الخارجية السعودية:العلاقات مع واشنطن تمر بأفضل ظروفها على كافة المستويات

أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى، أن العلاقات مع الولايات المتحدة تمر بأفضل ظروفها على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وقال الفيصل ـ فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الذى يزور الرياض اليوم الاثنين ـ نرحب بوزير الخارجية الأمريكى، ونتطلع إلى التعاون المشترك بين البلدين.

وأضاف أن حجم الاستثمارات بين البلدين سجل أعلى مقاييس له، مضيفا أن عدد الطلاب السعوديين الذين يدرسون فى الولايات المتحدة وصل إلى 70 ألف طالب.

وأكد وزير الخارجية السعودية على التعاون الوثيق بين البلدين فى مواجهة الأزمة المالية العالمية، والعمل سويا من أجل تعزيز الاستقرار الاقتصادى الدولى، مشيرا إلى التعاون السياسى بين البلدين فى مواجهة العديد من القضايا الدولية والعالمية.

وأشار إلى أنه بحث مع وزير الخارجية الأمريكى الأزمة السورية فى ضوء التطورات الأخيرة لاسيما مؤتمر روما الذى أكد أهمية تمكين الشعب السورى من تحقيق طموحاته المشروعة والتصدى لآلة حرب النظام.

وبالنسبة للبرنامج النووى الإيرانى، أكد وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل أن بلاده تدعم الجهود لإيجاد حل دبلوماسى للأزمة الإيرانية من أجل تخفيف وإزالة كل الشكوك بذلك البرنامج النووى، كما أكد على دعمه الجهود للوكالة الدولية للطاقة الذرية، معربا عن أمله فى أن تضع المفاوضات الدولية بهذا الصدد حلا لهذه المشكلة.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال الفيصل إن الجانبين السعودى والأمريكى أكدا على دعم الجهود نحو إيجاد حلى سلمى واتخاذ خطوات حقيقية وملموسة خصوصا فى ظل وجود اتفاقات سابقة مبرمة ومرجعيات دولية متفق عليها لا تتطلب سوى وضعها موضع التنفيذ للوصول إلى الحل الشامل الذى يقضى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال وزير الخارجية السعودى إن الولايات المتحدة أكدت دعمها لمبادرة التعاون الخليجى لحفظ الأمن والاستقرار فى اليمن، معربا عن تطلعه لاستمرار هذا الدعم فى سياق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.

وأضاف أن مباحثاته مع نظيره الأمريكى تطرقت بصفة عامة لمجمل الأوضاع فى المنطقة فى سياق حفظ أمنها واستقرارها وتحقيق آمال شعوبها.

أكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن العلاقات الأمريكية ـ السعودية مهمة وحساسة للغاية، مشددا على أن أهم القضايا التى تجمع البلدين محاربة ومكافحة الإرهاب.

وقال كيرى ـ خلال مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية السعودى بالرياض ـ إن المباحثات مع وزير الدفاع السعودى كافة القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن البلدين تعملان على نشر الاستقرار والسلام فى منطقة الشرق الأوسط، ومختلف دول العالم، مؤكدا على حق النساء والشباب فى إيجاد فرص عمل، موضحا أن بعض الحكومات استجابت إلى مطالبهم فى التغيير، وأخرى كسوريا ردت بالعنف.

وأشاد كيرى باستجابة السعودية لمطالب النساء بتعيين 30 امرأة فى مجلس الشورى، وإيجاد فرص اقتصادية للمرأة، معربا عن دعم واشنطن لأحداث مزيد من الإصلاحات السياسية.

وأكد وزير الخارجية الأمريكى على أن بلاده عازمة على الحيلولة دون حصول إيران على السلاح النووى، مشددا على ضرورة أن يعى الإيرانيون أن الدول الكبرى تفضل الخيار الدبلوماسى لحل أزمتها النووية.

وأوضح أنه يتعين على إيران أن تعى أن الخيار الدبلوماسى لن يبقى مفتوحا للأبد، فيجب على الإيرانيين المشاركة بشكل فعال أكبر كما حدث فى اللقاء الأخير لـ(مجموعة 5 + 1).

وطالب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بإنهاء الصراع الدموى فى سوريا، وتمكين الشعب السورى من الحصول على الأمن والسلامة والعدالة والحرية التى يستحقها.

وأكد كيرى على أن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل الدعم فى روما لتمكين المعارضة السورية للتوصل إلى حل سلمى للأزمة، موضحا أنه فى حال عدم النجاح ستواصل واشنطن ضغطها على الرئيس بشار الأسد.

أكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى على دعمه للانتقال الديمقراطى الناجح فى اليمن ومصر وليبيا وتونس، موضحا أن واشنطن تعمل بالتعاون مع السعودية على تقويض الرسائل المغلوطة التى ترسلها جماعات إرهابية كتنظيم القاعدة.

وردا على سؤال بشأن دعم السعودية للمعارضة السورية، قال وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل إن بلاده حريصة على تقديم الدعم للسوريين، مضيفا أن ما يحدث فى سوريا هو قتل لأناس أبرياء، لا يمكن للمجتمع الدولى أن يظل صامتا على تلك الجرائم.

وتابع الفيصل قائلا "لم أسمع أو أر فى التاريخ نظاما يستخدم أسلحة إستراتيجية لقتل شعبه من النساء والأطفال الأبرياء"، مؤكدا أن الأسد فقد كل سلطته فى ذلك البلد.

وأكد وزير الخارجية السعودى أنه لا يمكن لأى شخص قام بارتكاب جرائم بحق شعبه أن يدعى الحق فى حكم بلده.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إن بشار الأسد يدمر شعبه وبلده لكى يتمسك بالسلطة فقط والتى لم تعد من حقه.

وبشأن التدخل الإيرانى فى الشئون السورية والعراقية والبحرين من جهة والمفاوضات بين المجموعة (5+1) وإيران بشأن ملفها النووي، قال كيرى إن التركيز الآن على التحدى الذى يتمثل فى برنامج إيران النووى الذى يعد تهديدا يمتد عبر المنطقة كلها حتى عالميا، مضيفا أن المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووى لن تستمر إلى الأبد.

وأكد وزير الخارجية الأمريكى أحقية إيران فى الحصول على طاقة نووية آمنة ولكن وفق المعايير الدولية التى يجب أن تلتزم بها.