نائب رئيس هيئة الاستثمار:مشروع ألبان المتوسط يهدف إلى إنشاء صناعة محلية نموذجية

أسامة صالح وزير الاستثمار
قالت وفاء صبحى، نائب رئيس هيئة الاستثمار، إن مشروع ألبان المتوسط "لاكتيميد" تسعى الهيئة من خلاله إلى خلق فرص استثمارية جديدة تساعد على إكمال القيمة المضافة لهذه الصناعة، إذ تشير الدراسات المبدئية التى تم تجميعها حتى الآن إلى وجود عجز شديد فى الخدمات اللوجيستية المتعلقة بهذه الصناعة، وأهمها مراكز تجميع الألبان والنقل المبرد.

وأضافت خلال ورشة العمل التى عقدت اليوم تحت عنوان "ترويج منتجات ألبان البحر الأبيض المتوسط" التى عقدت اليوم الخميس فى الإسكندرية فى إطار تنفيذ مشروع ألبان المتوسط "لاكتيميد"، أن المشروع يهدف إلى تطوير العناقيد الصناعية الزراعية لإنشاء صناعة ألبان محلية نموذجية ومبتكرة بمنطقة المتوسط من خلال دعم البحث والتطوير والابتكار ونقل التكنولوجيا للمنتجين المحليين وخلق أسواق جديدة لمنتجاتهم، موضحة أن المشروع منفذ من خلال برنامج التعاون عبر الحدود الممول من الاتحاد الأوروبى من خلال آلية الشراكة والجوار الأوروبية، وتبلغ ميزانية المشروع 8.4 مليون يورو، وأن المدة المقترحة لتنفيذ أنشطة المشروع هى 30 شهر تحسب من تاريخ توقيع عقد المشروع أى بدء من 15 نوفمبر 2012 إلى 14 مايو 2015.

وقالت، إن النتائج المتوقعة من هذا المشروع هى تطوير وتحسين منتجات ألبان نموذجية بمنطقة المتوسط فى الأسواق المحلية والدولية، وتعزيز وتكامل سلاسل القيمة المحلية لمنتجات الألبان وخلق التعاون حول ريادة الأعمال التجريبية، وتقديم المساعدة لها ونشر الوعى بمنتجات الألبان النموذجية المحلية والدولية وتنوع السوق من خلال الإعلام والسياحة.

وأوضحت، أنه تم اختيار محافظة الإسكندرية لتنفيذ المشروع، نظرا لتوافر المقومات المطلوبة لإجراء الدراسات والبحوث، وكذلك لكونها تعد من أكبر التجمعات التى تضم منتجى الألبان فى مصر، موضحة قيام شركاء آخرين من داخل مصر بمشاركة الهيئة والتكنولوجيا والنقل البحرى والغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة، فضلا عن العديد من الشركاء الخارجيين من منطقة المتوسط من فرنسا وإيطاليا واليونان ولبنان وتونس.

وقدرت وفاء صبحى نائب رئيس هيئة الاستثمار، حجم إنتاج اللبن الخام فى مصر بنحو 5.7 مليون طن سنويا تشكل الجبنة 39% من منتجات الألبان فى مصر، وأن 40% من منتجات الألبان ينتجها القطاع العائلى فى مصر، مشيرة إلى أن السوق المصرية منقسم إلى 3 شركات رئيسية تستحوذ على 42% من السوق، وأن حصة المحلات الصغيرة التى تنتج وتبيع الألبان فى مصر55%.

ولفتت إلى أن هيئة الاستثمار تهتم بهذا المشروع لأن الهيئة ترتكز على أهداف إستراتيجية فى عملها هى خلق بيئة استثمارية مناسبة وتشجيع الاستثمارات المحلية وتوزيعها جغرافيا وجذب استثمارات أجنبية جديدة، خاصة أن أكثر من 80% من الاستثمارات فى مصر محلية بالإضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الخدمات للمستثمرين، مشيرة إلى أن الهيئة تهدف من خلال مشروع ألبان المتوسط إلى تطوير سلاسل القيمة المضافة وتشجيع المشروعات التى تعمل فى القطاع غير الرسمى للانضمام إلى القطاع الرسمى ونشر الوعى بين العاملين فى مجال الألبان.

وأشارت نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار إلى أن أنشطة المشروع تشمل تنظيم لقاءات بين المسئولين الحكوميين والقطاع الخاص، وتنظيم ورش عمل لحصر المعوقات والمشاكل التى تواجه العاملين بالصناعة، وكذلك حصر الشركات والفرص الاستثمارية المتاحة فى هذه الصناعة وتنظيم لقاءات أعمال بين الشركات الأجنبية والشركات المصرية ودراسة إمكانية إنشاء تجمع عنقودى فى صورة منطقة استثمارية لهذا النشاط، وتنظيم دورات تأهيلية للمدربين وتدريب رواد الأعمال، بالإضافة إلى تنظيم منتدى إقليمى يضم الشركات العاملة فى هذا المجال فى منطقة المتوسط والترويج لمنتجات الألبان فى الأسواق الخارجية.

وأضافت أن جميع الدول المشاركة فى المشروع تعمل على النهوض بهذه المنتجات وتطويرها ورفع مواصفاتها القياسية وقدرتها التنافسية عن طريق الابتكار والبحوث، بما يمكنها من المنافسة وفتح أسواق لها بالخارج.

وكشفت صبحى، أن برنامج الخبراء يتضمن عقد لقاء مع الشركاء المصريين فى المشروع، فضلا عن عقد اجتماعات مع ممثلين من مركز تكنولوجيا الغذاء التابع لوزارة الصناعة والتجارة، وغرفة الصناعات الغذائية شعبة منتجات الألبان.

من جهته قال دكتور خال حنفى، عميد كلية النقل الدولى واللوجيستيات، ممثلا عن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إن مشروع ألبان المتوسط هو مشروع نموذجى يمكن تطبيقه وتكراره فى قطاعات كثيرة غير قطاع الألبان.

أضاف، أن قطاع الصناعات الغذائية فى مصر خاصة منتجات الألبان تواجه مشكلتين كبيرتين هما التكنولوجيا المتطورة للنهوض بالصناعة وسلاسل الإمداد والدعم اللوجيستى، مشيرا إلى أن صناعة منتجات الألبان فى مصر تتراوح نسبة الفاقد بين 30 و40%، مما يؤدى إلى زيادة تكلفتها على المستهلك النهائى بنسبة 60% عن التكلفة الطبيعية.

وأوضح أن هدف الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا فى هذا المشروع هو عمل ربط بين النظريات الموجودة فى الكتب من علوم التكنولوجيا واللوجيستيات، وبين الواقع الحقيقى الذى نعيشه للوصل فى النهاية إلى الأسواق الدولية.

وأشار إلى أن المزارع الصغيرة مهدر حقها فى العائد الذى تحصل عليه بسبب الأساليب القديمة التى تعتمد عليها فى الإنتاج والتسويق، مما يشكل إهدارا أيضا فى للطاقات والعمالة التى تعمل بها، لافتا إلى أن هذه المزارع أيضا لا تلتزم بأدنى قواعد الصحة المطلوبة وتوفير الإنفاقات.

وقال إنه يجب أن يكون لمنتجاتنا قدر أكبر من التنافسية، وذلك عبر تحسين الإنتاج، معربا عن طموحه فى أن ينتقل النجاح الجزئى من الأسواق المحلية ليصل إلى نجاح متكامل فى الأسواق العالمية.

وأضاف أنه يطمح فى خط إنتاج متطور تكنولوجيا منتشر فى ربوع مصر لإنتاج الألبان، موضحا أن أى منظمة دولية حاليا لها ذراعان، الأولى تتخصص فى أحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة وتحسين الإنتاج، والأخرى تبحث عن كيفية النفاذ لأسواق دولية جديدة.