أخيرا وبعد طول غياب طلع المستشار حسام الغريانى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان حاليا ورئيس اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور سابقا ورئيس المجلس الأعلى للقضاء سابقا أيضا ليتحفنا بمخزون حكمه ويمتعنا بما لديه من آراء وتصريحات، قائلا إن لدى الشعب المصرى ثلاث اختيارات، أما الصناديق أو الفوضى أو الديكتاتورية، ولعل هذا التصريح التحذيرى هو ما جعل السيد الأستاذ المستشار يخرج من عزلته ويفصح عن مكنون صدره، ولقد كنا حقا نشتاق إلى أقوال معاليه ونتحرق شوقا إليها، وهو الذى غاب عن أعيننا بعدما كتب الدستور، وألقى ذلك الإفيه الشهير، وهو جالس على منصة اللجنة الإخوانية، «أمال فين جواز البنت عند تسع سنين هأ هأ هأ هأ» فإذا بسيادته يتحول من واحد «بيرمى إفيهات» إلى واحد «بيرمى تصريحات» وما عليك إلا أن تستقبل «مخالفات /أفيهات/ تصريحات» الإخوان بقلب سمح وعقل متفتح.
وحشتنا والله يا شيخ غريانى، كما وحشتنا تصريحاتك وطلتك البهية، وقد أتيت لنا الآن ونحن فى أمس الحاجة إليك، فقد كنا نسيناك تماما فى ظل احتدام الصراع واشتعال الأحداث، وظننا أنك تركت السياسية بعدما أديت دورك فى تخريب الحياة السياسية تماما بدستورك المشوه، واعتقدنا أنك اعتزلت رمى التصريحات واكتفيت بعشرات الآلاف التى تحصل عليها من جيوب الشعب المصرى كمكافأة من الإخوان على دورك المشبوه فى كتابة الدستور، وقد كنت أعتقد - سذاجة منى – أنك تواريت عن الحياة السياسية باختيارك، متخيلا أنك اكتفيت بالتدثر بالعار بعدما ارتكبت أبشع جريمة من الممكن أن يرتكبها قاض، وهى قبول منحة أو عطية وهو على منصة الحكم، فقد ألقى بك الزمان المشوه على رأس لجنة كتابة الدستور، الذى كان من المفترض أن يراعى حقوق الشعب وحرياته فأهدرت حقوق الشعب وحرياته، لأنهم نجحوا فى «كسر عينك» بمنصب كبير، حصلت عليه قبل أن تنطق بالحكم، وتنعمت بنعمه وأنت على المنصة، مستهينا بكل الأعراف الدستورية التى تحرم على أعضاء الجمعيات التأسيسية التعيين فى المناصب الحكومية إلا بعد خمس سنوات على كتابة الدستور، ومستهينا بـ«قانون الإخوان» الذى نص على استقلال لجنة كتابة الدستور عن مؤسسات الدولة، خاصة الرئاسة، ورضيت بمنصب يضعك مباشرة تحت أمره ذلك الكيان المقيم بقصر الرئاسة ورؤسائه المقيمين بمكتب الإرشاد، فهنيئا للمستشار القاضى حسام الغريانى وهنيئا لمن عينوه فى منصبه الموقر.
ولأن مافيش حاجة ببلاش، أتى الآن دور الشيخ حسام الغريانى ليدفع بعض ما عليه، فقد عينه الإخوان رئيسا للمجلس القومى لحقوق الإنسان بشرط أن يجعله مجلسا قوميا لحقوق الإخوان، وما إن نادى المرشد حتى هب الغريانى ملبيا، قائلا: هذا التصريح الذى يشبه الفحيح، ناسيا أننا نعيش فى الفوضى فعلا، ونكتوى بنار الديكتاتورية حقا، وأن الصناديق التى يدعوننا إليها ما هى إلا بردعة يريد الإخوان أن يضعوها على ظهورنا حتى يتمكنوا من المكوث على رؤوسنا أكبر وقت ممكن، لكن لأنى لا أتوقع من هذه الأشياء المنتمية للجماعة أكثر من هذا الغثاء، أدعوك الآن إلى أن تسأل نفسك سؤالين، الأول: أين كان الغريانى ومجلس من كل الأحداث الدامية التى مرت علينا، وأين هو من التعذيب والخطف القتل والسحل الذى أصبح سمة أساسية من سمات شوارعنا، والثانى: هل أدركت الآن معنى كلمة «أخونة الدولة»؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية وبس
هذا اللاصق الأخوانى
عدد الردود 0
بواسطة:
للأسف
للأسف
عدد الردود 0
بواسطة:
د. شناوى
الخائن
هذا من خان مصر وشعبها اللهم انتقم
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
عادي
بعد ان كان المجلس القومي لحقون بني علمان