حبا الله الصحراء الشرقية لمصر العديد من الكنوز المعدنية التى إن أحسن استغلالها لتغيير وجه الحياة الاقتصادية على أرض مصر، وحبا الله محافظة البحر الأحمر بموقع متميز، فعلاوة على الموقع السياحى الفريد، تقع حوالى 80% من الصحراء الشرقية داخل النطاق الجغرافى للمحافظة.
وبعيدا عن لغة الأرقام، وإن كنت أنا شخصيا أحبذها ولكننا الآن نلقى نظرة عامة وسنترك الأرقام إلى وقت، إذا ما تحدثنا عن الثروة المعدنية داخل المحافظة فنجد توزيعا عادلا، فمثلا الحديث التفصيلى عندما يتسع يتواجد البترول والرمال الزجاجية والكاولين فى الشمال بالقرب من الزعفرانة، ورأس غارب، ويتواجد الكوارتز والفلسبار بكميات هائلة شمال وجنوب الغردقة، علاوة على ما يحتويه الطريق الصحراوى الجديد بين الغردقه وسوهاج، الذى يربط محافظة البحر الأحمر بقلب الصعيد من خامات متميزة وأحجار زينة من مختلف الألوان، أما الفوسفات والذى يعتبر من الخامات المؤثرة فى الاقتصاد القومى نظرا لكمياته ولسهولة استخراجه، حيث أصبح معظم الشركات تستخرجه من مناجم سطحية، وذلك للتطور الواضح فى معدات الاستخراج (غير أنه وفى هذا الخام تحديدا يجب تعظيم القيمة المضافة سواء التصنيع أو حتى التكسير أو الطحن، حيث إن ذلك يضاعف سعره عدة مرات)، فيمتد من جنوب سفاجا إلى القصير مرورا بالحمراوين، إضافة إلى الحديد بالقصير، أما النوبيوم والتنتالم والقصدير والذهب فتمتد حتى جنوب مرسى علم ويكفينا القول، إن هذه المنطقة وحدها يوجد بها ما يريد عن ثلاثين منجما للذهب تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسات لتصبح مناجم قريبة الشبه من حيث الإنتاج من منجم السكرى، والالمنيت الذى يستخدم فى صناعة هياكل الطائرات فى أبو غصون، أما بالقرب من برنيس فيتواجد خام المجنزيت والتلك والمنجنيز باحتياطاته العملاقة فى منطقة جبل علبة بالقرب من حلايب وشلاتين، ناهيك عن خامات المحاجر وأحجار الزينة كالرخام والجرانيت يا له من توزيع رائع.
ولكن بالرغم من هذا فإن هذه الثروات لم تستغل بشكل علمى يحقق لنا النهضة المنشودة، فهناك صناعات كاملة يمكن أن تقوم على هذه الخامات، فمثلا يمكننا عمل مصانع للأسمدة وحمض الفوسفوريك على خامات الفوسفات، ومصانع للسيراميك على خامات الفلسبار، ومصانع للأسمنت من خامات الحجر الجيرى والطفلة وأكاسيد الحديد، مصانع للبويات من خامات أكاسيد الحديد، ومناطق ومناشير لتقطيع أحجار الزينة كالرخام والجرانيت على غرار مناطق شق التعبان وغيرها، وكذلك مصانع للمبيدات وأخرى لمستحضرات التجميل، وذلك من خامات التلك، وهذا إضافة إلى الصناعات الفرعية كمعامل تنقية الذهب ومعامل للتحاليل الكيميائية على التكون معامل عالمية معتمدة.
إن كل هذا يعنى المزيد من فرص العمل والتقليل من البطالة وإنشاء مجتمعات جديدة تصهر الشباب فى بوتقة العمل، وحين أنّ البحر الأحمر من المحافظات ذات الكثافة السكانية القليلة، فهذا يعنى تخفيف العبء على المحافظات الأخرى وإيجاد فرص عمل لشبابها، ناهيك عما يعنيه ذلك من دخل قومى وعملة صعبة تضخ فى شرايين الاقتصاد المصرى.
إن المرحلة القادمة تتطلب وجود اقتصاد قوى، وهو ما يكمن فى الصناعة التى يمكن أن تختصر الطريق لنكون فى مصاف الدول الكبرى اقتصاديا على غرار ما حدث مع النمور الآسيوية.
نحن لا ننكر أهمية السياحة فى محافظة البحر الأحمر، ولكن يجب ألا تكون المصدر الرئيسى الوحيد فى موارد المحافظة لأنه مصدر يرتبط كل الارتباط بالسياسة، وهو مع كامل الاحترام مصدر غير مستقر.
لذا يجب أن تبدأ نهضتنا من التعدين والصناعات التعدينية وبالتحديد من محافظة البحر الأحمر لأنها بحق بوابة العبور للنهضة.
م. أيمن محمد إبراهيم يكتب: حتى تتحقق النهضة المطلوبة.. الصناعة هى الحل
السبت، 09 مارس 2013 10:30 ص
سيناء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور جيولوجي\محمد الدقاق
لان تبدأ أبدا!
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور جيولوجي\محمد الدقاق
لان تبدأ أبدا!