افتتحت أمس الأربعاء، الدورة السادسة من المهرجان القومى للمسرح، حيث سيطر على حفل الافتتاح كثير من الأخطاء، وحضر قليل من النجوم، وأثار سوء التنظيم والتأخر فى موعد الافتتاح استياء الكثيرين، خاصة فى ظل وجود اعتراضات ووقفات احتجاجية من قبل فنانى المسرح من الشباب، اعتراضًا على "أخونة المسرح"، وعلى إقامة المهرجان من الأساس بهذا الشكل.
كان عدد من شباب المسرحيين الذين أطلقوا على أنفسهم "مسرحيين شرفاء من أجل مصر"، نظموا وقفة أمام قاعة الاحتفال الكبرى بدار الأوبرا، ورفعوا لافتات ضد "أخونة المسرح"، وضد إقامة المهرجان، ووزعوا بيانا موجها للدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة قائلين فيه: "إزاء إصرار المسئولين عن الدورة السادسة للمهرجان القومى للمسرح على إقامته فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به البلاد، وبهذه الطريقة التى نراها مهينة للحركة المسرحية وصناعها، نتقدم لسيادتكم بهذا البيان الشامل لعدد من الخروقات التى حدثت، ومازالت تحدث، ومنها عدم الإعلان عن التقدم للمهرجان من خلال الصحف الرسمية، وهو ما يجعله باطلا، بالإضافة لإلغاء الجوائز المادية، مع اقتصار ميزانية المهرجان على مكافآت لجان المهرجان، واختراق لائحة المهرجان بقبول عروض تتعارض مع بنود اللائحة، وذكر البيان العديد من الخروقات والمخالفات للائحة المهرجان".
وسط هذه الاعتراضات الموضوعية والحقيقية، جاء الوزير ورئيس المهرجان ومديره وعدد قليل جدًا من المسرحيين النجوم، وافتتحوا الدورة، وكأنهم يقولون للمسرحيين الشباب الرافضين للمهرجان "موتوا بغيظكم"، وهذا حدث ضمنيًا فى الكلمة التى قالها مدير المهرجان ماهر سليم مدير البيت الفنى للمسرح، والذى يواجه انتقادات شديدة بسبب أدائه منذ توليه رئاسة البيت الفنى للمسرح، وتراجع الحركة المسرحية.
وتساءل جميع من حضر المهرجان أين النجوم؟ وأين المسرحيون الشباب؟ وكان الجميع يتحسر على المهرجان الذى كان فى عهد الدكتور أشرف زكى مكتظا بالنجوم، مثل محمد هنيدى وأحمد السقا وأحمد حلمى ومنى زكى، وجميع المسرحيين، وكان المهرجان عرسا مسرحيا ينتظره الجميع.
هذا إلى جانب الأخطاء التى وقعت فيها مقدمة الحفل، المذيعة سماح عبدالرحمن، والتى خلطت ما بين أستاذ مُحاضر (بضم الميم) وأستاذ مَحاضر (بفتح الميم)، الأمر الذى أثار ضحك الحضور، بالإضافة للجلجة والتأتأة، وعدم القراءة الصحيحة لما هو مكتوب أمامها فى الورق أثناء التقديم.
الافتتاحية التى قدمت بعنوان "ما الدنيا إلا مسرح كبير"، فكرتها جيدة، ولكن تنفيذها، والمشاركون فيها، كانوا غير محترفين، وكثرت الأخطاء، ومحاولة إثارة الضحك من خلال خروج عدد من فنانى المسرح المصرى ورواده من صندوق مثل يوسف وهبى ونجيب الريحانى ومارى منيب وعادل خيرى وإسماعيل ياسين وشويكار وفؤاد المهندس وعادل إمام ومحمد صبحى، ولكن الذين قاموا بتجسيد تلك الشخصيات كانوا يهتمون فقط باستجداء الضحك، بالإضافة لأخطاء بالموسيقى، وقطعها فى منتصف الاحتفالية لأكثر من مرة.
تكاد تكون الحسنة الوحيدة فى الافتتاحية، الكلمة التى ألقاها الدكتور أحمد عبدالحليم، رئيس المهرجان، وكلمة الكاتبة والناقدة والمخرجة نورا أمين حول افتتاح المركز المصرى للمعهد الدولى للمسرح، وهو ما يعد خطوة جيدة جدا، ربما يكون بها الكثير من الإثراء والحراك لحركة المسرح المصرى.
وكرم المهرجان فى افتتاحه أمس عددا من المسرحيين، منهم الفنان الكبير نبيل الحلفاوى والكاتب والمخرج المسرحى والناقد رأفت الدويرى والناقد والمخرج كمال عيد والفنان على سعد والفنانة التشكيلية سكينة محمد على واسم الراحلين كمال ياسين وهناء عبدالفتاح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة