ومن جانبها نفت سناء أنس الوجود، أستاذ الأدب بكلية الآداب بجامعة عين شمس، خلال الجلسة البحثية ما أشيع عن العقاد من كراهيته للمرأة وآرائه فيها عبر كتاباته، مؤكدة أن ذلك يعتبر خلطاً للأوراق ودرباً من دروب التعسف غير المؤسس على حقائق علمية أو تاريخية وهى نفس الاتهامات التى وجهت إلى الأديب توفيق الحكيم، وهو ما اكتشف زيفه فيما بعد، حيث تزوج الحكيم وأنجب بل وتناولت كتبه حباً فى المرأة وإنصافا لها، لافتة إلى أن كتابات العقاد حول المرأة وآرائه فيها ألتزمت منهجاً شبه محايد يستند إلى الأنثروبولوجيا المقارنة.
وتابعت" أنس الوجود: أن كتاب العقاد "المرأة فى القرآن" ينهض على أساس القرآن والسنة من خلال أقوال المفسرين للقرآن وفتاوى الفقهاء عبر العصور وهى نفس الآراء التى وردت فى معظم التفاسير القرآنية، حيث يعتبر كتابه حول المرأة مصدرا مهما لأغلب الكتب والمراجع التى ألفت فى سياق هذا الموضوع.
وأشارت إلى أن العقاد لم يخرج عن آراء الشرع فى كل القضايا والموضوعات التى عالجها، كما أنه كان محاصراً بالمنظومة الثقافية التى عاش فى كنفها وأيضاً فى مرحلة كانت الأوطان فيها محتلة، حيث تحرم المرأة من نصف قوتها الضاربة.
ومن جانبه تناول الناقد الدكتور جمال العسكرى، صورة المرأة عند العقاد بين العاطفة الدينية والنزوع الرومانتيكى فى عموم رأيه، وخاصة أنه كان واحدا من جيل النهضة الحديثة وأحد رؤوس التجديد التى شاركت فيه بجهد وعطاء بمختلف ميادين الثقافة العربية، مؤكداً أن العقاد كان ينظر إلى قوامة الرجل على المرأة فى إطار أحوال المجتمعات الإنسانية وقواعد العرف وذلك فى مقابل عاطفة الحنان عند المرأة بسبب غرائزها الطبيعية فى حين أن الرجل لا يخلو من الأنانية.
وفى السياق نفسه عرض الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، ورقته البحثية بعنوان عباس العقاد الباحث عن الحرية، حيث تناول فيها مفهوم الحرية عند العقاد من وجهة نظر تاريخية حيث عاصر ثورة 1919 وبالرجوع للعام الذى ولد فيه العقاد عام 1889 أى بعد الاحتلال البريطانى فى مصر عام 1882 نلاحظ أن هذا العقد الزمنى شهد مولد معظم الساسة والمفكرين الذين شاركوا فى ثورة 19 منهم محمد حسين هيكل وطه حسين والنقراشى ومكرم عبيد، حيث إن هذا الجيل قد تفتحت عيناه على هزيمة الثورة العربية وصدم بالاحتلال البريطانى، لذلك هو جيل باحث عن الحرية وكان العقاد المدافع عن الديمقراطية والمؤمن بالليبرالية نهجاً وحياةً .
