قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، إن ثورة مصر لم تجلب فقط الاضطراب السياسى، ولكنها جلبت أيضاً فرصاً مربحة للمنقبين غير الشرعيين الذين يطاردون الكنوز الأثرية والذهب.
وأشارت "بى بى سى"، إلى وجود شهادات عدة من أناس يعيشون بالقرب من أهرامات الجيزة، بأن هناك ثقوبا كبيرة بدأت تظهر فى الأرض هناك منذ الثورة، وكشف التفتيش الخاص الذى قام به كاتب التحقيق "عليم مقبول" عن وجود أدلة على ما يتحدث عنه الناس، فعلى مقربة من مسار الصحراء، خلف كمية صغيرة من الأحجار الرملية، ومع مشهد الأهرامات يلوح فى الأفق، وجد حفرة عمودية كبيرة، وكان قطرها مترا ونصف على الأقل، ولا يمكن رؤية الجزء الأسفل منها، وعندما قام مقبول بإسقاط حجر لمعرفة مدى عمقها، فوجد أن صوت ارتطامه بالأرض يشير إلى أن الحفرة عميقة.
وفى مكان ليس ببعيد عن تلك الحفرة، كان هناك نفق، بدأ هذه المرة بمنحدر بسيط، فاستطاع مقبول الدخول فيه، وبالداخل رأى صحفى "بى بى سى" علامات الأدوات المستخدمة للحفر فى الصخور قبل أن ينخفض النفق لعمق كبير للغاية.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية، عن أسامة الشيمى، عالم الآثار المسئول عن الموقع، قوله، "من الواضح أن الناس يحفرون لإيجاد الكنوز الأثرية، والناس يحلمون عندما يحفرون بأن يجدوا الذهب تحديداً، وأن يصبحوا أثرياء بشكل سريع".
وتابع "الشيمى"، أنه لأمر خطير التعامل مع الأشخاص المسئولين عن أعمال الحفر هذه لأنهم فى الغالب يحملون أسلحة".
وتتابع الصحيفة قائلة، إن التنقيب غير القانونى لا يحدث فقط فى الجيزة، لكن فى منطقة دهشور، التى تبعد ساعة عن القاهرة والقريبة من موقع هرم سنفرو، تبدو بعض المناطق كمشهد قمرى محفور، بسبب تركيز الثقوب التى تم حفرها.
وقام المسلحون بمهاجمة المخازن فى مدن أخرى قريبة فى سقارة وأبو صير ويحصلون على الآثار من الحفريات، لكن نظراً لأن هذه الآثار ليست مسجلة بعد ولا يزال يتم دراستها، فإن أحداً لا يعلم ما عدد الآثار التى تم سرقتها.
وأوضحت "بى بى سى" أن بحثها فى حجم المشكلة قادها إلى جنوب مصر أيضاً، إلى الأقصر، وبالقرب من منطقة وادى الملوك والمعابد العديدة، تتشبع الأرض بالثروات الأثرية، لكن على مدى العامين الماضيين كانت الشرطة مشغولة بالحالات الكثيرة لأشخاص يحفرون بحثاً عن الآثار، كما أطلعت قوات الأمن صحفى الإذاعة البريطانية على لقطة فيديو استثنائية التقطوها لشبكة واسعة من الأنفاق التى تم اكتشافها.
وفى الأقصر، يبدأ الحفر عادة داخل مجمع قريب من المواقع القديمة، أو حتى داخل منزل لجعل اكتشافه أصعب.
ونقلت "بى بى سى" عن رئيس شرطة السياحة والآثار فى الأقصر، حسنى حسين، قوله، إن أعمال الحفر غير القانونية تحدث دائماً، لكنها زادت منذ الثورة، حيث يعتقد مرتكبوها أنه لا يوجد أمن، إلا أن رئيس الشرطة قلل من أهمية المشكلة واستبعد احتمال أن يكون هناك أنفاق أخرى لم يتم اكتشافها، وأضاف أنه لم يتم سرقة أى شىء فى البلاد، إلا أن "بى بى سى" ترد على ذلك بالقول، إن هذه ليست القضية، كما أنه ليس من الصعب إثبات هذا.
فنظراً لأن أعمال الحفر دون حسيب أو رقيب ليست قانونية فى مصر، فإن هناك الكثير من تجار السوق السوداء الذى يتعاملون فى الآثار فى القاهرة.
من جانبه، يقول البروفيسور كنت ويكس، أستاذ المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن سرقة الآثار موجودة فى مصر منذ الزمن القديم، إلا أن العامين الماضين شهدا زيادة كبيرة فى هذا الشأن، مع تراجع قدرة الحكومة المركزية على السيطرة على المواقع الأثرية، فأصبحت المشكلة أكبر من ذى قبل.
ويعتقد ويكس أن الأمر يعود جزئياً إلى أسباب اقتصادية، ويوضح أن المصريين خلال العام الماضى بدأوا يفهمون القيمة المالية للآثار، ومنذ الثورة لم تعد الشرطة قادرة على القيام بوظيفتها بفعالية.
ويعتقد ويكس أن الأمر المفقود اليوم هو السياق التاريخى والأثرى للقطع الأثرية، وهو ما يرى أنه أكثر قيمة من الآثار ذاتها، مشيراً إلى أن اللصوص سيحافظون على هذه الآثار لأنها ستدر عليهم أموالا كثيرة.
"بى بى سى": الثورة المصرية أزهى عصور سرقة الآثار.. مراسل الإذاعة البريطانية يرصد الحفر والأنفاق العميقة فى المواقع الأثرية بالجيزة والأقصر.. وعالم مصريات: السرقة تضيّع السياق التاريخى لها
الخميس، 28 مارس 2013 11:24 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صادق حسين
عندنا ناس في المنيا
عدد الردود 0
بواسطة:
hossam
شىء عجيييبب ومستفز
عدد الردود 0
بواسطة:
دراجونوف
أقطعوا رأس الأفعى ودعكم من الذيل