طالب الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، دعاة الإصلاح بأن يضعوا على سلم أولوياتهم إطعام الناس من جوع وتأمينهم من خوف، مشيرا إلى أنه لتحقيق هذه الغاية يجب دفع الأغنياء نحو الاستثمار داخل البلاد، وفى أعمال إنشاء الشركات والصناعات والزراعات.
وقال "برهامى، فى بيان نشر على موقع "صوت السلف":" نعمتان لا يقدرهما أكثر الناس إلا إذا فقدوهما: الطعام والأمن؛ امتن الله بهما على قريش : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِى أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) باعتبارهما من أعظم أسباب نشأة الشخصية السوية المهيأة لقيادة الأمم.
وتابع:"كذلك إذا نظرتَ إلى الاتجاهات المنحرفة الغالية بالبدعة كجماعات التكفير ونحوها، تجدها نشأت فى جو الخوف الذى ربما صنعته أوهامهم أو انحرافاتهم، وإذا زاد هذا الخوف أو الجوع فالانهيار حقيق؛ وسبب ذلك كفران النعم وكثرة المعاصى".
وقال نائب رئيس الدعوة السلفية: "الظلم من أعظم أسباب العذاب الذى منه ملابسة الجوع والخوف، فلابد أن نحذر على مجتمعنا من تشوه شخصيات أبنائه بسبب الجوع والخوف، فالخوف يؤدى إلى الانهيار الاقتصادى الذى يؤدى إلى الجوع، فلابد لنا أن نسعى فى كل طريق لتجنيبه هذين المرضين".
ووجه رسالة إلى من أسماهم "لا يعبئون خوف الناس" قائلا :"فإلى الذين لا يعبئون بخوف الناس وجوعهم كأنهم لا يعيشون ألمهم ولا يسمعون أنينهم! احذروا البغضاء التى تلقى فى قلوب الناس بسبب هذه القسوة وعدم المبالاة، احذروا الظلم الذى يؤدى إلى أن يبغض الله عبده ثم يجعل له البغضاء فى الأرض؛ فلابد لنا كدعاة للإصلاح أن نضع على سلم أهم أولوياتنا إطعام الناس من جوع وتأمينهم من خوف".
وقال "برهامى": وأرى فى سبيل تحقيق ذلك أمورًا ضرورية، منها، تنفيذ أمر الزكاة بطريقة صحيحة مدروسة، وتعليم الناس كيف يحسبون زكاة أموالهم، وكيف ولمن يخرجونها؟ ومساعدتهم بدراسات ميدانية وأمثلة واقعية لمساعدة الفقراء واليتامى والمساكين والمرضى، وهذا الدور الاجتماعى لا يجوز إغفاله بحال، ولا يصح أن يظل عشوائيًّا يُؤدى بطريقة تجعل أصحاب الحاجات والفقراء والمساكين لا يصل إلى إليهم نصيبهم من الزكاة.
وأضاف :"دفع الأغنياء نحو استثمار أموالهم فى داخل البلاد، وفى أعمال إنشاء الشركات والصناعات والزراعات والتجارات، والتخلى عن فكرة الفائدة الموجودة والتى يدور حولها النظام الربوى، حتى النظام الإسلامى المصرفى المعاصر ما زال يحاول تقليد النظام الربوى، بل يتحايل على الشرع كثيرًا للوصول لنفس الغاية، والدليل على ذلك انعدام إنشاء البنوك والشركات والمصانع كما كانت المرحلة قديمًا، وتركز النشاط المصرفى على المرابحة بالنظام الإسلامى والذى أكثره فى السلع الاستهلاكية، ولا يزال الاستثمار فى الداخل ضرورة أساسية لتوفير فرص العمل للشباب العاطل، وللطاقات الهائلة التى تنتظر الانطلاقة".
برهامى: لا تتحقق لدولة السيادة والقيادة وهى تعانى "الخوف والجوع"
الأحد، 31 مارس 2013 02:29 م