلامية والدعوة تحذر منها وتنظر لها كبدعة من بدع هذا الزمان، فالموقف العقدى ينعكس على الآراء فالجماعة ترى الشيعة مذهبا خامسا من مذاهب الإسلام، وأن «الفرق بين الشيعى والسنى كالفرق بين المالكى والحنبلى»، أما الدعوة فهى ترى الشيعة دينا آخر غير دين الإسلام، ومازالت ترى ذلك حتى الآن حسبما يصرح قياداتها، وعلى رأسهم يونس مخيون، رئيس حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، وياسر برهامى نائب رئيس الدعوة. وكمن الخلاف وبطن، لكنه عاد مرة أخرى مع حرب يوليو 2008 على لبنان، فما بين التأييد التام لحزب الله فى حربه ضد إسرائيل و«نصر الله يا حبيب دمر دمر تل أبيب» والهتاف باسم أمينه العام السيد حسن نصر الله، وبين تحذير من «حصان طروادة» افتتن به المسلمون فى إشارة لحزب الله كما وصفه الشيخ محمد إسماعيل المقدم فى خطبة شهيرة له أثناء الحرب، وربما زاد من موقفه أن قال إنه لا فرق بين الشيعة وإسرائيل، فالاثنان خطر على الإسلام.
ربما ما لم تشهده أجيال من خلاف حول الشيعة قدر لها أن تشاهده اليوم، فعقب توقيع وزير السياحة المصرى هشام زعزوع لاتفاقية السياحة بين مصر وإيران ثارت الأزمات، وتكرر ما حدث فى سبعينيات القرن المنصرم، فالسلفيون يطوفون البلاد تحذيرا من المد الشيعى الآتى على طائرة السياح الشيعة الإيرانيين، الأمر الذى اعتبره الإخوان مبالغات لا مبرر لها، هذا الموقف الذى أكده الرئيس محمد مرسى خلال لقائه بعلماء من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، حيث قال إن مصر سنية، وإنه لن يسمح بمد شيعى فى البلاد.
هذا الملف يسلط الضوء على الحقائق الخفية فى علاقة الإخوان بالشيعة ويكشف أبعاد الصراع «الإخوانى - الشيعى - السلفى».
موضوعات متعلقة..
موضوعات متعلقة:
أخطر فتاوى «البنا» فى قضية التقارب بين السنة والشيعة
من التلمسانى إلى عاكف: الشيعة والسنة أمة واحدة.. بديع: كلها مذاهب إسلامية.. ومرسى: الشيعة أخطر على الإسلام
4 أسباب تكشف الصراع الإخوانى السلفى حول التشييع.. برهامى: قلة من المصريين قبلت أن تبيع دينها لنشر المذهب الشيعى.. وجمال حشمت: أين كانت الدعوة السلفية حين بنيت "الحسينيات" فى مصر
حرب كلامية بين «برهامى» و«حشمت».. نائب رئيس الدعوة السلفية: قلة من المصريين قبلت أن تبيع دينها لنشر المذهب الشيعى
الجماعة والشيعة.. أسرار علاقة بدأها البنا ويستكملها مرسى بالقوة الرئاسية.. المرشد الأول رأى الخلاف بين أهل السنة والتشيع أمرًا يسيرًا.. والتلمسانى: أمة واحدة.. وعاكف: منهجنا التقريب بين المذاهب
الجمعة، 12 أبريل 2013 10:56 ص
مرسى ونجاد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
دراجونوف
فرق تسد
عدد الردود 0
بواسطة:
engineer
يحينما يتكلم الشيعة على انهم سنة هذا الى رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
سما
بيع يابديع . . . اية الله المرشد
عدد الردود 0
بواسطة:
مؤيده الثوره
عجبا