إيهاب مصطفى يكتب: لماذا يكذب الإخوان؟

الإثنين، 04 مارس 2013 08:19 ص
إيهاب مصطفى يكتب: لماذا يكذب الإخوان؟ محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جماعة الإخوان ليس لها مرشح رئاسى، جماعة الإخوان تنافس على نسبة 35% من البرلمان، لا نسعى لأغلبية برلمانية فى مجلس النواب، "شعار جماعة الإخوان مشاركة لا مغالبة".

والمعلوم للقاصى والدانى أن جماعة الإخوان لم تلتزم بالوعود التى قطعتها على نفسها، فشاركت فى البرلمان المنحل بنسبة الـ 100%، ودفعت بمرشحها الرئاسى بعد وعود سابقة بعدم الدفع بمرشح، فضلا عن الاتهامات الموجهة إليها الآن بالاستبداد السياسى والسعى إلى أخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها.

لاشك أن هذه الممارسات دفعت الكثيرين لاتهام الإخوان بالكذب والنفاق والافتقرار لأبسط الأخلاقيات الإسلامية التى تفرض على الجماعة الالتزام بالصدق فى الحديث والوفاء بالوعود.

ومن هنا نناقش الأمر من عدة وجوه:

أولا: كثير من كثير من الأحزاب السياسية والأقلام المناهضة للإخوان تتناقلت حديث النبى صلى الله عليه وسلم، آية المنافق ثلاث لإسقاطه على ممارسات الإخوان المتغيرة والمتقلبة للطعن فيهم والنيل من مصداقيتهم.

وهو فى الحقيقة استشهاد فى غير موضعه، لأن تغير المواقف السياسية ليس من قبيل النفاق، فالذى ينكر على الناس تغير موافقهم وفقا للمتغيرات السياسية والاجتماعية ومراعاة لظروف الزمان والمكان كالذى ينكر على الله شرعه الذى قام على التدرج والناسخ ومنسوخ، فما كان يصلح للدولة أول تكوينها وحداثة عهدها لم يعد صالحا لها بعد أن بلغت أشدها واستقر أمرها، فحرمت مباحات وأبيحت محرمات وتبدلت أحكام وتغيرت شرائع. فالذى لا تتغير مواقفه وتتنوع آراؤه وتتبدل أطروحاته وفقا للظروف السياسية المتغيرة بما يحقق الصالح العام، ليس أهلا للخوض فى السياسة أو العمل فيها.

ثانيـا: جماعة الإخوان المسلمين لم ترتكب محظورا شرعيا ولم تخرق نصا قانونيا أو تقليدا سياسيا أوعرفا دستوريا، بل مارست أبسط حقوقها الحزبية فى التراجع عن قرار سياسى لتغير الأوضاع واختلاف ظروف الزمان والمكان .قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إذا حلفت على يمين ورأيت غيرها خيراً منها، فكفر عن يمينك وأت الذى هو خير"

فإذا جاز شرعا الرجوع عن رأى لانعقاد المصلحة على خلافه مع التكفير عن اليمين فكيف بالقرارات السياسية النسبية التى تخضع للمصلحة والمتغيرات المجتمعية المتلاحقة، فضلا عن أن الفتوى الشرعية تختلف باختلاف الزمان والمكان والأحوال والعادات والظروف المجتمعية السائدة، ويكفينا قول النبى "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنهم تذكركم بالموت".

فحكم زيارة القبور بين حرمته وإباحته يحقق مصلحة، وفقا للظرف المجتمعى السائد وأحوال المسلمين وعاداته.

فكان محرما لأن أغلب الصحابة كانوا حديثى عهد بإسلام فكانوا ينوحون على قبور موتاهم نياحة باطلة تخرجهم من نطاق الشريعة، ولكن بعد أن استقر إيمانهم وترسخ حقيقة التوحيد فى قلوبهم صار زيارة القبور من المستحبات حتى يتذكر يتذكر الإنسان مآله فيتوب ويجتهد فى العمل، ويتذكر الآخرة ويزهد فى الدنيا.

ثالثــا:جماعة الإخوان المسلمين اتخذت قرارا حزبيا من شأنه عدم الخوض فى الانتخابات الرئاسية أو الاقتصار على نسبة محددة فى الانتخابات البرلمانيهة، ثم تراجعت عن قرارها لمسئوليتها التاريخية والوطنية أو تحقيقا لأهداف الثورة أو إرضاء لله عز وجل تحقيقا للمشروع الإسلام النهضوى. أو على النقيض أنها تسعى لاحتكار السلطة وشغل المناصب السيادية أو تحقيق الغلبة السياسية.

ومع فرض النقيضين الحدث لا يستدعى كل هذه الثورة الإعلامية والاتهامات بالتخوين والنفاق لأنه شأن حزبى خالص ملزم فقط لأعضائه وليس لعموم الشعب المصرى، فضلا عن ممارسات الإخوان تصب فى صميم العمل الحزبى المتعارف عليه.

فوظيفة الأحزاب السياسية أن تتنصر لمرجعيتها وتروج لأطروحاتها وتنشر أفكارها وتفرض أيديولوجيتها وتحقق مصالحها، وتسعى لكسب قاعدة شعبية وتوجها فى التظاهرات السليمة والتصويت فى الحملات الانتخابية بما يمكنها من تحقيق الغلبة السياسية وحصد المقاعد البرلمانية وشغل المواقع التنفيذية والسيادية.
أعتقد أن اتهام أى حزب سياسى بالسعى إلى السلطة والاستيلاء على الحكم بالوسائل السلمية المشروعة ووفقا لآليات الديمقراطية التى ارتضاها المخالفون فى الرأى والفكر والتوجه يعد من قبيل الخبل السياسى أو الجنون إن صح التعبير، لأنها من مهام الأحزاب السياسية وصميم اختصاصاتها، وفقا للتجارب الانتخابية والممارسات السياسية السائدة فى كل بلدان العالم.

أخيرا، أجد نفسى مضطرا أن أختم مقالى بتوضيح الواضحات، وتأكيد المؤكدات، وإبراز البديهيات التى لا تحتاج إثباتها إلى دليل أو برهان.

- قرارات الأحزاب ملزمة فقط لأعضائها وليس لعموم الناس.
- إذا كنت لا تثق فى ممارسات حزب بعينه بوسعك الاستقالة، والبحث عن حزب آخر يلبى تطلعاتك وينسجم مع قناعاتك الفكرية.
- ليس من حقك أن تكون عضوا داخل حزب وتنكر عليه اختيار سياساته وفرض أطروحاته، طالما كانت وفقا لآليات اتخاذ القرار العاملة بالشورى والديمقراطية .
- من ينكر على أى حزب تغير مواقفه السياسية يلزمة المثل الدارج (من تدخل فيما لا يعنيه يسمع مالا يرضيه).





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

مقال إخواني بإمتياز - أين هى المتغيرات السياسية من وعود فيرمونت مثلا أيها الكاذب

عدد الردود 0

بواسطة:

Amr

لا حلوه

عدد الردود 0

بواسطة:

المصرى

حزب التبرير والتمرير

عدد الردود 0

بواسطة:

ehab

التقية ( ان تقول شىء بلسانك يخالف ما فى قلبك )

عدد الردود 0

بواسطة:

mm

اية المنافق ثلاث

لاتعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

العربى

معذرة بدون شك انت أخوانى حافظ مش فاهم

عدد الردود 0

بواسطة:

ZIAD

لأنهم بشر

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري جدا

احسنت

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي

الاختصار نعمة

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن معتدل

الخط الاحمر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة