جمال نصار

كان الله فى عون الشعب المصرى

الجمعة، 08 مارس 2013 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعب المصرى عانى كثيرًا من جرّاء حكومات متعاقبة لم تستطع أن تغير من حياته أو تنقله نقلة نوعية فى مجالات عديدة، وخصوصًا على المستوى الاقتصادى، فكان يتوقع الكثير من أبناء هذا الشعب العظيم بعد الظلم والاستبداد الذى لقيه أن يشعر بعد الثورة أن الأوضاع سوف تتحسن ولو بعض الشىء، إلا أنه رأى أن الأمور تزداد سوءًا، وأهم ملمح يلاحظه الجميع هو غياب الأمن بشكل واضح وملموس، فأنت لا تكاد ترى على مستوى العديد من المحافظات تواجدا أمنيا أو مروريا، فالأمور أقرب إلى الفوضى، وانفلات فى كل شىء، ومما يزيد الأمر تعقيدًا غياب الشفافية، فكل إنجاز يبذل لا يراه الناس لعدم المصارحة والمكاشفة.

ومن ناحية أخرى نجد أن فصائل المعارضة تتصلب فى رأيها ولا يشغلها فى الأساس إلا إزاحة الرئيس المنتخب تحت أى بند، دون النظر إلى المصلحة العليا للبلاد، ودون السعى لإيجاد قواسم مشتركة للخروج من هذه الأزمة التى تتفاقم كل يوم، ويذهب ضحيتها العشرات من أبناء الوطن، ناهيكم عن المحاولات المتكررة لتدمير مؤسسات الدولة، إما بالإحراق أو التدمير، والانتشار الواضح لأعمال البلطجة والعنف فى الشارع المصرى.

الموقف فعلا صعب، ويجب التعامل معه بطريقة مختلفة من خلال إجراءات على الأرض يشعر بها المواطن البسيط فى حياته ولقمة عيشه، أما أن يكون هناك صراعًا سياسيًا على كرسى متهالك، وتزداد هوة الخلاف بين القوى السياسية المتصارعة، فهذا يؤدى بطبيعة الحال إلى تدمير الدولة من جانب ويأس المواطن من الإصلاح من جانب آخر.

نحن أمام نفق مظلم، إذا استمرت الأمور على هذا النحو، وعلى السلطة والأحزاب والقوى السياسية أن تعلى من مصلحة الوطن وتضع يدها مع بعضها البعض من أجل الخروج من هذا النفق الذى تسيطر عليه أعمال العنف والتخريب، والذى أصبح صفة دائمة فى الفترة الأخيرة التى تمر بها البلاد.

فالقضية ليست مشكلة أمنية فحسب، ولكن الخلل الواضح فى المنظومة التى يتم على أساسها إدارة البلاد، فالأوضاع لا تتحمل التجارب ولا بد من تدخلات سريعة من شأنها القضاء على كل أعمال البلطجة والعنف، لأن العواقب المترتبة على هذه الأحداث هى الكوارث التى لا يتحملها الشعب المصرى.

وللأسف بعض وسائل الإعلام تتعامل مع القضية بشىء من السطحية والنظر إليها بنظرة ضيقة، وما يتردد بشأن الصراع بين الجيش والشرطة ببورسعيد أو بين الجيش ومؤسسة الرئاسة بشكل عام، لا يجوز ترديده لأن النتائج ستكون وخيمة على الجميع، وعلى الإعلام أن لا يساعد على نشر هذه الأنباء لأن من شأنها التخريب وزيادة التدمير.

وعلى القوى السياسية أن تراعى مثل هذه الأمور، حتى تهدأ الأوضاع فى الشارع المصرى وتعود المياه لمجاريها، وما نراه فى بعض المحافظات لا يمكن أن نقول، إنها مظاهرات سلمية لمطالب شرعية، فهل حرق المقرات الأمنية أو دواوين المحافظات، أو أعمال السلب والنهب والبلطجة تدخل ضمن هذه المظاهرات؟! وهل استمرار ممارسات الداخلية فى قتل البعض تدخل فى إطار الحفاظ على الأمن وهيبة الدولة؟! هناك حالة خلط متعمد، وللأسف البعض أعطى غطاءً سياسيًا لهذه الأعمال التخريبية، بحجة الحق المشروع فى المظاهرات السلمية.

القيادة السياسية عليها دور مهم للمساهمة فى حل هذه الأزمة، فعليها تقديم تنازلات من أجل صالح الوطن والمواطنين، وهذه التنازلات ليست ضعفًا، بل أظن أنها ستساهم فى حل الكثير مما نعانى منه الآن، وعلى المعارضة أيضًا تقديم تنازلات هى الأخرى، والبعد عن المكاسب الضيقة والرخيصة، فماذا سنفعل بالكرسى إذا فقدنا مصر؟ لا بد من السعى لتهدئة الشارع المصرى بكل السبل والوسائل، وعلى الجميع أن يقوم بدوره، فمصر تحتاج إلينا جمعيًا، وكان الله فى عون الشعب المصرى العظيم الذى يعانى من ممارسات السلطة والمعارضة.







مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

اعور

عدد الردود 0

بواسطة:

hhhhhhhh

لا حول ولا قوة الا بالله !!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة