محمد قنديل يكتب: لا يستحق الحرية إلا من يدرك قيمتها

الإثنين، 01 أبريل 2013 09:20 م
محمد قنديل يكتب: لا يستحق الحرية إلا من يدرك قيمتها صورة أرشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار العام المنقضى تبادلت القوى السياسية المختلفة الاتهامات بالمسئولية عن حالة الفوضى اللا مسبوقة، والانفلات المتفشى فى كافة أنحاء البلاد، غير أن أحدا منا كمواطنين لم يسأل نفسه سؤالا مهما، هل نستحق نحن كمصريين حالا أفضل من هذا؟
بعيدا عن الشعارات الرنانة والجوفاء، مثل السبعة آلاف عاما حضارة، وأن الدولة المصرية هى أول دولة عرفت القانون فى العالم، وغير ذلك من الشعارات السالبة للعقول، فواقع الحال يقول إن ما نحن فيه هو ما نستحقه فعلا، ولنسأل أنفسنا هل يوجد دولة فى العالم يقطع مواطنوها الطرق والسكك الحديدية بشكل شبه يومى، مطالبين ببعض المطالب الفئوية غير عابئين بتعطيل مصالح الآلاف وربما الملايين بفعلهم هذا... وهل يعقل أن تقوم بعض الفئات بإضرابات متكررة كل عدة أسابيع مرة لزيادة المرتبات وأخرى حتى لا يوقع عقاب على المخالفين، بينما تقف أجهزة الدولة عاجزة عن التصدى لهؤلاء بعد أن تصور الكثيرين فى مجتمع تزيد فيه نسبة الأمية عن 50%.
إن الحرية تعنى أن يفعلوا ما يريدون دون ضابط ولا رابط.. ما الفرق إذن بين هذا النوع من الحرية كما يتصورها البعض وبين الفوضى...!! هل سمعت عن دولة فى أى بقعة من بقاع الأرض يبقى أحد أهم ميادين عاصمتها مغلقا أمام المرور باسم حرية التظاهر والتعبير لشهور تتجاوز عاما كاملا!!.. هل هؤلاء متظاهرون سلميون!!.. إن السلميين لا يقطعون طريقا ولا يعطلون مصالح الجماهير، هل يستحق الديمقراطية مواطن انتهز فرصة اختلال قبضة الدولة فشرع فى البناء على الأراضى الزراعية التى هى مصدر غذاء الجيل الحالى والأجيال القادمة.. هل يستحق الحرية من استغل غياب الدولة وأجهزتها فقام ببناء أبراج سكنية آيلة للسقوط بلا ترخيص!!.. هل توقفنا عن إلقاء القمامة بالشوارع والكتابة على حوائط المبانى بألوان وكتابات مسيئة؟... انظر إلى فوضى الشارع وكم السيارات التى تسير عكس الاتجاه فإذا ما لفت نظر قائدها إلى أنه يسير فى الاتجاه الخاطئ قال لك فى بجاحة يحسد عليها "ماأنا عارف".. فى أى دولة بالعالم يقف سائق تاكسى بسيارته فى نهر الطريق ليعطله ومشوحا بيديه ولاعنا بلسانه كل من يعاتبه.. هل توجد دولة يلهو سائقو المركبات فيها بآلة التنبيه غير عابئين بمن حولهم.. أصحاب هذه السلوكيات لا يستحقون الحرية.
لقد أخطأت الدولة منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف الذى كان أول من سمح بهذه الفوضى حين رفض بعض أهالى الصعيد ترشيح أحد المحافظين لمحافظتهم فقطعوا السكك الحديدية، وقال الدكتور شرف وقتها مبررا هذا التصرف، إن الشعب مجروح.. كان هذا التصرف هو القشة التى قصمت ظهر البعير، فطالت الاعتصامات والإضرابات كافة قطاعات الدولة ومرافقها، فعجزت الدولة عن ضبط الإيقاع وتسيير عجلة الإنتاج حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.

علينا أن نقوم أنفسنا، وأن نغير سلوكياتنا إلى الأفضل قبل أن نطالب بالحرية والديمقراطية، فلا يستحق الحرية إلا من يدرك قيمتها ومعناها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة