محمد صبرى درويش يكتب: عناد الإرشاد وإرشاد العناد

السبت، 09 مارس 2013 12:48 ص
محمد صبرى درويش يكتب: عناد الإرشاد وإرشاد العناد د. محمد بديع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة كبيرة ذات تنظيم جيد، ولديها خبرة سياسية لا يستهان بها.. سواء كنا متفقين معهم أو مختلفين.
فمنذ اللحظات الأولى للدفع بمرشح رئاسى عن حزب الحرية والعدالة، والجماعة تعلن أنها لن تتدخل فى الشأن الرئاسى عقب فوز الدكتور محمد مرسى..وأكدت الجماعة مراراً وتكراراً أن منصب الرئيس هو منصب لجميع المصريين بعيداً عن أى هدف شخصى أو حزبى للجماعة.

وكان هناك إصرار وعناد كبير من الجماعة على أنها لن تتدخل أبداً فى اختصاصات الرئيس عقب الفوز، وأن لديها أهدافا أخرى سياسية ودعوية كبيرة.

وبعد فوز الدكتور محمد مرسى بالمنصب الرئاسى وخروج معارضى الإخوان بمظاهرات تحمل شعارات {يسقط يسقط حكم المرشد} .. نجد هنا أن الجماعة لم تُعول على هذا الكلام مطلقاً بل الغريب أنها تروج لتلك الشعارات عن طريق لجانها الإلكترونية ترويجاً كبيراً وكأن المرشد فعلاً هو الذى يدير الدولة.

ومن الناحية العملية المرشد بعيد كل البعد عن إدارة الدولة وهذا لأن مؤسسة الرئاسة لن تسمح بإدارة الدولة إلا لمن اختاره الشعب وفق انتخابات رئاسية قد تمت، فالمؤسسة الرئاسية بها العديد من الأجهزة التى تستطيع أن تصنع قراراتها بنفسها وفقاً لمستويات بالغة التعقيد فى وقت قياسى يكاد يسابق الزمن.

فمنصب الرئيس ذو طابع حساس، فالأضواء مسلطة على هذا المنصب باستمرار، وأكثر شخص يكون مُراقب داخل الدولة هو رئيس الدولة ، فهو يُحاسب على الحركة والسكون، يُحاسب على الإشارة والإماءة، فمن باب أولى أن يحاسب على أى قرار يعطيه إليه المرشد، ولكن هذا لم يحدث، وهنا نجد إرشاد العناد من الجماعة على ترويجها للفكرة غير الواقعية وهى أن الحاكم فى مصر هو المرشد.

ولا يخفى على أحد الكميات التموينية الكبيرة التى تدفع بها الجماعة قبل كل انتخابات تخوضها .. ووفقاً لسياسة الانتخابات يعتبر ما تفعله الجماعة (رشوة انتخابية) .. غير أننا نجد أيضاً حالة من العناد تسود على الموقف وذالك بدفع الجماعة بكميات أكبر تستمر حتى فى فترة الانتخابات.

الجماعة تبالغ فى لعب دورها السياسى وعليها أن تعلم أن عنادها سوف يفسد سياستها، ولها أن تأخذ العبرة من الحزب الوطنى، فمجلس الشعب مثلاً كان لا تأخذ الجماعة فيه مقعداً سوى بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وكان العناد واضحاً من (الحزب الوطنى والحكومة) على أنها جماعة محظورة.

جماعة الإخوان المسلمين بين عناد الإرشاد وإرشاد العناد، وكأننا نتحدث عن (الحزب الوطنى) من جديد، فالعناد عكس السياسة والسياسة يفسدها العناد وعلى الجماعة خوض كل انتخاباتها بنزاهة شديدة لا تشوبها شائبة حتى لا تُكتب فى صفحات التاريخ على أنها امتداد لحزب وطنى جديد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة