الكاتب المصرى عز الدين نجيب: التغيير الثقافى أكبر تحديات الثورة

السبت، 30 مارس 2013 10:02 ص
الكاتب المصرى عز الدين نجيب: التغيير الثقافى أكبر تحديات الثورة الكاتب المصرى عز الدين نجيب
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرى الكاتب والفنان التشكيلى المصرى عز الدين نجيب أن الثقافة ضرورة لا تتحقق بدونها "أهداف ثورة 25 يناير" التى أنهت حكم الرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011 ورفعت شعار "تغيير.. حرية.. عدالة اجتماعية" منذ يومها الأول.

ويقول إن التغيير الثقافى هو "التحدى الأكبر أمام الثورة"، مشددا على أن الثقافة ليست ترفا يستطيع الشعب أن يعيش بدونه وإنما هى أداة الوعى بأسباب الظلم والاستبداد والرغبة فى التغيير وكلها تمهد للثورات.

ولكنه - فى كتابه (الثقافة والثورة) الذى أصدرته هذا الأسبوع الهيئة المصرية العامة للكتاب فى 227 صفحة كبيرة القطع - ينبه إلى أن للحكومة والطبقات العليا ثقافة يسوسون بها الشعب "ويكرسون من خلالها للطاعة... ويبثونها تحت غطاء دينى أو أخلاقى فى عروق المحكومين" ولكن الفقراء يتفنون فى ابتكار أساليب المقاومة وأولها الفنون والحكم الشعبية وهى من مكونات الثقافة التحتية القادرة فى بعض جوانبها على امتصاص موجات الاستعمار والاستبداد تمهيدا للتمرد.

ويستشهد على ذلك بقوله إن "ثورة يناير هى نتيجة تراكم واستثمار ثقافة الغضب التى أدت إلى تغيير فكرى فى عقول الشباب" الداعين إلى الاحتجاجات التى تحولت إلى ما يشبه الانفجار الثورى فى "جمعة الغضب" يوم 28 يناير 2011.

ولكنه يسجل أن "الثقافة التحية" تشمل أيضا جوانب سلبية تقاوم عملية التغيير وخصوصا فى ظل ارتفاع الأمية الهجائية فى مصر والتى "لا تزال من أعلى نسب الأمية فى العالم"، وتضاف إليها الأمية الثقافية والجمالية وكلها عوامل يرى أنها تحث على الاستكانة وتحول دون الثورة.

ونجيب مثقف مرموق يلتزم بقضايا الجماهير وسجل فى كتابه (الصامتون.. تجارب فى الثقافة والديمقراطية بالريف المصرى)، تجربتين ثقافيتين بين عامى 1968 و1978 كان فيهما مديرا لقصر الثقافة فى مدينة كفر الشيخ فى الدلتا واكتشف ما يعتبره هوة واسعة بين المثقفين والواقع.

وتعرض نجيب للاعتقال عام 1997 بتهمة طبع منشورات تحرض الفلاحين على معارضة قانون العلاقة بين المالك والمستأجر للأراضى الزراعية.

ويقول المؤلف فى كتابه (الثقافة والثورة) إن الجماهير عاشت طوال 40 عاما مضت تشمل فترتى حكم الرئيس الأسبق أنور السادات وخلفه مبارك فى ظل "تجريف النظام القيمى للمجتمع المصرى وتشويه وعيه السياسى والثقافى والجمالى"، ولم تتمكن النخبة المثقفة من التفاعل مع الجماهير إلا فى حدود ضيقة بحكم غضب السلطة على كثير من المثقفين أو "بشراء صمت" بعضهم واحتوائهم مقابل مكاسب ومزايا.

ويضيف "وهكذا عاشت الجماهير الساحقة خلال الأربعين عاما السابقة بغير ثقافة إلا الثقافة التحتية المحملة بكثير من القيم السلبية وثقافة السلطة الموجهة لتخدير الجماهير وإلهائها عن مطالبها الجوهرية" إلا أن جهود المثقفين الذين استعصوا على الاحتواء لم تذهب هباء وحفرت مجرى فى الوعى العام انتهى إلى "هدير الجموع بميدان التحرير" مع اندلاع الاحتجاجات فى 25 يناير 2011.

ويشدد على أن "ثورة يناير" لم تغير إلى الآن الثقافة التحتية الراسخة والتى تسعى أحيانا لرفض الثورة وتحاول إجهاضها ليس خوفا من السلطة الجديدة "فقد تم هدم جدار الخوف... بل لنفاد صبرهم من بطء أو تجاهل" تحقيق الأهداف التى وعدت الثورة بتحقيقها.

وعلى الرغم من وصفه قيام الثورة بأنه معجزة فهو يرى أن تحقيق أهدافها "هو الجهاد الأعظم وفى القلب منه التغيير الثقافى" الذى ينهى روح السلبية واللامبالاة والتواكل والتعصب للرأى وعدم قبول الآخر وإقصائه عن المشهد لصالح فكرة أو طائفة.

وفى فصل عنوانه (بناء المستقبل مشروع ثقافي) يشدد على ضرورة محو الأمية الهجائية التى يعتبرها جريمة فى حق 25 مليون أمى فى البلاد ويحمل المثقفين والدولة "مسئولية تحريرهم" ضمانا لنجاح أى مشروع مستقبلى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة