نعم هو سؤال يستوجب طرحه بشدة وبقوة بين عقلاء هذا الوطن ومن يتحملون أمانة قيادته تحت أى مسمى ديمقراطى أو شورى أو مشروع إسلامى؟ أين كانت المسميات إلى أين تسيرون بمصر؟ إلى أن تكون واحة للحرية؟ أم أن تكون ساحة لحرب أهلية؟ وفوضوى تدميرية لخراب مصر؟
دعونا من الشعارات التى لن تشبع الشعب بدلا من توفير مقدرات الحياة اليومية والإعاشية، الشعب المصرى نضج وفهم ووعى ولم يصبح كما كان فى السابق يمكن الضحك عليه بمجموعة من الشعارات البراقة والتصريحات العنترية والتى تحمل فى طياتها حلو الكلام وفى تنفيذها إحساسا بالمر والعلقم.
تتلاحق الأخبار بسرعة غريبة وبالنفى أيضا لبعض التصريحات لكن فى الغالب لا ينطقون إلا بما يعتمل فى صدورهم، وهناك من هذه التصريحات مما يهدد أمن وسلامة الوطن وحياة المواطنين، ولا أدرى كيف تمر مرور الكرام دون المحاسبة طبقا للقانون الذى نحتاج جميعا إلى تطبيقه على الجميع دون تمييز ودون تفرقة حتى تستقيم أمور الدولة.
لا أدرى هل الأجهزة الأمنية تعى هذا الأمر وتربط الأحداث مع بعضها، أم أنها وسوسة شيطان يصور لى افتكاسات غير موجودة إلا فى عقلى المريض، قال القيادى فى حزب الحرية والعدالة عصام العريان إنهم سوف يستعينون بجيشهم عبر الحدود لمواجهة متظاهرى المقطم أو فى حالة الانقلاب على الشرعية، ثم فى نفس الفترة الزمنية دون فواصل تقرأ عن أثواب من الأقمشة التى يتم منها تفصيل الزى وملابس القوات المسلحة المصرية والقوات الشرطية، وهى فى طريقها إلى غزة عبر الأنفاق، فى نفس الوقت وبعدها بثلاثة أيام نقرأ عن القيام بضبط عشرة آلاف قطعة من ملابس القوات المسلحة فى مطار القاهرة، وهى فى طريقها إلى لبيبا، ثم أيضا تصريح آخر عن ضبط ما يقرب عن 500 كتافة (وهى تحمل عدد مختلف من الرتب التى تخص الجيش المصرى).
ثم ما تم التصريح به عن انتظار جماعة الإخوان لصوت النفير، ونحن نعرف بأن صوت النفير ما هو إلا إيذانا بانتظار وقوع حرب، كيف يمر هذا الحديث وهذه الضبطيات ولا يتم مكاشفة الشعب عما يدبر لمصر، وكيف يصبح الشعب غافلا فى قضايا ومعارك وهمية القصد منها صرف الأنظار عما يحاك ضدنا سواء من إخواننا فى الداخل أو من الخارج.
هل الكل مشارك فى هذه المؤامرة كلا حسب توجهاته وما هو مرسوم له للقضاء على مصر، بينما الشعب المصرى البسيط يواجه توجعاته وحسراته على ما آل إليه الحال.
أين نسير بك يا وطنى؟ إلى غياهب الجب وحياة الكهوف؟ أم إلى نور الدنيا علما وتقدما وصناعة وزراعة وتنمية وبناء ورخاء؟ إلى دمارك؟ أم إلى إعمارك؟ إلى عنف دموى وحرب أهليه؟ أم إلى حب ومصالحة وطنية؟ إلى التطلع إلى حياة ديمقراطية حقيقية؟ أم إلى فاشية دينية واستبدادية أبدية؟
من حقى أن أسأل أصحاب الرأى والمشورة وأهل الحكم فى مصر إلى أين تسيرون بنا وإلى أين نسير نحن بهذا الوطن، حقى الشرعى والدينى والوطنى فليس لى وطن سواه وهو إرث لأولادى وأحفادى يجب أن أحافظ عليه لهم، ولكل أولادنا وأحفادنا نحن أبناء شعب مصر الذى لا يملك من حطام الدنيا إلا سماءه يتلحف بها، وأرضا يفترشها وإلهاً فى عليائه ينظر إلينا ندعوه بكل التضرع ونسـأله أن يلطف بنا وينجى مصر من بحور دم قادمة لا ريب فيها نتيجة السياسة الحالية التى تدفعنا دفعا إلى ما لا يحمد عقباه.
أبناء جلدتى وقومى وأهل مصر الطيبين المؤمنين أصحاب كل الاتجاهات والأيديولوجيات والأجندات والمدبرين للمؤامرات إلى أين تسيرون بنا وبمصر؟
اشتباكات المقطم