داليا شبل تكتب: أما آن الآوان؟

الإثنين، 04 مارس 2013 01:16 م
داليا شبل تكتب: أما آن الآوان؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس معنى أن الكل يخطئ وأن ليس هناك معصوم من الخطأ أن هذه رخصة لكى نخطئ أو مبرر لضعف أنفسنا، فالكل يخطئ نعم.. ولكن لكى يصيب، لكى يتوب، وليس ليكون هذا هو الطبيعى أو هذا هو نهج الحياة.

خلقنا من طين وهذا معناه أننا مقصرون لا محالة، ولكن يظل الصراع ما بين الخير والشر يتأرجح بداخلنا.. فمرات ينتصر الخير ومرات أخرى ينتصر الشر، العبرة هنا ليست بانتصار أحدهما على الآخر، وإنما هى الصراع ذاته، فكلما أنصت جيدا لصوت عقلك وصوت عاطفتك وغرائزك ستجد أنهما قليلا ما يتفقان.

يحسم هذا الخلاف تلك المبادئ التى تتبناها والقيم التى ترعاها، ولكن سيظل للخطأ مساحة كبيرة فى حياتنا، لن نستطيع أن نتجاهلها، ولا يصح إطلاقا أن نتعامل معها على أنها واقع.

لا نحتاج لكثير من المحاولات، ولكن نحتاج إلى الاستمرار فى المحاولة، نحتاج إلى الصبر وطول البال لكى نروض أنفسنا، وقد ينتهى العمر، ونحن ما زلنا نحاول، قد ينتهى العمر ونحن ما زلنا مقصرين، ولكن المؤكد أنه سينتهى، ونحن نحترم ذواتنا، ونحن لدينا ما يغفر لنا، وهو أننا لم نترك أنفسنا، لم نقبل ضعفنا، لم نستسلم لطبيعتنا غير المكتملة.

فلنستمر جميعا فى المحاولة، ونبحث عن هؤلاء الذين يمكن لهم أن يدعموا الخير بداخلنا، ويكون لديهم عزيمة قوية لإقصاء الشر جانبا فى أعماقنا، وإفساح الطريق أمام النفخة الروحانية التى بداخلنا.

الأمر فى غاية الصعوبة.. أقر بذلك.. ولكن خداع الدنيا وحقيقة كل ما هو لامع يظهر يوما بعد يوم.. أليس هذا بكاف لننتبه؟.. سيصبح الأمر أننا نهوى خداع أنفسنا.

لقد عشنا أياما جعلت الصغير يصبى قبل أوانه، والصبى يشيخ قبل ميعاده، فبوجود هذا الكم من التجارب والمعرفة لا يجعل أمامنا فرصة لنخطئ، فالخطأ يأتى من عدم المعرفة، فإذا وجدت المعرفة، فما هو مبررنا لنقصر فى حق أنفسنا؟؟، وإذا كانت الظروف انضجت عقولنا بما يكفى فهل من الصعب أن نحتوى قصور وضعف أرواحنا..؟ لم يعد هناك اى سبب أو حجة للفشل، وها هى أرواحكم وحيواتكم بين أيديكم فإما أن تتركوها تائهة فى دنيا الضلال أو ترفقون بها وتشفقون عليها ونكتفى جميعا بما كان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة