أكد الدكتور طارق الزمر، رئيس المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أن ثورة مصر ستفسد على الفراعنة الجدد خضوع مصر لهم مرة أخرى، لافتا إلى أن ثورة مصر هى قاعدة الثورات العربية، ولن تفلح الثورات العربية إذا فشلنا فى القاهرة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الثقافى الأول، بعنوان: "الشباب المسلم وتحديات المستقبل"، الذى نظمته أسرة المنارة التابعة للجماعة الإسلامية بجامعة الأزهر بإشراف رعاية الشباب بالجامعة، وعقد بمركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى بجامعة الأزهر بمدينة نصر، بحضور الدكتور أحمد عمران مستشار رئيس الجمهورية، والدكتور عادل حميد يعقوب وكيل كلية التجارة.
وأضاف الزمر، أن قيم 25 يناير يمكن لها أن تشكل نظاما عالميا جديدا ضد الظلم شريطة نجاحها فى القاهرة بانتصار الثورة، مؤكدا أن ثورة بهذا الشكل ما أكثر أعداءها، فالولايات المتحدة الأمريكية تأسف على عهد مبارك الذى فتح لهم موارد مصر ونفذ مخططاتهم فى المنطقة، وهم يعمدون لإفشال الثورة.
وتابع أن أسلوب أمريكا الناعم لا يعبر عن توافقهم مع الثورة، ولكن لهم أساليب عدة، وهناك دعم من خلالهم لكل أعداء الثورة فى الكواليس، وإسرائيل التى كانت تعتبر مبارك الكنز الكبير لها تعادى كل من يأتى بعد مبارك وتحاربه، وأوربا أيضا التى لها مطامع فى الجنوب تحارب التحرر من تبعية الغرب، وتحاول إفشال الثورة فى ظل عدم سقوط النظام القديم حتى الآن، وقد بدا ذلك فى كلام أحمد شفيق الذى قال، إن حرب الشوارع لن تتوقف، وهو ما نجده الآن على الأرض من خلال 300 ألف بلطجى منتشرين فى الشوارع حتى الآن.
واستطرد "الزمر": من يتابع الدراسات الأمريكية يجد تخطيطهم لثورة جياع كان من المفروض أن يحدث بعد 6 أشهر من الثورة، وهو ما لم يحدث لطبيعة المقاومة الخاصة بالشعب المصرى، مؤكدا أنه لن ينعم على مصر أحد لا من أوربا ولا أمريكا ولا أحد يستطيع دعم مصر لأن معنى ذلك أنك تحارب أمريكا، مطالبا بدعم الاقتصاد المصرى لأنه لن يقوم أحد بمساعدة مصر.
وشدد على أن أعداء الثورة نجحوا فى صناعة خلاف بين القوى المدنية والإسلامية، وحالة الاستقطاب التى تحدث الآن، مطالبا بمحاربة هذا التحدى، مؤكدا أن من أهم تحديات الثورة هو ما تعانيه مؤسسة الرئاسة من غموض القرارات، وأيضا التحدى الأكبر هو قطع الطرق وصناعة الفوضى كان يجب الانتصار عليهما بدولة القانون، واتخاذ قرارات حاسمة، مؤكدا أننا كنا ننتظر الانتصار فى قرارات الرئاسة لصالح الفقراء والعدالة الاجتماعية، وما تعانيه مصر من فقر لم يشهده التاريخ، مستكملا: "إن صندوق النقد الدولى يعطى الذل والمهانة لمصر قبل أن يعطى أموالا".
وأضاف: فى مصر الآن معركة سياسية خطيرة حيث يجرى تسميم الساحة السياسية بشكل غير ملحوظ، برغم أن هناك بعض الحسنات كالحوار السياسى، والتسميم يأتى بزرع بعض الخطايا، وهى 8 خطايا على رأسها الدعوة لعودة المؤسسة العسكرية إلى الساحة السياسية، فمع احترام الشعب للجيش، إلا أن العسكر أضروا بمصر 60 سنة، وقامت ضدهم الثورة، فنحن نعانى من الفقر والفيروسات بأعلى معدلات العالم، مطالبا أن تعود المؤسسة العسكرية إلى عظيم دورها فى حماية أمن مصر، وأن نحميها مما عانته على مدى عام ونصف العام وهتافات يسقط حكم العسكر، وعلى من يستدعى العسكر للحكم فعليه أن يدرك أن يضع العسكر فى مواجهة العسكر، مؤكدا أن الساسة الذين يستدعون العسكر للحكم يعبرون عن فشلهم فى التواصل مع الشعب وعليهم أن يعتزلوا السياسية.
وأشار "الزمر" إلى الخطيئة الثانية التى تسمم الساحة السياسية وهى الدفع بقضايا طائفية فى المشهد السياسى، والخطيئة الثالثة هى استدعاء العنف فى الشارع المصرى، ودفع مبالغ لجر المصريين إلى العنف فى محاولة للبننة أو أفغنة مصر، ولكنهم لن يفلحوا.
والخطيئة الرابعة التى تسمم المشهد السياسى، هى استدعاء الخارج للتدخل فى الداخل المصرى، فمن العيب أن يستدعى الخارج.
والخطيئة الخامسة فى الساحة السياسية، هى تشويه القضية الفلسطينية ومحاصرتها، كما فعل نظام مبارك من ترويج شائعات باستيلائهم على سيناء وفتح السجون، مؤكدا أن الداخلية أوعزت إلى ضباطها أن يخلوا السجون أثناء الثورة للتشويش على الثورة، وهو ما تعرض له شخصيا ليسوق على أن حماس من فعلت ذلك.
وأكمل: الخطيئة السادسة التى سممت ساحة المشهد السياسى هو تقسيم الساحة على أساس أيديولوجى ما بين إسلاميين وغير إسلاميين وتصوير الإسلاميين على أنهم استولوا على المشهد السياسى.
والخطيئة السابعة هى الالتفاف على إرادة الشعب، ومحاولة البعد عن الصندوق الانتخابى، وكأنه صندوق صنع فى إسرائيل والتهديد بالبعد عن الصندوق، مستغربا أن يصدر هذا التهديد من قبل قيادات سياسية كبيرة مضيفا أن الدعوة إلى توافق تعنى مؤسسات فوق إرادة الشعب وهى التى تعنى استبدادا لبعدها عن إرادة الشعب وتكوينها بالتعيين، كما تم اختيار مبارك بالتوافق بين أعضاء حزبه، مطالبا بإجراء الانتخابات فى كل شىء فى مصر.
والخطيئة الثامنة هى تعطيل المرافق وإشغال الميادين بالمخالفة للقانون الذى يعاقب من يفعل ذلك بثلاث سنوات، محملا الدولة خطأ عدم تفعيل القانون فى حقهم، داعيا أن تستمر فعاليات الثورة 10 سنوات لكن دون تعطيل الإنتاج، محملا كافة النشطاء السياسيين من كافة التيارات هذه الخطيئة التى كفرت الناس بالثورة وجعلتهم يترحمون على عصر مبارك.
واختتم بأن الثورة لن تنجح بفصيل واحد، بل بالجميع مشيرا إلى أن هذا الجيل سيحاسب على تفريطه أمام المعادين للثورة، لأنه لم يحميها.
"طارق الزمر": أعداء الثورة أفلحوا فى تسميم المشهد السياسى باستدعاء العسكر للسلطة والدفع بالطائفية والاستقواء بالخارج.. وأهم تحديات الثورة هو غموض قرارات مؤسسة الرئاسة وقطع الطرق وصناعة الفوضى
الإثنين، 04 مارس 2013 05:59 م
طارق الزمر