تمثل الأدوية وبعض الممارسات والعادات اليومية عالماً مجهولاً بالنسبة لمعظمنا، لا نعلم عنها إلا القليل ونجهل الكثير من خفاياها، وهو ما قد يعرض صحتنا للخطر وقد يودى بحياتنا، لذا حرصنا على دق ناقوس الخطر بتقديم أبرز التحذيرات الطبية واحتياطات الأمان المتعلقة بها، والتى حرصنا أن تكون "كارت أحمر"، نرفعه فى وجه من يخالفها، وما قد يترتب على ذلك من "الطرد" الإجبارى واحتمال حدوث الوفاة، ومغادرة "بساط" الحياة بأكملها، وإليكم بعضاً من أهم هذه التحذيرات والتى سنقدمها اليوم للسيدات الحوامل.
وكشفت دراسة حديثة أشرف عليها باحثون من المعهد الوطنى الأمريكى لصحة الطفل وتطوير الإنسان عن معلومات جديدة وخطيرة تهم كل السيدات اللاتى يستهدفن الحمل، وأحد المخاطر الكبيرة على حياة الأجنة.
وأشار الباحثون إلى أن السيدات اللاتى يتعرضن لمشاكل وأزمات مالية أو عاطفية أو شخصية خلال العام الذى يسبق حدوث الولادة ترتفع فرص إصابتهن بالإملاص، أى أن الجنين يموت داخل الرحم عقب بلوغ الأسبوع العشرين أو أكثر.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "American Journal of Epidemiology"، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى السابع والعشرين من شهر مارس الجارى.
وشملت الدراسة أكثر من 2000 من السيدات الحوامل، حيث تعرض حوالى 83% من السيدات اللاتى أصيبت بالإملاص إلى واحدة على الأقل من الأزمات والمشاكل الحياتية الصعبة، وكما لفت الباحثون إلى أن السيدات اللاتى تعرضن لخمسة أو أكثر من المشاكل الحياتية والظروف الضاغطة الصعبة سواء كانت مالية أو عاطفية أو تتعلق بفقد أحد المقربين يرفع فرص موت الجنين داخل الرحم بعد بلوغ الأسبوع العشرين "الإملاص" بمعدل مرتين ونصف مقارنة بالسيدات اللاتى لم تتعرض لتلك الأحداث المؤسفة.
وعلى الرغم من أن تلك الأزمات غالبا ً ما تكون خارجة عن إرادة الإنسان، إلا أن السيدات الحوامل يجب أن ينأوا بأنفسهم قدر الإمكان عن تلك المشاكل الشخصية والعاطفية، والتقليل قدر الإمكان من حدة القلق والتفكير السلبى والضغط العصبى الذى يتعرضون له جراء حدوث تلك المشاكل حتى يجنبوا أنفسهم المخاطر الناجمة عن تلك الأحداث الصعبة.
ويُعرف الإملاص بموت الجنين داخل الرحم فى الأسبوع العشرين من بداية الحمل أو أكثر، وعن نسب حدوث الإملاص، أشار المركز الوطنى للصحة والإحصاء بأمريكا إلى أن معدلات الإملاص فى عام 2006 الماضى ارتفعت لتصل إلى حالة وفاة واحدة للجنين بين كل 167 حالة ولادة.