إيكونوميست: مصر تواجه الانهيار الاقتصادى ما لم يشكل مرسى حكومة أوسع تتخذ قرارات صعبة ولكنها ضرورية.. لا يجب أن تستمر البلاد فى الانحراف الاقتصادى حتى إجراء الانتخابات البرلمانية

حذرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية من استمرار الانهيار الاقتصادى فى مصر ما لم يقم الرئيس محمد مرسى بتشكيل حكومة أكبر تقوم باتخاذ القرارات الصعبة الضرورية.

وتحدثت المجلة البريطانية فى إحدى افتتاحيات عددها الجديد عن الأوضاع الاقتصادية الراهنة فى مصر، واختارت لها عنوان "إنها السياسة يا غبى"، فى محاكاة للعبارة الأمريكية الشهيرة إنه الاقتصاد يا غبى، والتى استخدمها الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فى حملته الانتخابية عام 1992 للدلالة على أهمية الاقتصاد.

وتقول "إيكونوميست" إن كل نقاط المؤشر الاقتصادى فى مصر تشير إلى متاعب، فالعملة انخفضت بمقدار 10% منذ يناير الماضى، وارتفعت البطالة لتصل على 20%، وتراجعت البورصة هذا العام بنسبة 10%، والسياحة التى توفر 12% من الدخل القوى المصرى قد تبخرت، وتقلصت الاستثمارات الأجنبية تماما، وتضاءل الاحتياطى الأجنبى، وهرب أغلب رجال الأعمال البارزين فى مصر خشية اتهامهم بالتواطؤ مع مبارك، وتهدد الحكومة بالتراجع عن عدد من صفقات الخصخصة، فى حين ترتفع أسعار الغذاء فى وقت تنفق فيها الأسر أكثر من نصف دخلها على الطعام.

ورصدت الصحيفة مشكلة مصر مع صندوق النقد الدولى من أجل الحصول على قرض قيمته 4.7 مليار دولار، وتأجل المفاوضات كثيرا بسبب مطالبة الصندوق بوقف دعم الغذاء والوقود الذى يستنزف الميزانية المصرية، لكن الحكومة المصرية خوفا من أن تتراجع شعبيتها بشكل أكبر، ترفض اتخاذ قرار بشان قطع الدعم، كما أن الحكومة ليس لديها الاستعداد أو السلطة لتنفيذها، فالانتخابات التى كانت مقررة الشهر المقبل تم تأجيلها. ولو كانت مصر محظوظة، فإن التصويت سيسفر عم حكومة ذات تفويض أقوى إلا ان البلاد لا يجب أن تستمر فى الانحراف حتى هذا الوقت.

وأكدت الصحيفة على أن مصر فى حاجة إلى حكومة تستطيع أن تقوم باتخاذ قرارات صعبة، وللوصل إلى ذلك، فإن على مرسى أن يختار فريقا جديدا من الوزراء من طيف أيديولوجى أوسع بكثير مثل التكنوقراط والعلمانيين وأيضا من الإسلاميين، فهؤلاء ربما يتشاركون فى الازدراء الذى سيسفر حتما عن إجراءات مطلوبة للتعامل مع صندوق النقد وجعل الاقتصاد يعمل.

وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأنه بدون أشخاص راغبين فى وضع بلادهم قبل مصلحتهم، فإن مصر تواجه الانهيار الاقتصادى.