كنت فى إحدى محاضرات "أساسيات التصوير الفوتوغرافى" التى تشرح تكوين المحتوى الفوتوغرافى القوى، وقد لفت انتباهى ذلك المبدأ الفوتوغرافى الذى يتحدث عن قوة "الأرقام الفردية" فى التصوير الفوتوغرافى؛ ليصبح المحتوى أكثر جمالاً.. وقد تحدث المحاضر عن كونه لا يعرف ماهية السر وراء ذلك المبدأ، وقد كنت أعلم أن العقل البشرى يميز الأرقام الفردية بسرعة أعلى من الأرقام الزوجية، بل وأن الربط مع الذاكرة يكون أكثر قوة وحفظاً.
فى تلك اللحظات التى كنت أحاول فيها التركيز بتلك النقطة، سمعت صوتاً داخل عقلى يذكرنى بذلك الحديث عن خير الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم “إن الله وتر يحب الوتر”.. وظل الحديث النبوى الشريف مراراً وتكراراً يجتذبه عقلى إلى أن وصل المحاضر إلى أن "التكرار" فى الصورة يعطيها قوة وتأثيراً.. تذكرت فى تلك اللحظة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكرر الأمر لينفع المؤمنين.. فالتكرار مصدر قوة.
ولكن هل كرر الرسول صلى الله عليه وسلم حديث “إن الله وتر يحب الوتر”؟
نتحدث عن الجمال فى الأعداد الفردية.. نعم عن الجمال.. فالوتر مصدر الجمال “قاعدة فوتوغرافية”.. أظننى وجدتها.. الله وتراً الله مصدر الجمال.. ولا أظنها صدفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا قائلاً: “إن الله جميل يحب الجمال”، نعم ليست بصدفة.. “إن الله وتر يحب الوتر”.. “إن الله جميل يحب الجمال”.
لم أتوقف هنا، بعد عودتى للمنزل بدأت فى البحث عن تلك القاعدة الغريبة “Odd Rule” فاستوقفتى كلمات أبرع المصورين فى الغرب قائلاً “أقتنيت أحد المجالات القديمة، وكان الكاتب يتحدث عن تكوين الصور وأن أكثر الصور جذباً وجمالاً هى تلك الصور التى يكون محتواها عدداً فردياً، وتلك الكلمات أضحكتنى وتصورت أن من كتبها كان تحت تأثير الكحول، ولكننى اكتشفت أنه لم يكن مغيباً فقد قمت بنفسى بمراجعة أرشيف صورى الشخصية فوجدت أن جمال الصورة بالفعل يظهر حينما يكون محتواها فردياً”.
لم تستوقفنى القصة ولكن استوقفتنى تلك الجملة:“Perhaps it’s about the balance that odd numbers create” ..“التوازن”
رغم أننى تقابلت أثناء بحثى بقاعدة تتحدث عن أرضاء العين تكلم عنها “ليوناردوفيبوناتشى”.. التكوين الرقمى بالجمع المتوالى.. وكمثال (1+1=2) (1+2=3) (2+3=5) وهكذا.. فى وجهة نظره أن تلك الأرقام مريحة للعين من خلال (1، 1، 3، 5، 8، 13) ولكن أثبتت تلك النظرية ضعفها التام كون العقل البشرى يمكنه استيعاب من 9 إلى 11 عدد بصورة متزنة وهى أعداد سقطت من تلك النظرية أصلاً.
وهنا دعونى أخبركم عن واحدة من قواعد الهندسة المعمارية الكلاسيكية والتى تقول: “إن الأعداد الفردية فى الارتفاع تكون أكثر استقراراً وتوازناً وتماثلا”، بل وأحدثكم عن كيرسى مصممة الديكور والتى تحدثت عن وضع أعداد فردية من التحف أوالزهور فى آخر “المنضدة” يعطى منظراً خلاباً وأن تلك الأعداد الزوجية تخل بتوازن هذا الجمال وتضعفه، وها هم خبراء العلاقات يعتقدون أن تقديم عدد فردى من الزهور، يلفت انتباه الشخص الآخر ويشعره بالراحة والطمأنينة.
وأخيرا.. تناول التمور بأعداد فردية يحقق التوازن الجسمانى ويجنبنا الكسل، حيث أثبتت البحوث أن تناول عدداً فردياً من التمور يحول السكريات إلى كربوهيدرات فيكتسب الجسم طاقة، وتناول عدداً زوجياً منها يحول السكريات بالجسم إلى سكاكر وبوتاسيوم تأثر بشكل سلبى على وظائف الكلى.
ليس بسرا.. الأمر يحتاج لبحث لتتكشف تلك الطاقة الكامنة فى المحتوى الفردى.. أتحدث عن طاقة الجمال.. إنه الوتر سحر الجمال.
لفظ الجلالة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة