محمد صبرى درويش يكتب: المصريون بالخارج وأزمة الجواز الأخضر

الإثنين، 01 أبريل 2013 08:20 م
محمد صبرى درويش يكتب: المصريون بالخارج وأزمة الجواز الأخضر صورة أرشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن المصرى لا تلاحقه الأزمات فى الداخل فقط بل وفى الخارج أيضاً، والأزمات هذه مرتبطة ارتباطاً وثيقاً به منذ استخراج شهادة ميلاد مصرية له، فالمصرى لا تبتعد عنه الأزمات قط والعيب ليس فيه هو لكن المشكلة كلها تكمن فى مدى قوة الحكومة وهيمنتها على الوضع السياسى العالمى.

وأزمة المصرى فى الخارج ليست خارج البلاد فقط بل هى تبدأ منذ تفكيره فى استخراج جواز سفر مصرى (الجواز الأخضر) والمشكلة فى هذا الجواز أنه لا يلقى أى قبول فى المطارات وتحديداً المطارات المصرية، فحامل هذا الجواز يعامل نفس معاملة حاملى الممنوعات، ولا يستطيع أبداً السفر بهذا الجواز فقط بل لا بد من حمل عدة أوراق أخرى معه وإلا فلا قيمة لهذا الجواز مُطلقاً.

وعند تصفحك لصفحات هذا الجواز ذى اللون الأخضر المُريح للنظر والذى يبعث الطمأنينة فى النفس تجد فيه عبارة وزير الخارجية المشهورة (يرجو وزير الخارجية من جميع المختصين أن يسمحوا لحامل هذا الجواز بالمرور وأن يبذلوا له العون والرعاية عند الاقتضاء)، والقارئ لهذه الكلمات يظهر له منها أنه يحمل جواز سفر كالذى يحمله أوباما، فالكلمات هذه لا تشير أبداً أنك تحمل جوز سفر عاديا.

لكن الكارثة الكبرى عندما تحمل هذا الجواز وتذهب به إلى منفذ الفحص فى المطار المصرى، فعندما يشاهد فاحص الجوزات جوازك ذا اللون الأخضر فإنه فوراً يضع حولك ألف علامة إستفهام كبيرة فإما أنك لم تؤد الخدمة العسكرية أو إما أنك على ذمة قضية سارية الآن فى المحاكم، أو إما أنك مسجل خطر أو إما أنك لم تكمل كافة أوراقك الرسمية المصاحبة لهذا الجواز أو إما .. لكن بعد فحص متأن والتأكد من مدى صلاحية أوراقك يكتشف أخيراً أنك مواطن صالح، فيضع لك ختم مغادرة البلاد على إحدى صفحات جوازك وقلبه يكاد يتمزق حزناً لأنه اكتشف للأسف أنك مواطن شريف، وأذكر فى إحدى المرات فى طابور فحص الأوراق كان أمامى شاب فالتفت لى فجأة وقال لى (متأكد إن كل أوراقك كاملة ياأستاذ) فأجبته (الحمد لله كلها كاملة) فقال لى (أصلهم رجعونى من أسبوع علشان أجيب تصريح سفر مُميكن بنص جنيه وأدينى جبته) المهم دخل هذا الشاب إلى الفحص وبعد عدة دقائق أخيراً أخذ فاحص الأوراق تصريح السفر وقام بإلقاء التصريح فى سلة المهملات، ووضع ختم المغادرة للشاب على إحدى صفحات جوازه.

فإذا بالشاب يطير فرحاً وكأنه أخذ عمراً جديداً يضاف إلى عمره، وبعد إنتهاء فحصى ذهبت إلى الشاب وقلت له (التصريح أبو نص جنيه اللى كان مدوخك عليه من أسبوع رماه فى الزبالة) فابتسم الشاب وقالى لى: (أهو كله ألش ياأستاذ المهم إن أنا خدت الختم)، وبعد مغادرة مصر الحبيبة ونزولنا فى الدولة المراد السفر إليها ودخولنا على منفذ الفحص بمطار هذه الدولة، فإذا بشرطى يقول (المصريين تقف فى جانب وباقى الجنسيات فى جانب آخر) فابتسمت أنا وقلت لنفسى أكيد هناك معاملة راقية للمصريين، وهناك أيضاً سرعة فى إجرات دخول المصريين لهذه الدولة، المهم ظللنا ليلة كاملة داخل المطار لاستخراج إيصالات مُميكنة هى الأخرى لكى توضع فى جواز السفر المصرى الأخضر.

وبعد مضى عدة أيام ذهبت إلى السفارة لتسجيل اسمى هناك وجدت شابا آخر، يُحَقق معه فى السفارة المصرية هناك ويقول له المُحقِق بصوت عال (أنت مش عيل صغير أنت أكيد غبى) وكاد يضربه من شدة صوته لولا تدخلى وكان واضحاً من اللهجة أن هذا مصرى وهذا مصرى، فسألته لماذا تعامله بهذه المعاملة؟ فأجابنى (البيه ضيع جوازه والمصيبة إنه يقع فى إيد حد) فابتسمت وقلت له (يعنى ضيع مفتاح الجنة دا اللى هيمسك الجواز دا هيشوف الويل).

جواز السفر المصرى عن تجربة لا يلقى أى قبول لا فى مصر ولا خارج مصر ولا بد من أخذ أوراق عدة معه لكى تعبر، فى حين أن المواطن الأمريكى يدخل أى دولة فى العالم بجواز سفره فقط ولا لوم عليه إن أضاع جوازه فيكفى ذهابه إلى سفارته لتنتهى تلك المشكلة فى بضع دقائق ليس أكثر، فالجواز المصرى هو أول أزمة للمصرى بالخارج ولا أريد أن أتحدث عن الكفيل وباقى مأسى المصرى خارج وطنه الغالى، ولعل الغريب أن آخر صفحات الجواز المصرى يوجد بها تنبيه هام، وهو (هذا الجواز وثيقة ذات شأن عظيم يوجب على صاحبه الاحتياط التام حتى لا يقع فى حوزة شخص ليس له الحق فى حمله أو استعماله).





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد سعد سيد

أي واحد متغرب يريح باله ويغيروا بالمميكن وخلاص وهذا كذب وافتراء

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو ميدو

شكرا" إلى كاتب المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

الكاتب محمد صبرى درويش

الأستاذ عماد سعد سيد

عدد الردود 0

بواسطة:

khaled

كل مطارات العالم

عدد الردود 0

بواسطة:

Amr

السعر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة