دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- إلى توفير كل السبل لتعزيز تمكين المرأة ودعم شراكتها فى بناء التنمية الشاملة المستدامة، وأكدت فى رسالة وجهها المدير العام الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، إلى العالم الإسلامى بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، على ضرورة التغلب على المعـوّقات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التى تحول دون قيام المرأة بدورها الفاعل والمؤثر فى خدمة الأهداف الإنمائية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية من النواحى كافة.
وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن تحرّر المرأة من رواسب عهود التخلف والتراجع الحضارى ومن بعض التقاليد المتوارثة التى تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، هو أحد الشروط الموضوعية لتقوية حضور المرأة وتعزيزه فى ميادين العمل والإنتاج والإبداع العقلى والإنجاز المادى وفى صنع التقدم والازدهار فى دول العالم الإسلامى.
وقال إن مشاركة المرأة شقيقها الرجل فى العمل من أجل بناء المجتمع الجديد وتشييد الأسس للاستقرار فى جميع مرافق الحياة، هى من مقاصد الشريعة الإسلامية التى كرمت المرأة وأحـلـتـها المنـزلـة التى تستحقها فى المجتمع، باعتبارها شقيقة للرجل فى الأحكام الشرعية، ومتساوية معه فى الحقوق والواجبات.
وشددت الإيسيسكو على وجوب كسر العزلة عن المرأة فى بلدان العالم الإسلامى من خلال إتاحة الفرص الملائمة لها، على مستوى التربية والتعليم والتدريب والتأهل، حتى تخرج إلى الفضاءات الواسعة للعمل وفى شتى المجالات، لتسهم فى الأنشطة الاقتصادية والعلمية والتربوية والاجتماعية، ولتثبت حضورها، الذى هو من حقوقها، فى إدارة الشؤون العامة فى مجتمعها، من منطلق المساواة والعدل وتكافؤ الفرص، إعمالا للتعاليم الإسلامية التى لا تحظر على المرأة القيامَ بواجباتها فى خدمة المجتمع وفى الارتقاء بالإنسان وفى بناء الحضارة.
وقال الدكتور عبد العزيز التويجرى، فى رسالته إلى العالم الإسلامى، إن الأمم تبنى مجتمعاتها المتقدمة بالتعاون والشراكة بين الرجل والمرأة بلا تمييز بينهما، وإن صناعة النهضة فى جميع البلدان، تقوم على تضافر جهود المجتمع المتضامن ذكورًا وإناثـًا، وإن نهضة العالم الإسلامى المرتقبة لن تـشـذ عن هذه القاعدة، موضحًا أن الوعى الحضارى الجديد الذى بـدأ ينتشر فى المجتمعات الإسلامية، قد تبلور فى وصول المرأة إلى أعلى المناصب وارتقائها سلم التفوق والإبداع فى مجالات كثيرة، كانت إلى وقت قريب، حكرًا على الرجل، مشيرًا إلى أن الآفاق الواسعة أخذت تنفتح أمام المرأة لتصبح شريكة فاعلة فى التنمية الشاملة المستدامة، داعيـًا إلى المزيد من العمل فى هذا الاتجاه لتعزيز مكاسب المرأة، ولتوطيد تمكينها من المشاركة فى بناء الأوطان.
واختتم المدير العام للإيسيسكو رسالته إلى العالم الإسلامى بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، بالتأكيد على مضى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة فى تنفيذ برامجها الخاصة بالمرأة فى المدن والقرى والبوادى والأرياف، للنهوض بها وللرفع من مستواها الاقتصادى والاجتماعى، ولتمكينها من حقوقها لأن النساء شقائق الرجال، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة