البحث الدوائى فى مصر مشكلة تبحث عن طوق نجاة

الخميس، 07 مارس 2013 12:05 ص
البحث الدوائى فى مصر مشكلة تبحث عن طوق نجاة صورة ارشيفية
كتبت فاطمة إمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البحث العلمى فى مصر مشكلة تبحث عن من يهتم بها للنهوض بتلك الأمة وبالرغم من علماء مصر البارزين، فى ربوع مصر وخارجها، إلا أن مصر تعانى من نقص فى الإمكانيات ونقص فى الاهتمام بقضية البحث العلمى، مما يجعل ميزانيته فى ذيل أى موازنة عامة للدولة فكيف ننمى البحث العلمى فى مصر وكيف نصل إلى مشروع قومى للنهوض بالبلاد؟؟

البحث الدوائى فى مصر

من جانبه، أكد العالم المصرى الدكتور ماجد أبو غربية عميد شئون الأبحاث وأستاذ الكيمياء الطبية ومدير مركز أبحاث اكتشاف الأدوية فى كلية الصيدلة بجامعة تمبل، فيلادلفيا، بنسلفانيا أن مصر ليست على خريطة البحث الدوائى، كما لا يوجد لديها صناعة دواء قائمة على الأبحاث والابتكار، ويقتصر دورها طوال الأعوام الماضية على صناعة الأدوية المثيلة التى لا تحتاج إلى أبحاث جديدة، لافتا إلى أن الالتهاب الكبدى سى على سبيل المثال تصل نسبته إلى ٢٠٪ فى مصر، وهو رقم ضخم ومع ذلك لا تقوم شركات الدواء المصرية بإجراء أبحاث على النوع الرابع المنتشر فى مصر وهو أمر لابد من تغيره فورا نظرا لأن هناك ٤٧ دواء جديدا تحت التجارب لفيروس سى من النوع الثانى المنتشر فى أوروبا، وسيتم إنتاجهم، ويكتفى بأن تجرب تلك الأدوية لكشف فاعليتها على النوع الرابع المنتشر فى مصر، كما أن السكر منتشر فى مصر، ولابد من إجراء أبحاث على المرض للتعامل معه والحد من انتشاره.
المصرى فأر تجارب!

وأشار غربية إلى أن تراجع الأبحاث الدوائية فى مصر بل وعدم وجودها يعود إلى المقولة الشهيرة "هما المصريين فئران تجارب"، لافتا إلى أن الكثير من الدول الناهضة تجرى تجارب إكلينيكية بشكل دائم على مواطنيها حيث إنه يوجد أخلاقيات للبحث العلمى متبعة عالميا، مشيرا إلى أنه بدون التجارب والمرضى لا يمكن إنتاج دواء لعلاج الأمراض، وضرب مثلا بأنه لا يمكن لأى دواء أن ينجح فى القضاء على فيروس سى من النوع الرابع المنتشر فى مصر بدون تجربته على المصريين، وفى دولة الصين عندما يعتمد دواء ويتم تداوله لابد وأن يكون تم تجربته إكلينيكيا على الصينيين.

خلق بحث دوائى بمصر

وأوضح أن تقدم البحث الدوائى فى مصر يبدأ من ترسيخ الثقة فى استطاعتنا جراء تلك الأبحاث خاصة أن لدينا كوادر وعقولا تستطيع أن تقوم بذلك، وعلى أعلى مستوى ولكن المناخ المصرى لا يدعم ولا يشجع العلماء فى جميع المجالات مما يتطلب ضرورة تغير تلك السياسة فورا، كما يجب توفير الموارد اللازمة عن طريق القطاع الخاص وليس الحكومى، كما لا يجب استعجال الربح حيث إن الأبحاث تستمر من ١٠ إلى ١٥ سنة، مشيرا إلى أن تكلفة الدواء الواحد تتراوح ما بين مليار إلى مليار ونصف دولار، لافتا إلى أنه يمكن إجراء الأبحاث على مراحل، كما يمكن أن يتم التفكير فى أبحاث الدواء التى تدر ربحا على المدى البعيد، لافتا إلى أن مجموع الأدوية التى تم إنتاجها للأمراض المختلفة من بداية اكتشافها لم يتعد ١٦٠٠ دواء.

المناخ العلمى فى مصر

وعلى الجانب الآخر أوضح الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى ورئيس مركز بحوث وتدريب منظمة الصحة العالمية أن المناخ العلمى يعتمد على الأخلاق ومصداقية الذات وتحمل المسئولية والانضباط والتسامح والعمل كفريق.

وقال إنه فى الخمسين عاما القادمة ستحظى المجتمعات القائمة على العلم والمهارة بنصيب الأسد من السوق والمكانة فى العالم، وبدون تقدم علمى ملائم، سوف يكون حديث العالم عن الجينوم والاستنساخ والطب الجزيئى والذكاء الاصطناعى ومعالجة المادة حديثا غريبا وبعيد.

عراقيل البحث العلمى

وأشار إلى أنه ليس صحيحا أن الوضع العلمى لمصر والعالم العربى وضع مقبول، ذلك أن العالم العربى قد بات فى أدنى درجات السلم الدولى للعلم، ولا تقارن إسهاماته بأى إسهام لمنطقة أخرى فاعلة فى العالم، فنسبة الأمية تزيد على 50 %، وتزيد النسبة بين السيدات إلى أكثر من 60% فى بعض البلدان وهى من أعلى النسب فى العالم، وإذا استقر فى الوجدان أن التعليم والبحث العلمى يمثلان المداخل الأساسية للتنمية البشرية والاقتصادية فيجب أن يحظيا بالأولوية الأولى فى أى مشروع قومى للدولة وأن تسخر لهما كافة الإمكانيات اللازمة، وهو ما يتطلب شجاعة من صانع القرار السياسى، بالإضافة إلى تفهم وتقبل أفراد الشعب لما يحيط به من صعوبات وما يستلزم من تضحيات فى سبيل تحقيقه.


التعليم والبحث العلمى

وأكد الدكتور أحمد عكاشة أن الدول تصنف طبقا لدرجة الرخاء التى تتمتع بها مشيرا إلى أن التعليم هو أول محاور تقييم الرخاء، ويأتى من بعده بالترتيب الاقتصادى، والفرصة والريادة، والحوكمة، والصحة، الحرية الشخصية، الأمن والسلام، رأس المال الاجتماعى، لافتا إلى أن النرويج تأتى فى الدول حسب مؤشر الرخاء يليها الدانمارك وتأتى أمريكا فى المرتبة الـ ١٢ وبريطانيا الـ ١٣، وفرنسا الـ ٢١ وآخرها مالتا فى المرتبة الـ ٢٥.

وأوضح أنه لا يمكن بناء الاقتصاد والزراعة والأمن والمرور أو القمامة دون تعليم، مشيرا إلى أن مصر تعيش يوما بيوم دون استراتيجية علمية، مؤكدا أن البحث العلمى فى علوم التكنولوجيا والنانو أصبح الأساس فى كل الصناعات فى العالم، وأن 70% من اقتصاد العالم يعتمد على التكنولوجيا الحديثة.

وقال إن أول جملة قالها أوباما بعد انتخابه للمرة الثانية رئيسا لأمريكا "الأولوية عندى التعليم لأن التعليم فى أمريكا أقل من الصين وأوروبا وكوريا الجنوبية واليابان.

وأضاف أنه لا يمكن أن نتحدث عن نهضة فى مصر دون تطوير التعليم، الذى لا يشجع حاليا على الإبداع لأنه تعليم تلقين، مشيرا إلى أن جملة الزعيم " نهرو "المشهورة.. نحن دولة فقيرة ونحتاج أن ننهض فلتتجه كل أموال الدولة إلى التعليم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة