أحمد ماهر

أكانت ثورة أم هوجة؟

الخميس، 28 مارس 2013 07:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت أحداث الثورة العرابية بعد التمييز ضد الضباط المصريين داخل الجيش الصرى فى 1881 وبداية تحرك الضباط المصريون للمطالبة بحقوقهم والمطالبة بالمساواة مع الضباط الشركس والأتراك داخل الجيش المصرى.

وعقب احتدام الخلاف بين عرابى والخديو بعد مؤامرة الضباط الشركس وإصرار الخديو على تخفيف العقوبة، قررت الوزارة الوطنية فى ذلك الوقت فى عام 1882 الاحتكام لمجلس النواب، ودعا مجلس النواب للاجتماع العاجل رغم أن الدستور ينص على أن الخديو فقط هو من يدعو مجلس النواب للانعقاد.

ولبى أغلبية النواب الدعوة وحضروا للقاهرة، ولكن كان الصدام قد بدأ بين عرابى من جانب وبين الجيوش الأجنبية ويساندهم الخديو حاكم مصر من جانب آخر.

ومع تسارع الأحداث فى ذلك المناخ الثورى عام 1882م وعدم اعتراف الخديو بمجلس النواب تشكل ما يسمى بالمجلس العرفى فى ذلك الوقت، وكان به تمثيل حقيقى لكل المصريين، وتم عقد الجمعية العمومية فى مبنى وزارة الداخلية فى ذلك الوقت، وكانت تمثل النواب والأمراء وشيخ الأزهر وكبار العلماء وشيوخ الطرق والقضاة والتجار والأعيان، وطالبوا الخديو بالرجوع عن قراراته، فرد الخديو بعزل عرابى، فتشكلت جمعية عمومية أوسع تضم السابق ذكرهم بالإضافة لنقيب الأشراف وبطريرك الأقباط وحاخام اليهود، وأعلن الاجتماع عن اعتبار الخديو عاصيا وخارجا عن الشرعية وأحكام الشرع الحنيف والقانون المنيف لانحيازه لجيش محارب للبلاد.

وكانت من مطالب الثورة الرقابة على ميزانية الحكومة الخديوية من المجلس النيابى المنتخب فى ظل دستور جديد ينظم العلاقة بين الخديو والحكومة والشعب ومجلس النواب، وكان الدستور الذى بدأ إعداده فى 1881 وصدر فى فبراير 1882 به مواد وقيم ومبادئ تعد الأولى فى المنطقة وتضاهى دساتير أوروبا فى ذلك الوقت.

وكان دستور 1882 يرسخ دعائم الدولة المدنية الحديثة، وكان ناتجا عن ضغوط ثورية بدأها عرابى ورفاقه ونخبة المفكرين والإصلاحيين فى مصر، وشتان بين العسكر فى ثورة عرابى 1881 وبين دور العسكر فى 2011 وما قبلها من دعم نظام مبارك أثناء فترة حكمه ودعمهم أيضا لاستمرارية نفس منظومة الفساد بعد رحيل مبارك إلى أن تورطنا فى الكارثة الحالية.

ففى 9 سبتمبر 1881 احتشد أكثر من 4000 جندى بكامل عتادهم وأسلحتهم بميدان عابدين فى مشهد مهيب تجمع الناس ليشاهدوه، وانضم حرس الخديو للجيش الثائر، وبعد الحوار الشهير الذى درسناه جميعا فى حصص التاريخ، رضخ الخديو وشكل وزارة الثورة برئاسة محمد شريف باشا الذى يطلق عليه أبو الدستور المصرى.

وبعد مفاوضات بين شريف باشا وعرابى تم تشكيل الحكومة الثورية، وانصبت تلك المفاوضات على أخذ وعود من عرابى بعدم تدخل العسكر فى السياسة.

ووعد عرابى بعدم تدخل العسكر فى السياسة، وكرر الوعد أمام ضباط الجيش بعدها بأيام، فكانت الحكومة الثورية ثم انتخابات مجلس النواب ثم عرض مشروع الدستور أو اللائحة الأساسية كما كان يطلق عليه وقتها ثم إقراره فى فبراير 1882.

وحدث بعض الخلاف حول طريقة الرد على القوى الغربية التى كان لديها ملاحظات على الدستور بسبب وجود رعايا أجانب يعيشون فى مصر يرغبون فى ضمان حقوقهم، فكان شريف باشا أكثر ميلا للرد السياسى الدبلوماسى، ولكن عرابى بدأ فى حملة داخل مجلس النواب لفرض بعض الشروط، فاستقال شريف باشا بعد أن اعتبر عرابى ينكص عن وعوده، وأن العسكر بدأ يتدخل فى العمل السياسى، وأن هناك من يسعى لتشكيل حزب العسكر وحكومة العسكر، وتشكلت الوزارة الثورية الثانية بقيادة البارودى التى تم اعتبارها وزارة عسكرية بالفعل.. وتتابعت الأحداث إلى أن كان الاحتلال البريطانى لمصر فى 14 سبتمبر 1882 ثم تعليق العمل بالدستور وغياب مجلس النواب والحياة النيابية فى مصر لمدة 40 عاما، إلى أن كانت ثورة 1919 التى كان من نتائجها عودة العمل بالدستور وعودة الحياة النيابية لمصر، ويعود الحق للنواب فى إقرار ومراقبة الميزانية فى مصر.

وهذه الوقائع الثورية نستطيع أن نخرج منها بالكثير من النتائج، خصوصا مع التشابه والتكرار لبعض الأحداث فى الوقت الحالى، فهناك مثلا بعض المؤرخين الذين يعتبرون أن الثورة العرابية باءت بالفشل الذريع على شتى الأصعدة، وأنها كانت مجرد هوجة فاشلة وليست ثورة، فبعض وجهات النظر ترى أن سلوك عرابى غير المرن وغير السياسى أدى إلى الاحتلال الذى وأد الحياة الدستورية والنيابية فى البلاد لمدة 40 عاما، وهناك العديد من التشابه أيضا فى تحليل الأحداث وقتها، فإن كان البعض اعتبر الثورة العرابية بداية الحركة الوطنية فإن الكثير من الكتابات التى تلت الثورة العرابية كانت على النقيض وحملت عرابى مسؤولية الاحتلال البريطانى، وبعض المؤرخين يعتبرون تدخل عرابى فى الحياة السياسية بداية تدخل العسكر فى السياسة، بل إن بعض الكتابات بعد نفى عرابى ألقت اللوم على عرابى فى كل شىء، وكانت هناك بعض العبارات التى انتشرت فى ذلك الوقت، مثل هو كان إيه لازمتها الثورة واستفادنا منها إيه، ما إحنا كنا عايشين كويس ومفيش مشاكل، وهى عبارات أصبحنا نسمعها الآن للأسف بسبب فشل الرئيس مرسى فى إدارة البلاد، بل إن الثوار أنفسهم فى المنفى اختلفوا اختلافا شديدا، وكان هناك شبه قطيعة بينهم رغم وجودهم سويا فى المنفى بعيدا عن مصر، وكانت هناك كتابات ورسائل منهم ضد بعضهم البعض، وكانت هناك نبرة تخوين أو تحميل المسؤولية للآخر، ويبدو أن الانقسام والتخوين وإلقاء اللوم على الآخر عادات مصرية قديمة، وهناك العديد من الكتابات والروايات التى ذكرت أن عرابى نفسه عندما عاد إلى مصر قبل وفاته عامله الكثيرون بجفاف وشدة وحملوه هو وثورته مسؤولية الخراب فى مصر الذى أتى على مصر بعد الثورة العرابية أو الهوجة كما أطلقوا عليها.

ما أشبه الليلة بالبارحة.





مشاركة




التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

على برهان سفير سابق

ما حدث فى 25 يناير هو بالتأكيدخراب بيوت و هوجة و أنت أحد أسبابها يا فالح !

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

إهــداء للثائر أحمــد ماهـر

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

إيه رأيك فى الهدية

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود بسيونى محمود

لو تملك الشجاعة قول الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد السعيد

6 ابريل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود أمين

جباااار!

عدد الردود 0

بواسطة:

mazen

لم تكن ثورة ولا هوجة ،كانت نتيجة لاثر التطور التكنولوجى على امخاخ الهمج !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد جمال

لسه الامانى ممكنة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة