هشام محسن محمد يكتب: صرخات ودموع واعتذارات

الجميع يخطئون ولكن القليل منا من يعتذر لأننا نشعر أن الاعتذار ثقيل على النفس لكنى عندما نظرت وجدت أن الاعتذار لا يساوى شيئا فى ثقل الأخطاء... فالأخطاء تولد الهموم وتشعرنى دوما إنى بحاجة إلى الصراخ والبكاء ليالى طوال من الندم على الأخطاء وأود لو يعلم الجميع ندمى الشديد على أخطاء الماضى وسأكتب اعتذاراتى على صفحات الأيام وأتمنى من كل قلبى أن تصل للجميع ليدركوا مدى ندمى على أخطائى.

أعتذر لأمى عن صرختى التى أيقظتها وأنا رضيع وأعتذر عن كل ليلة سهرتها بجوارى وأنا مريض أعتذر لأبى الذى رفعت صوتى عليه فى يوم من الأيام وعن عدم شعورى بما فعله لأجلى سنينا من عمره أعتذر لإخوتى عن غضبى أو عن كلمة قولتها فى غير محلها أعتذر لأقاربى الذين قصرت فى زيارتهم والسؤال على أحوالهم أياما طويلة.

أعتذر لقطة أو لطائر أزعجتهما بمزاحى فى الصغر أعتذر لمعلمى الذى لم أدرك حرصه على مستقبلى أعتذر لمعلمتى التى لم أعترف بفضلها علىّ وأعتذر لصديق تشاجرت معه فى الدراسة يوما ما أعتذر لصديق قصرت فى حقه ومرت أيام وشهور لم أسأل كيف حاله وكيف يعيش؟

أعتذر لإنسان لم أعرفه وتجهمت فى وجهه أعتذر لإنسان ذكرته بغير الخير ولإنسان صدقت فى حقه ما ليس بحقيقة أعتذر عن كل وعد أخلفته مع أى إنسان وعن كل ألم وأذى سببته لأحد أعتذر لطفل غضبت فى وجهه يوما وأبكيته أعتذر لفقير مررت به دون أن أنظر إليه أو أكترث.

أعتذر لنفسى لأنى حملتها من أخطاء وذنوب ما لم تتحمل وما هو أثقل منها أعتذر لأنى ظلمتها كثيرا أعتذر لقلبى لأنى علّقته بما ليس له واحببت ما ليس بحقى وأعتذر لربى عن ذنوبى وعن أفعالى وأقوالى وأحمده على رحمته بى وحلمه علىّ أعتذر عن كل يوم مضى لم أستمتع فيه وبه أعتذر عن كل لحظة مرت وأنا غير سعيد فيها.

أعترف أن اعتذارى الآن لا يكفى ولا يشفى وأشهد الله على ما فى قلبى وعلى اعتذارى بكل صدق وحب وندمى الحقيقى على أخطاء الماضى وهذا سيجعلنى أحذر ألا أقع فيها مرة أخرى لأن ألمى منها علمنى وسأعتذر مرات ومرات عن أخطائى طالما اشتقت للاعتذار وطالما هدأ قلبه واطمأنت نفسى عند الاعتذار.