المال الروسى لن يعود إلى قبرص على الأرجح

السبت، 30 مارس 2013 03:13 ص
المال الروسى لن يعود إلى قبرص على الأرجح رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف
موسكو (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من هولندا إلى لوكسمبورغ ولاتفيا وهونغ كونج: الأماكن كثيرة للثروات والشركات الروسية الراغبة فى مغادرة قبرص بعد العاصفة المالية المستمرة منذ أسبوعين، والتى تأمل موسكو فى عودتها إلى البلاد.

ويرى الخبراء أن تدفق رؤوس الأموال على روسيا ليس مرجحا بسبب غياب وسط أكثر ملائمة للأعمال، ولخص كليف كوبشان من مركز التحليل يوريجيا غروب هذا الأسبوع الوضع بالقول "بعد إنقاذها لن تعود قبرص معبرا للمال الروسى".

وأضاف هذا الخبير الذى يقيم فى واشنطن أن "الأوروبيين وخصوصا الألمان والفنلنديين يريدون رحيل الأموال الروسية الهائلة المودعة فى هذه الجزيرة العضو فى اتحاد الأوروبى، لتسهيل تبنى خطة إنقاذ من قبل برلماناتها"، مؤكدا أنهم "سينجحون فى ذلك".

واختار كثير من أصحاب الثروات الروسية والشركات وخصوصا المتوسطة والصغيرة، قبرص لتسجيلها فى الجزيرة حيث يتمتعون بنظام ضريبى يلائمهم.

وقال الكسندر زاخاروف من الشركة الاستشارية بارغون ادفايس إن الضريبة المفروضة على الشركات محددة بعشرة بالمائة أى نصف ما هى عليه فى روسيا، وتطبق إعفاءات ضريبية كبيرة على غير المقيمين مثل تقاسم الأرباح والعمليات المالية.

وتحت ضغط المانحين وافقت قبرص على زيادة الضرائب على الشركات وفقدت بذلك واحدة من نقاط جاذبيتها.

وخطة الأوروبيين التى تطال الثروات المودعة فى أكبر مصرفين فى الجزيرة يمكن أن تثير استياء الذين قدموا بسبب الإغراءات الضريبية.

أما بالنسبة لوجهة المال الروسى، فقد سارعت السلطات الروسية التى تؤكد رسميا أن مكافحة تهريب رؤوس الأموال أولوية لديها، إلى تأكيد متانة النظام المصرفى الروسى.

وأكد رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف أنه يؤيد إقامة منطقة يطبق فيها نظام ضريبى مشجع فى أقصى الشرق الروسى من أجل تسهيل إعادة الأموال.

وقال الأستاذ الجامعى الأمريكى شون غيلورى إن نظاما كهذا سيسمح للسلطات "بمعرفة من يملك ماذا ومن أين تأتى الأموال".

لكن الأوساط الاقتصادية تلقت بتشكيك هذا العرض.

وقال مارك روبنشتاين المحلل فى الشركة المالية الروسية ميتروبول إن "قسما من الأموال سيعود إلى روسيا لكنه سيكون جزءا صغيرا".

وأضاف أن "الذين ينقلون أموالهم عبر قبرص لا يفعلون ذلك لأن الحياة ممتعة هناك بل لأن شركاءهم يحتاجون إلى العمل مع شركة متمركزة فى منطقة اليورو والضرائب منخفضة".

ويذكر المحللون من بين الدول المرشحة لاستقبال الأموال القبرصية هولندا ولاتفيا وسويسرا أو النمسا.

وتحتل هولندا التى أبرمت اتفاقيات ضريبية مميزة مع روسيا، المرتبة الثانية بعد قبرص فى مبادلات الاستثمارات مع موسكو.

أما لاتفيا فتذكر بين الوجهات الممكنة لأنها تضم جالية كبيرة من الناطقين بالروسية وفيها ودائع كبيرة فى المصارف المحلية لأشخاص غير مقيمين، وأكدت ريغا التى تسعى للانضمام إلى منطقة اليورو، أنها لم تلحظ أى تدفق لرؤوس أموال مصدرها قبرص.

وتحدثت وكالة الإنباء الروسية ريا نوفوستى عن آسيا مشيرة خصوصا إلى هونغ كونج التى أدرجت فى بورصتها الشركة الروسية العملاقة للألمنيوم روسال.

وقال الخبير المالى الكسندر زاخاروف إن "المصارف المتمركزة فى هونغ كونج وسنغافورة تشكل خيارا للذين يريدون أخراج أموالهم، لكن يصعب فتح حساب فيها" لأنه يجب إثبات وجود نشاطات فى المنطقة والتواجد فيها.

وأضاف "وفى كل مكان أصبحت شروط تحديد مصادر الأموال أكثر تشددا".

ويتهم بعض السياسيين الأوروبيين قبرص التى تنفى ذلك، بأنها مركز لتبييض أموال روسية مصدرها فساد أو عمليات تهريب.

ورأى حاكم المصرف المركزى الروسى مؤخرا أن أكثر من ستين بالمائة من رؤوس الأموال المهربة مصدرها مشكوك فيه.

وقال اندرى بابيتسكى فى افتتاحية فى صحيفة فيدوموستى إن "قبرص لم تعد منذ فترة طويلة مكانا مفضلا لغسل الأموال".

وأضاف أن "الذين يتوجهون إليها راغبون فى الضرائب القليلة لكنهم يريدون خصوصا الهرب من أجواء الإعمال السيئة" فى روسيا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة