أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

بابا جديد لكنيسة عصرية فى عالم متغير

الخميس، 07 مارس 2013 01:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ الاثنين الماضى مجمع الكرادلة فى الفاتيكان اجتماعه التمهيدى لاختيار البابا الجديد خلفا للبابا المستقيل بندكتوس 116، ووجه عميد الكرادلة أنجيليو سودانو رسائل إلى الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاما للحضور لعقد جلسة لوضع الإجراءات المتبعة للبدء فى المداولات لانتخاب البابا الجديد. يبلغ عدد الكرادلة الذين لهم حق الانتخاب 115 كاردينالا، ومن المرجح انعقاد مجمع الكرادلة بعد أسبوع من الاجتماع التمهيدى، وذلك للانتهاء من انتخاب البابا الجديد قبل عيد القيامة «الفصح» العيد الكبير لدى المسيحيين فى العالم أجمع.

وتعد الكنيسة الكاثوليكية من أكبر كنائس العالم حيث يبلغ عدد الكاثوليك زهاء مليار ومائتى مليون، %45 منهم يعيشون فى أمريكا اللاتينية ورغم ذلك لا يوجد مرشح واحد من أمريكا اللاتينية، حيث إن أبرز المرشحين: الإيطالى أنجيليو أسكولا، والكندى مارك، والنمساوى كريستوف شونبورن، والمجرى بيترتركسون، والفليبينى لويس أنتونيو تاغلى.

أوروبا التى تضم حوالى %10 من الكاثوليك لها 60 كاردينالا منهم 28 إيطاليًا، وفى تاريخ الكنيسة الذى يقترب من الألفى عام «265» بابا كان البابا يوحنا بولس الثانى أول بابا غير إيطالى، ولكن رياح التغيير تشق طريقها، حيث يبلغ عدد الكاثوليك الآن فى أفريقيا 176 مليونا، وفى آسيا حوالى 150 مليونا، ورغم أن تركيبة مجمع الكرادلة الكتلة الرئيسية أوروبية وإيطالية فإنهم منقسمون، خاصة حول السياسة الإيطالية فى علاقتها مع الكنيسة وإن كان أقوى المرشحين الإيطاليين الكاردينال أنجيليو أسكولا رئيس أساقفة ميلانو 71 عاما كونه من مدرسة لاهوتية عصرية تسعى لتحديث المجمع الفاتيكانى الثانى فى ظل الحفاظ على التقاليد، وقد ارتبط منذ حداثته بحركة «شراكة وتحرير» الأوسع انتشارا فى إيطاليا ويخوض سكولادو الشخصية القاسية وغير المحبة للإعلام معارك على غرار بندكتوس ضد العلمانية، ورغم ذلك فالكاردينال سكولا يعارض وبشدة أى عداء للإسلام بل يصدر مجلة «اوازيس» الشهيرة والمتخصصة فى البحوث الإسلامية المسيحية، وفى المقابل وبالنسبة لأسقف ميلانو نجد وزير الثقافة الفاتيكانى الكاردينال جيانفرنكورافاسى الحداثى وأول من استخدم التويتر، وقاد الحوار مع الملحديين واللادينيين، وفى نفس الوقت اختير 2012 ليرأس الرياضات الروحية وأخيرا الإيطالى المحافظ والصارم ماورو بياتشينسا والذى كان يطرح كبديل لأمين سر الدولة تارتشيتسيو برتونى.. وهكذا فالتناقض القائم هو ما بين أقلية عددية كاثوليكية «كاثوليك أوروبا» يشكلون أغلبية الكرادلة الناخبين وأغلبية الكاثوليك يشكلون أقلية فى المجمع الانتخابى!

نعود إلى أمريكا اللاتينية وبالتحديد المرشح البرازيلى أوديلو شيرير، ومن المعروف أن أكبر تجمع كاثوليكى فى العالم بالبرازيل 150 مليون كاثوليكى، ورغم ذلك فإن الكرادلة البرازيليين يقلون عن أصابع اليد الواحدة، أوديلو شيرير «63 عاما»: برازيلى وهو أسقف منذ العام 2002 لأكبر إبرشية فى أمريكا اللاتينية ساو باولو، كما يعتبر أبرز المرشحين من هذه القارة الكاثوليكية جدا التى تشق بصعوبة طريقها نحو البابوية.

هل يتم التوافق داخل أروقة المجمع الانتخابى على تخطى أوروبا خاصة إيطاليا هذه الدورة؟ أم ترشح أوروبا ويختار الأمريكيون مرشحا منهم؟ أيا كان البابا القادم فإنه سيواجه تحديات داخل الكنيسة وخارجها، منها مكانة الكاثوليك الشرقيين الروحية قياسا بالتحديات التى تواجههم وتتراوح ما بين الاضطهاد والتهجير، انحسار الكنيسة الأوروبية، صعود موجة الفقر والعنف ورياح التغيير فى أمريكا اللاتينية ناهيك عن مواجهة الإسلام فوبيا غربا والتمييز والاضطهاد ضد المسيحيين شرقا، كل ذلك مطروح أمام رجل قادم لقيادة حوالى %20 من سكان العالم يتواجدون فى كل قاراته ودوله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة