من يحمى القانون؟ سؤال يتكرر على ألسنة معظم إن لم يكن جميع المصريين ومن يعيشون على أرض مصر من الأخوة العرب والأجانب. لقد أصبح القانون فى حاجة شديدة وملحة لمن يحميه، وأصبح المواطن يبحث عن كافة السبل الممكنة لحماية نفسه ومن يعول بعدما تآمر بعض المسئولين عن تطبيقه عليه.
ولا يظن البعض أن الكلام غريب، فالأمر بكل بساطة يتعلق بما ظهر إلى سطح الأحداث فى الآونة الأخيرة من بعض السادة العاملين سابقا بوزارة الداخلية على اختلاف الرتب والدرجات التى كانوا يشغلونها، ومطالبهم بأمرين غريبين فى آن واحد - أولهما: العودة إلى العمل، وثانيهما: حق إطلاق اللحية.
وفى سبيل تحقيق مطالبهم قاموا كما طالعتنا الصحف والأخبار وكما نشر على موقع أخبار الحوادث الإلكترونى بمسيرة حاشدة ومعهم المئات إلى مسرح الجمهورية أمام قصر عابدين مطالبين السيد رئيس الجمهورية بتمكينهم من العودة الى عملهم بلحاهم.
ونحن هنا إنما نتساءل بهدوء شديد - عن الخطوة القادمة بعد السماح بإطلاق اللحى لضباط ورجال الشرطة، هل تكون السماح بارتداء الجلباب الأبيض القصير فوق السروال الأبيض؟، وهل سيأتى يوم نجد العمل بأقسام الشرطة والجوازات والسجل المدنى والمرور وغيرها من المصالح معطل قبل موعد الصلوات بساعة والى بعد موعد الصلوات بساعة لأن السادة رجال الشرطة بصفتهم القائمين على إدارة هذه الجهات يستعدون أو يقومون بأداء صلاة الجماعة. أما الأخطر والأهم ماذا سيكون الزى الرسمى للرجال والسيدات داخل أروقة المصالح والوزارات الحكومية، طبعا لن يكون هناك ضابط ولا رابط وسنشهد الكثير من المشاحنات والمشاجرات بين الزملاء والزميلات لفرض الرأى بالقوة.
ليست الحرية فى أن يقوم الأشخاص بفعل أو ارتداء ما يحلو لكل منهم، ولكن الحرية تعنى مراعاة حقوق الآخرين، وإلا ستصبح الفوضى بجميع أشكالها وأنواعها والتى بدأت بوادرها فعلا من خلال ما شهدته الأيام القليلة الماضية من ظهور بعض الشباب عرايا فى الشوارع والطرقات تحت دعوى الحرية.
كلنا أبناء هذا الوطن الغالى مصر مسلمون ومسيحيون يجب علينا أن نحترم القانون وأن نراعى الآداب العامة فى المظهر والملبس والمأكل دونما أى إخلال بحق الأفراد فى علاقاتهم الشخصية بالله سبحانه وتعالى.
هـدانــا اللــه وإيـاكــم لمـا فيــه خيــر البـلاد والعبــاد
على اسم مصــر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصــر عندى أحب وأجمل الأشياء
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة