مع وقوع حالة إصابة أو قتل جديدة بين المواطنين سريعاً ما يسعد البعض ويجد الفرصة مواتية، ولا يجب أن تضيع فيصدر الناشط الكبير والرفيق المناضل والزعيم السياسى تغريدة وتويتة، وبيانا يؤكد فيه على ضرورة تعديل الدستور وإسقاط النظام ولا مانع من إضافة طلبات أخرى فالدماء تسيل، ولابد من الاستفادة بها، وكلما حدث اشتباك بين الشرطة والبلطجية يظهر ذلك الزعيم السياسى الكبير ليؤكد على الطلبات السابقة ويدلل أن عدم تنفيذها سيؤدى إلى مزيد من الفوضى ومزيد من الدماء.
وكلما قام بعض الخارجين على القانون بقطع طريق أو حرق سيارة أو إيقاف المترو يسارع المعارض الكبير بالتغريد فى تويتر والفيسبوك، إن ما يحدث يؤكد أن غالبية الشعب يطالب بإسقاط النظام ولا ينسى أن يضيف وتعديل الدستور، وما حدث أخيراً ببورسعيد من أحداث لهو أكبر شاهد على ذلك.
فهل حقاً أن ما يحدث فى الشارع مرتبط من قريب أو بعيد بطلبات النخبة من مقعد وسلطة أو تعديل للدستور؟ وهل ما يراهن عليه النخبة من أن كثرة الجرحى والقتلى ستؤدى إلى انقلاب الرأى العام وخروجه بالملايين الهادرة مطالبة بالقصاص وإسقاط النظام؟
من المؤكد أن ما يحدث ليس له علاقة بالدستور من قريب أو من بعيد، وما يحدث فى بورسعيد على سبيل المثال هو ميراث ثقيل مما حدث فى استاد بورسعيد أثناء حكم المجلس العسكرى وليس للنظام الحالى ناقة فيه ولا جمل، ولم تطلب جماهير بورسعيد التى خرجت فور الحكم فى القضية بتعديل الدستور، ولم تكن المظاهرات التى خرجت والمواجهات التى تمت فور قرار وزارة الداخلية بنقل المساجين إلى خارج بورسعيد تضع فى حساباتها الدستور أو الانتخابات أو السلطة الحاكمة.
أما بالنسبة للسؤال الثانى فالإجابة فتأتى من خلال ملاحظة تعليقات القراء على أخبار الفوضى أو على تغريدات وتويتات الزعماء الجدد والتى تصطاد فى الماء العكر: ربنا مع الشرطة المصرية، ويا رئيس مصر سلح الشرطة بأقوى الأسلحة وأطلق يدها لتنال من كل مجرم نرجو أن تفعل وإن لم تفعل فالشعب سيتحرك لسحق هؤلاء المجرمين والوقوف مع الشرطة، وربنا ينتقم من .... وتياره الذى يبرر العنف والاشتباك مع الشرطة.
(بصراحة لا أشعر بأى شفقة نحو أى شخص مخرب يتم قتله بالرصاص
الحى أو بحجر فوق رأسه... ولا أظنه شهيداً فى أى ملة فى العالم).
(الصيد فى الماء العكر لكن للأسف الشعب يريد رموزا وطنية ولا يريد بلطجة سياسية، يريد تدوير عجلة الانتاج لا عرقلتها يريد تعمير لا تخريب ففضيحتكم اصبحت كما يقال بجلاجل فكفى .. لعب على الأوتار .. ولك الله يا مصر).
(الكل مش بس أنتم ضد السحل والقتل الهمجى والفوضى والبلطجة التى خلقتموها وغذيتموها بالأموال والتحريض، .... فى الحقيقة معايير المفهومية والمنطق قد تم تلطيخها من حضراتكم فعيب عليكم هذه التلفيقات والافتراءات - وأقول إللى اختشوا ماتوا).
حتى إن بعض القراء نادى بقيام الشعب بمواجهة قاطعى الطرق بأيديهم وعدم الانتظار لحين القبض عليهم، والمناداة بسرعة الضرب على أيديهم، إذاً يتضح أن ما يراهن عليه البعض من أن حالة الفوضى الممنهجة وسقوط قتلى سوف يصب فى مصلحتهم ويزيد التعاطف معهم هو رهان خاسر، وأظن أن النخبة بدأت تلاحظ ذلك وتبحث الآن عن مخرج من الأزمة التى خسروا فيها شعبيتهم وزادت الفجوة بينهم وبين الشعب، ولكنهم يراهنون أيضاً على إفشال التجربة الديمقراطية بمحاولة إلغاء الانتخابات أو تأجيلها إلى أجل غير مسمى مما يزيد من حالة عدم الاستقرار والفوضى ويصب فى الهدف الكبير وهو إفشال الثورة والعودة لمربع الصفر، فهل يحدث ذلك؟.
الواقع العملى وطبيعة التجارب السابقة التى مر بها الشعب المصرى خلال العامين الماضيين تقول إن هذا لن يحدث وستنتهى حالة الفوضى بعد تحديد الأيدى التى تحركها والإمساك بها، وستتم الانتخابات البرلمانية فى موعدها وسيشارك بها الجميع، حتى المدعين المقاطعة، ولكن يجب على الرئاسة وضع الأمن على رأس أولوياته، والتحرك السريع للقبض على من يثير الفوضى حتى لو احتاج الأمر إلى إجراءات استثنائية، لأن الوقت ليس فى صالح الجميع.
تويتر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
ثورية التويتر