تمثل الأدوية وبعض الممارسات والعادات اليومية عالماً مجهولاً بالنسبة لمعظمنا، لا نعلم عنها إلا القليل ونجهل الكثير من خفاياها، وهو ما قد يعرض صحتنا للخطر، وقد يودى بحياتنا، لذا حرصنا على دق ناقوس الخطر بتقديم أبرز التحذيرات الطبية واحتياطات الأمان، والتى حرصنا أن تكون "كارت أحمر"، نرفعه فى وجه من يخالفها، وما قد يترتب على ذلك من "الطرد" الإجبارى واحتمال حدوث الوفاة، ومغادرة "بساط" الحياة بأكملها، وإليكم بعضاً من أهم هذه التحذيرات والتى سنقدمها اليوم للأشخاص المدخنين.
وكشف فريق من الباحثين الأمريكيين بجامعة بنسلفانيا عن معلومات جديدة ومثيرة تنشر للمرة الأولى بشأن تدخين السجائر، وأحد المخاطر الجديدة التى يُحدثها على صحة الإنسان.
وأشارت الدراسة إلى أن تدخين السجائر بشكل فورى خلال الدقائق الأولى عقب المشى مباشرة يرفع فرص الإصابة بسرطان الفم وسرطان الرئة، لافتة إلى أنه كلما كان تدخين السيجارة الأولى فى وقت مبكر كلما ارتفعت فرص الإصابة بتلك الأورام.
ولاحظ الباحثون أن تدخين السجائر خلال نصف الساعة الأول من المشى يرفع بشكل أكبر من تركيز إحدى المواد المسرطنة بالدم وتعرف باسم "NNAL "، وهى تحفز الإصابة بسرطان الرئة وسرطان الفم، بينما يمتلك الأشخاص الذين يدخنون أول سيجارة عقب مرور نصف ساعة أو أكثر من بداية المشى مستويات أقل من تلك المادة المسرطنة بغض النظر عن عدد السجائر التى يتم تدخينها خلال اليوم.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Cancer، Epidemiology، Biomarkers and Prevention"، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى التاسع والعشرين من شهر مارس الجارى.
وشملت الأبحاث 1945 مدخناً، حيث قام 32% منهم بتدخين أول سيجارة خلال الخمس دقائق الأولى من المشى، بينما قام 31% منهم بالتدخين من بداية الدقيقة السادسة وحتى نصف الساعة من بداية المشى، بينما قام 19% بتدخين السيجارة الأولى عقب مرور نصف ساعة وحتى ساعة، فيما قامت النسبة الباقية بتدخين السجائر عقب مرور ساعة من التدخين.
وكشفت النتائج عن أن تركيزات مادة " NNAL" كانت فى أعلى مستوياتها لدى الأشخاص الذين قاموا بالتدخين الفورى عقب المشى مباشرة، وفسر الباحثون ذلك مشيرين إلى أن الإنسان فى بداية المشى يكون فى قمة نشاطه وحيويته، فيستنشق دخان السجائر بقوة وعمق أكبر، وبالتالى يصل إلى دمه تركيزات أكبر من تلك المادة المسرطنة.
وأضافت الدراسة أن التعرف على توقيت تدخين السيجارة الأولى عقب المشى قد يكون عاملا ً هاما ً لتحديد الأشخاص المدخنين المعرضين للإصابة بسرطان الرئة والفم، وهو ما قد يتيح الفرصة للجهات الطبية كى يتدخلوا بشكل فورى لتقليل فرص الإصابة بتلك الأمراض الخطيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة