على حداد يونس يكتب: فى مصر الثورة.. لم يتغير شىء

الإثنين، 04 مارس 2013 05:01 م
على حداد يونس يكتب: فى مصر الثورة.. لم يتغير شىء صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مرور عامين على نجاح الثورة العظيمة التى استطاعت الاطاحة بالنظام الفاسد والمستبد فى مصر الحبيبة. وبعد اختيار رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى مازالت الأوضاع الاقتصادية والأمنية متردية، لأنك إينما ذهبت تشاهد الطوابير الممتدة أمام مستودعات أسطوانات الغاز أو أمام محطات البنزين والسولار، وأمام أفران الخبز.

هذا من الناحية الاقتصادية، أما من الناحية الأمنية فقد تلاحظ الزيادة المطردة فى بلاغات الخطف والسرقة عن طريق العنف والإكراه، بالإضافة إلى ازدياد العنف فى التعامل بين الأفراد واللجوء إلى الحل الفردى عن طريق فرض الأمر الواقع باستخدام (العضلات) دون تفاهم أو حوار ودون سماع صوت العقل، أى استخدام لغة وأسلوب البلطجة فى التعامل مع بعضنا البعض.

وعطفا على ما سبق فإن الوضع الاجتماعى السائد فى الوقت الراهن وما يحتوية من تعليم وصحة وسكن وعمل أو وظيفة ذات مستوى متدنى ومهترئ الأوصال.

فمن الناحية التعليمية فإننا نجد أن الأمية تزيد عن الخمسين بالمائة فضلا عن أن الحالة التعليمية فى ذاتها باتت محل تساؤلات وعلامات استفهام من أرباب الأسر.

أفقدتهم الثقة فى المعلم والمدرسة على حد سواء، مما حدا بأولياء الأمور القادرين منهم إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية لأبنائهم، والهروب من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة.

أما من الناحية الصحية فحدث ولا حرج، فقد زادت الأمراض المستعصية كالتهاب الكبد الوبائى (فيرس سى) بأنواعه المختلفة الخامل والنشط، وأمراض الفشل الكلوى، والأورام الخبيثة (السرطان). وكان ذلك نتاج سوء التغذية، وسوء مياه الشرب وعدم نقائها. فضلا عن استخدام المبيدات الفاسدة والمسرطنة التى تم استيرادها بطرق غير مشروعة من أجل الحصول على أرباح إضافية عن طريق الفساد الإدارى وزبانية السلطة.

انتهاء "بالحالة المزرية للمستشفيات الحكومية، من تهالك للمبانى، وعدم مبالاة بالمرضى ناتج من التكدس، وعدم توافر الأدوية اللازمة أو المناسبة.

أما من ناحية الإسكان فى مصر، فالدولة نزعت يدها من قديم الأزل عن هذة المسؤلية، واعتمد الفرد على نفسه فى تدبير مسكن له ولأسرته دون الاعتماد على الدولة، واستقر الحال على هذا المنوال حتى الآن.

ولكن عندما نفضت الدولة يدها انتشرت العشوائيات وبدأت التعديات تزداد على أرض الدولة، فانتشرت المحسوبيات والترضيات على حساب المال العام إلا ما ندر فى بعض المدن الجديدة التى تم بناؤها بأسلوب علمى ومتحضر.

أما من ناحية العمل والوظيفة فإنها اقتصرت على فئة معينة من الشعب، هم أصحاب الواسطة والمحسوبية، فبدل أن كانت الوظيفة بالدور أصبحت بالمسابقة حتى يمكن السيطرة على مقاليد الأمور ويتم تعيين من يدفع أكثر أو له نفوذ، حتى أصبحت الوظائف العليا بالوراثة، ولا نبالغ إن قلنا أن معظم الوظائف الحكومية أو مجملها بالوراثة.

كما هو الحال فى النيابة العامة والقبول فى كليات الشرطة والحربية وهيئة قضايا الدولة وجميع وزرات الدولة وهيئاتها والمؤسات العامة تكون الأولوية لأبناء العاملين بها.

فهذه هى مصر قبل وبعد الثورة فلم يتغير سوى النظام الذى كان حاكم وجاءت حكومات بنفس النهج والأداء السابق، كما أن الشعب لم يكن على قدر المسؤلية نتيجة الجهل والمرض والعشوائية وعدم النظام فى إدارة شئون حياته، فما أكثر الظلم وما أكثر المظلومين (مصر مش عايزة ثورة.. دى عايزة ثورتين ثلاثة)، تعبير شعبى سائد!!!

لم يبق لنا سوى الأمل فى الله عز وجل الذى كلل جهود شباب الثورة بالنجاح وهدى العسكر بالوقوف إلى جانبهم ولم ينحاز لظلم الحاكم، وفى غد مشرق يحمل لهذه الأرض الطيبة خيرا ينبع من ثراها ومن سواعد أبنائها الطيبين، وفى الرئيس الجديد الذى يعول عليه الشعب آمالا كبيرة وكثيرة فى العبور بالبلاد من ذلك النفق المظلم، وفى هذه المرحلة الحرجة إلى بر الأمان.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أدهم

شكر وتقدير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة