السكان والعاملون بالمناطق القريبة من التظاهرات والاشتباكات عانوا العديد من المشكلات والخسائر والأضرار بسبب المظاهرات والاعتصامات، ويأتى على رأس المناطق التى عانت من هذه الاحتجاجات مناطق التحرير والعباسية وقصر الاتحادية والمقطم، حيث عانى أهالى هذه المناطق والمناطق المحيطة بها الكثير من الانفلات الأمنى والفوضى والضجيج، والغاز المسيل للدموع، كما عانوا بسبب ذلك من منعهم من ممارسة حياتهم العادية، وقطع طرق عليهم للذهاب إلى أعمالهم، بل وصل الأمر أحيانا إلى قطع مصدر رزقهم الوحيد، وامتدت هذه الأضرار لتشكل تهديدا على حياتهم وحياة أولادهم، فالخرطوش الطائش لا يفرق بين المتصارعين وبين من نظر من نافذته للفرجة، كما أن الحجارة المتطايرة قد تستقر فى رأس عابر طريق لا علاقة له بالموضوع من قريب أو من بعيد، هذا غير ما يصيب واجهات المحال فيحطمها مسببا خسائر مادية لأصحابها.
وفى حين استقبل سكان المناطق الساخنة هذه الأمور بصدر رحب، فى أيام الثورة الأولى، رغبة منهم فى إحداث تغيير حقيقى، بدا الكثير منهم يضيقون بكل شىء، خاصة مع خروج تلك المظاهرات عن الأسلوب السلمى، ورغم أن عددا من هذه الاحتجاجات هدفت إلى إرجاع حق الشهداء وتحقيق شعارات الثورة الأولى، التى نادت «بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، إلا أن عددا غير قليل منها، حمل رؤية ضيقة لا تراعى مصلحة الوطن.
ميدان التحرير
منذ قيام ثورة 25 يناير، عانى السكان المحيطون بميدان التحرير، وملاك المحالات، وشركات السياحة من الاضطرابات، والانفلات الأمنى، الذى تزامن مع الاحتجاجات هناك، وقد كان سكان العمارات القريبة يتقبلون ذلك فى صبر، وكانوا يمدون ثوار الميدان بالمياه المعدنية فى وقت الاشتباكات، لكن استمرار المليونيات والاعتصامات داخل الميدان، أشعل فيهم الغضب، خاصة بعد أن توقفت عمليات البيع والشراء فى عدد من المحال القريبة من الميدان، فى حين أصيب عدد من المحال الأخرى بتلفيات، جراء الرصاص الحى والخرطوش، وزجاجات الملوتوف، التى كانت تستخدم فى الاشتباكات بين قوات الداخلية والمتظاهرين، وأحيانا بين عدد من الباعة الجائلين المنتشرين بالميدان، وقد زاد الأمر سوءا أحداث محمد محمود، ومن بعدها أحداث مجلس الوزراء، ثم أحداث السفارة الأمريكية، وميدان التحرير، الأمر الذى جعل من المناطق المحيطة بميدان التحرير، مناطق خطرة، لا تصلح كسكن آمن، وينفر منها السائحون.
قصر الاتحادية
منذ توافد المتظاهرين الغاضبين من سياسات الرئيس على قصر الاتحادية، تكبد أصحاب المحال التجارية هناك خسائر فادحة، بعد أن تم تكسير معظم الواجهات الزجاجية للمحلات نتيجة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وكذلك تحطيم العشرات من السيارات الموجودة فى الشوارع المحيطة بالقصر أثناء الاشتباكات، وقد أصاب ذلك السكان بهلع شديد، بعد تحول أحيائهم الهادئة إلى ساحة قتال دائم.
ميدان العباسية
شهد ميدان العباسية عددا من التظاهرات المتتالية، كان لها أثر كبير على البائعين والسكان هناك، المظاهرات بدأت من المليونيات المتتالية، التى دعى إليها عدد من أنصار فلول الحزب الوطنى، إضافة إلى دعوات الإعلامى توفيق عكاشة، للاحتشاد بالعباسية، وكانت معظم تلك التظاهرات تأييدا لحكم المجلس العسكرى، الذى تولى إدارة البلاد بعد رحيل نظام محمد حسنى مبارك عقب اندلاع ثورة الخامس والعشرين من شهر يناير 2011، ومحاولة للرد على مليونيات ميدان التحرير، تلى ذلك اشتباكات عنيفة، وقعت فى محيط وزارة الدفاع، بين قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزى، وبين مئات المتظاهرين خلال جمعة الزحف، التى شارك بها العديد من القوى السياسية والثورية والإسلامية، على رأسها حركة «حازمون» وحركة «شباب من أجل العدالة والحرية» وحركة «شباب 6 إبريل» وبعض الشباب المستقل.
وأسفرت الاشتباكات عن وقوع جرحى بين المحتجين والشرطة العسكرية، بسبب محاولة أحد المحتجين تجاوز الأسلاك الشائكة للوصول إلى وزارة الدفاع، وانتهت الاشتباكات بفض الاعتصام وإخلاء الميدان وفرض حظر تجوال ليلى عند ميدان العباسية والمنطقة المحيطة به استمر لثلاثة أيام، مما جعل سكان المنطقة يعلنون غضبهم بسبب الخسائر التى تعرضوا لها سواء المادية أو المعنوية، خاصة بعد أن تم إغلاق المحلات أثناء الأحداث، فى الوقت الذى خرج البعض الآخر يرفض اتهام سكان المنطقة بأنهم ضربوا المتظاهرين.
المقطم
وفى منطقة المقطم، بالقرب من مكتب الإرشاد، انعكس الغضب من سياسات الرئيس، على وضع السكان هناك، وبدأت بمناوشات بين المتظاهرين، ورجال الداخلية، فى الحيلولة دون اقتحام مقر المبنى، تلا ذلك فترة هدوء مؤقت، أعقبها اقتحام لعدد من المتظاهرين لمقر الإرشاد، بالتزامن مع حرق عدد من مقرات حزب الحرية والعدالة، بالعديد من المحافظات، ولكن المنطقة لم تشهد وقتها أيا من الخسائر الأخرى، وفى يوم الجمعة الماضى، أدت الاشتباكات بين المتظاهرين الغاضبين من جانب، وأفراد جماعة الإخوان المسلمين، إلى حرق وتكسير عدد من المحال والبنايات، ولم يتم بعد حصر خسائر ذلك اليوم الدامى.
سكان ميادين المظاهرات يدفعون ثمن الصراع السياسى..سكان التحرير رحبوا بالاعتصام ثم لعنوه..وأصحاب محال العباسية أغلقوها.. وشوارع الاتحادية تحولت إلى ساحات معارك..وسكان المقطم يدفعون ثمن «الجمعة الدامى»
الجمعة، 29 مارس 2013 11:31 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمشاوي
صراع بلطجيه ضد المشروعيه مش صراع سياسي