يقيم صالون ديالونا الثقافى، فى إطار أنشطته الثقافية أمسية شعرية حول ديوان "تلاوة الظل" الصادر مؤخرًا عن دار العين للنشر للشاعر والزميل الصحفى سيد محمود، ويقوم بإلقاء عدد من قصائد الديوان الإعلامية الكبيرة منى سلمان.
وذلك يوم الأربعاء الثالث من أبريل فى تمام الثامنة مساء، بمقر ديالونا للتدريب والخدمات الثقافية والفنية بشارع أحمد عرابى بالمهندسين.
و"تلاوة الظل"، هو الثانى فى تجربته الشعرية بعد "تاريخ تانى" الصادر بالعامية عام 2000 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب لسيد محمود، وينطوى "تلاوة الظل" على إبداع ثرى مفتوح على طبقات عدة من التأويل، فى إحداها نجد أم كلثوم وشوبان و"بحيرة البجع" ومحمد وردى (المطرب السودانى الراحل) وآنية من خزف، وحدائق مزهرة، وأوبرا ومسجدا وكنيسة، وحبا شفيفا يقف على تخوم الجسد، فى مواجهة سعى محموم- خارج الديوان بالطبع- لطمس الفنون ووأد الجمال، بل وقتل من يخالف ما يرى القتلة أنه الحق.
فى البداية صوت وصدى، وفى الختام ظل وشجر، وبين البداية والختام أعمى يتعثر فى الضوء، وزهرة وبحر وموسيقى، وحبيب يصف الحبيبة ويناجيها وكأنه يصلى فى محراب. أما الغلاف الذى صممته بسمة صلاح، فجاء بمثابة قراءة خاصة فى محتوى الديوان.. صوفى بعمامة يرقص، وعلى العمامة صورة أم كلثوم، وأسفل الثوب الفضفاض راقصة باليه.
الديوان جاء فى 66 صفحة، ويضم أربعة أقسام، أو أربع حركات لنشيد يتصاعد نغمه نحو الذروة فى ختام التلاوة. القسم الأول عنوانه "أعمى يتعثر فى الضوء"، والثانى "أنت زهرة"، والثالث "فى البدء كان البحر"، والرابع "موسيقى الحجرة".
فى "تلاوة الظل" عودة إلى تقاليد الغزل العفيف، و"الحب الإلهي" أيضا، وطيف حسية يلوح من بعيد على استحياء.. "أحب أن تكون كلماتى آخر ما تذهبين به إلى السرير... ربما إذا شعرت بالعطش تقودك إلى الماء"، وفيه من ثم حبيبة سماوية "تعزف كلما مشت"، و"راهب يرعى عمره فى الصحراء"، لكن ذلك لا يمنع أن يكون لها صدر يشبه "طائرة تقلع براكبين على وشك السقوط"، وأن تكون هى نفسها -أى الحبيبة- مثل كنز، كل من مروا عليه أهل كهف، أو شجرة تنمو أوراقها فى ضلوع ذلك الراهب الذى يرى نفسه آنية من خزف، وهى زهرة نبتت مثله من طين الحديقة.