حفل، أهل، أصحاب حلوىَ، كأسا وشراب، شموع أضواء، زينة وأفراح، وغنوا لأبو الفصاد، يوم محفور فى فؤادى، دون بشهادة ميلادى، وتاريخ مكتوب فى بطاقة، تحفظه سجلات رسمية، وبداية حياة روتينية - ومعاش ينهى وظيفة حكومية.
ذكرى تُسعد غيرى، تُحزننى وتزيد هَمى، فالذكرى تُخَلد أمواتا، وميلادى يوماً قد فات، لفظنى وتلقفنى الزمن، نَبت أرضً طيبة، برعم مُورق مُخضر، جذوره تضرب تتعمق، فى أرض وعرة تتشعب، أينع زهرة وطاب ثمره أيامًا تمضى وعقود، أوراقًا تذبل وتذوب، تتساقط من فرع أخضر، وريقات صُفراً تتكسر، وحياة تتلون بُنى، احترقت بدُخان أسود.
أيامًا وسنين تمضى، وقطاراً مجرىً يجرى، ومحطة تلوح فى الأفق، وفرامل تكبح سُرعَتُه، ووقود يَنفذ يُخرصه، وضجيج يَخفُت من صَخبه.
جسداً أثقلهُ همومه، شاخت خَليَاته وجفونه،، صُمت أجهزة استقباله، صَمَتت موجات إرساله، بات صخراً يابساً يحطم كل الأحلام.
قلبًا تخفق نبضاته، حبًا جامح يتعثر، أملا مفقودا يتبخر، وطموحا يقتله اليأسُ، وروحا مُحلقة تهبط، وحُلما يوقظه كابوس.
نَفسًا تشتاقُ لأمس، وعقلاً يجتر الذكرى، قلبُاً محزون بالفِطرة، تعصرة آلام الفكرة- أحبابً طويت صفحتهم، وصديقاً أفناه الدهرُ، رفيقاً سيرنا على الدرب ، شاركنى لَهوى وجَدِى، خليلاً توأم روحى، عشت بعدة نصفُ -- وحبيباً ألهَب روحى،، أشعَل وجدانى، أرق نومى-- خَبت جذوته وسكنت نفسى.
ذكرى يوم ميلادى، حفل وكأس وشراب،، ، وحُضور أهل وأصحاب، وغياب عقلى مع ذاتى، يومى ذهَب وحياتى، وبقايا من إنسان- قلبى بركان مُتفجر، سَيل حمماً ملتهبة، دمع ساخن دموى اللون ينهمرُ، يُغرق أخاديد نقشها زمنُ، حزنً على عُمرً قد ولى، يوم هو أتذكره، أم ذكرى إنسان فان.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
sahr abdelhadi
لا احب ان اتذكره
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed Diab
مقال أكثر من رائع