شرين عرفة تكتب: دماء على سفح المقطم

الجمعة، 29 مارس 2013 01:14 ص
شرين عرفة تكتب: دماء على سفح المقطم اشتباكات المقطم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صعدت مصر إلى الهاوية، فوق سفح المقطم يتقاتل الأبناء، حينها ذبحت الثورة ومزقت أشلاء، ومرغت الجباه المتوضئة بالتراب، وتطاير الدم، فملأ الأرجاء، وشاهت وجوه حين تلطخت بالدماء، وجوه احترفت الكذب وعشقت الرياء، وتمنت الوصول للحكم وجعلته هدف وغاية، وابتغت فى ذلك كل الوسائل والأسباب، ولم تراع حرمة وطن، ولم تبال بالأديان.

كانت معارضة من أجل الهدم لا من أجل البناء، رفعوا شعار إما حكم مصر أو نجلب لها الفناء، لن نصبر على اختيار شعب لا يعرف مصلحة نفسه، حكموا عليه مسبقا بالتهور وبالغباء، نادوا بالفوضى وبالخراب، وعلا صوتهم بالنداء، أسموها تظاهرة، أسموها ثورة، والثورة كانت منهم براء.

وساعدهم فى ذلك بعض من إعلام كاذب مضلل أفاق، وجعل من الكذب مهنة ومن التضليل رسالة ومن قلب الحقائق فن وهواية، يصفق للقاتل ويلوم على المقتول، ويشد على يد الجلاد، ويبصق على المجلود، ويقلب الحق باطل، ويزين الباطل للناس، ويبيع الوهم ويجنى منه الأرباح، وقرر أن يحارب بضراوة ذلك التيار، هذا الذى أعلى من الدين راية وشعار، فتجمعت حوله القلوب وهامت به الأرواح، حين أوصلته ثقة الناس به وحبها لشرعة الله الغراء.. إلى حكم بلد لم يعرف سوى الفراعين، ولم يعتد سوى الطغاة، فعمل لشيطنة أفراده وتشويه من بالصندوق جاء، وللأسف لم يضنه التعب ولم يحتج كثير الدهاء، فقد استغل سذاجة وتسرع كثير من هؤلاء.

ولم يراعوا أن الأرض لم تهيأ بعد لا للزرع ولا للنماء، ولم يحسنوا اختيار الوقت، ووضعوا البذرة قبل الأوان، وفى وقت كانت فيه الأرض تحتاج تقليب وتهوية وعلاج للآفات وللأدواء، والديدان بها كانت تضرب فى الأعماق، وتلتهم البذرة قبل الإنبات كان التسرع لهم داء وماله من دواء.

يأخذون القرار الخطأ ويعشقون تكرار الأخطاء، وقرروا حماية الأحجار وضحوا بالأنفس وبالدماء، نسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من قتل رجل مسلم).
وابن عمر ( رضى الله عنهما ) حينما نظر إلى الكعبة يوما فقال ( ما أعظمك وأعظم حرمتك، ولكن المسلم أعظم حرمة منك عند الله ).

إلى كل حفرة كانوا يستدرجون.. فيقعون فيها طواعية بدون عناء.

ومن بعيد كان يراقبهم فى سكون من بيده الحل والعقد، من وضع المصريون فى يده مهمة قيادة البلاد، ووقف معه كل مسئول مهمته الحفاظ على الأموال والعباد، وقفوا جميعا يشاهدون ذلك المشهد المرير، حين اقتتل الأبناء. فوق سفح المقطم.. تلطخت الوجوه جميعها بالدماء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة