استضاف حزب الجبهة الديمقراطية، مساء اليوم، اللواء دكتور أحمد عبد الحليم الخبير العسكرى وعضو المجلس القومى للشئون الخارجية، للحديث حول مجريات الأمور فى سيناء، وتفاصيل ما يجرى على أرضها تحت عنوان "سيناء فى خطر".
وأكد اللواء، لا يوجد نظام عسكرى دفاعى فى العالم محكم بنسبة 100% مشيرا إلى أننا مهما حاولنا السيطرة على الوضع فى سيناء لن نصل إلى نسبة الأحكام الكامل لخطوطنا الدفعية، مؤكدا أن النظام الدفاعى الأمريكى يعانى من عدم الإحكام على الخط الحدودى بينه وبين المكسيك.
وأضاف أن النظام الدفاعى الإسرائيلى، يعتمد على تدمير الهدف فى مكانه، يليه التعامل معه إذا نجح فى التحرك، ثم التمكن من تدميره فى حال الوصول ومع ذلك، فإنه لا يحقق إلا نسبة نجاح 94% من الأهداف التى تتوجه إليه.
وأوضح "عبد الحليم"، أن الجماعات المتطرفة التى تهدد الأمن القومى المصرى فى سيناء، توجد فى أربعة أماكن مختلفة على رئيسها شرق العريش، بالإضافة إلى الشيخ زويد، وكذلك رفح، وجبل الحلال، مؤكدا أن الجزء الكبير من هذه المجموعات دخلت عن طريق غزة، وجزء آخر وصل عن طريق دول متعددة، وحصل على تدريبات من قبل المجموعات المتمركزة بسيناء.
وكشف عن أن القوات المسلحة المصرية عندما قررت التعامل مع هذه المجموعات، بدأت فى التفكير بالتعامل معهم بالقوة، لكنها تراجعت عن هذا الفكر بسبب تمركز عدد كبير من هذه المجموعات داخل المناطق السكنية وبالتالى ستكون الأضرار المصاحبة أكبر مما يتخيل أحد.
وأضاف الخبير العسكرى، أنه عندما فشل التعامل بالقوة فى التصدى لهذه المجموعات، جاء دور قوات المخابرات وجمع المعلومات عن هذه المجموعات والتعامل معها عن طريق القوات الخاصة، بالإضافة إلى الجلسات الحوارية مع عدد من هذه المجموعات.
وتابع "عبد الحليم"، أن هناك نوعا آخر من المجموعات يطلق عليهم "البؤر الإجرامية" وهؤلاء تمت محاصرتهم عن طريق غلق الأنفاق الموجودة على الشريط الحدودى مع غزة، مما أدى إلى نجاح عملية حصارهم بنسبة 95%، مشيرا إلى أنه هناك نوع آخر من المجموعات "جماعات متطرفة فكريا" وهؤلاء اتفق القرار السياسى والقرار العسكرى بعدم التعامل معهم بأى عنف، وتم التحاور معهم عن طريق مشايخ الأزهر وعدد من الحكماء.
وحول الأنفاق الموجودة على الشريط الحدودى بين مصر وغزة، أكد الخبير العسكرى أن هذه الأنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة، وكذلك المخدرات بالإضافة إلى الأقمشة الخاصة بالزى العسكرى المصرى والتى كانت تهدف فى المقام الأول إلى إثارة الفوضى وإحداث نوع من التضارب بين مصر وإسرئيل، مثل ما كان الهدف من مذبحة رفح.
وكشف عبد الحليم أن هذه المجموعات عندما يتم محاصرتها فى سيناء والضغط عليها، تتسرب إلى القاهرة لإكمال تدريباتها مثل الخلية الإرهابية التى تم القبض عليها بمدينة نصر، موضحا أن هذه المجموعات دخلت إلى القاهرة أثناء الثورة، وكان لها دور فى فتح عدد من السجون.
وحول تحميل حماس المسئولية عن التقلبات التى تحدث تحت سماء سيناء، أكد عبد الحليم أن حماس وحدها لا تتحمل المسئولية عن هذه الأحداث، لأن هناك أطرافا أخرى موجودون داخل غزة تمولها دول وجهات خارجية، مشيرا إلى أن ما يروج عن نية حماس لاجتزاء جزء من أراضى سيناء لصالح الفلسطينيين لا يتعدى الوهم.
وحول مستقبل سيناء، أكد أن مسئولية سيناء الكاملة تحت قبضة القوات المسلحة، مشيرا إلى أن القرارات التى تتعلق بتمليك الأراضى فى سيناء، وإخلاء مساحة 5 كيلو بعد الخط الحدودى، كانت قرارات من وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى هدفها الحفاظ على أمن سيناء.
وأشار إلى أن الفكر الأمنى وحده لا يكفى لتأمين سيناء بل يتطلب الأمر تعمير أراضى سيناء بمشروعات عمرانية، وتحويلها إلى رقعة سكنية وزراعية وصناعية بذلك تكون خط دفاع قوى لأمن سيناء.
ومن جانبه، أعرب أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، عن قلقه البالغ بشأن سيناء، مؤكدا أن الوضع فى سيناء، يمثل مشكلة حقيقية تهدد الأمن القومى، وأنه على القوى السياسية أن تجتمع لبحث حل جاد لمشاكل سيناء، مشددا على ضرورة وضع مشكلة سيناء على رأس أولويات الأحزاب السياسية فى المرحلة القادمة.
وأكد جميل عزيز، رئيس لجنة الأمن بحزب الجبهة، أن تجربته فى جبل الحلال تؤكد أن من يسكنون الجبل هم مجموعات من حماس، مشيرا إلى أن تطهير الجبل لا يمكن أن يتم بالمعدات والدبابات والمدرعات، بسبب طبيعة الأراضى هناك، مؤكدا أن الحل الوحيد هو الدفع بعساكر من الصاعقة تحاصر المجموعات التى بالداخل عن طريق "الرشاشات " وقنابل الغاز.
فى ندوة "سيناء فى خطر" بحزب الجبهة.. خبير عسكرى: حماس لا تتحمل وحدها مسئولية الإرهاب بشبه الجزيرة وأمنها لن يتحقق إلا بالتعمير.. والقيادة ترفض الحل الأمنى وتفضل الحوار.. ومعظم المتطرفين دخلوا من غزة
السبت، 30 مارس 2013 10:40 م