إن ما يُدمى قلبى أثناء مشاهدة التلفاز ومتابعة الأخبار اليومية هى كميات الدماء التى تنسكب أرضاً من مصريين خرج بعضهم البعض ليستهدف كل منهما الآخر، فلا لوم عليك إن أرقت دم أخيك المصرى مقابل فيديو إعلامى رخيص يوضع على اليوتيوب أو يُذاع فى إحدى الفضائيات.
كأن حرمة الدم المصرى لا مكان لها فى العقول، المهم هو التعبير عن الغضب وإثبات أن من يقف أمام تقدم مصر هى فئة بعينها من خلال إراقة دم هذه الفئة، فانسكاب الدماء من الأجساد يعنى لهؤلاء الأغبياء أن مصر تتطهر من مُعيقى تقدمها، وأن شهداء الثورة الآن تستريح أرواحهم طالما هناك غضب فى البلاد قائم .
وأصبح فى عُرف المظاهرات الضالة أن المظاهرة التى تنتهى دون دماء تسيل تعتبر مظاهرة لم تحقق أهدافها بعد، وأن من قام بتلك المظاهرة ليس بالثورى ولا النضالى، وأصبحت المظاهرات الآن تتجرد من الشعارات واللافتات فلا وقت للكتابة ولا وقت عند المشاهد للقراءة، لون الدم الأحمر هو خير وسيلة للتعبير، وفى السنوات المُقبلة سوف يفتخر المتظاهر بعدد اللِترات التى سَكبها وسُكبت منه فى تاريخه النضالى.
المظاهرات التى تتصف بما سبق من السهل على أى حكومة فى العالم إثبات أنهم مجموعة من الخارجين عن القانون أو البلطجية، بل الأعظم من ذالك أن مطالب تلك المظاهرة تضعها الحكومة فى مسودة المطالب غير واجبة التنفيذ، ولا يتم إلقاء القبض على هؤلاء لأنهم سوف يأتون للحكومة بمطالب أخرى فى مظاهرات أخرى لن تنفذها الحكومة أيضاً فهؤلاء يُخففون من مسئوليات وأعمال الحكومة، ووجودهم داخل الدولة وهم يتظاهرون بطريقتهم هذه يعنى ترويج غير مباشر للحكومة فى الداخل ومناخ ديمقراطى حضارى بالنسبة للرأى العام العالمى فى الخارج.
المظاهرات السلمية هى أشد مضاضة على الحكومات من المظاهرات الدموية إن نادى بها أغلب طوائف الشعب ولا يشترط بها كثرة العدد لكن تنويع الطوائف مع السلمية يجعل الحكومات تنتفض ضجراً وتلجأ الحكومات لعمل حوار فورى لكى تنفذ المطالب أو جزء منها، لكن الغريب أن الحكومات تنادى بحرارة المعارضين للمظاهرات السلمية وبالطبع المعارض لا يستجيب بصفته معارض للحكومة ويستمر فى مظاهراته الدموية مما يحقق ما يسمى بالمعارضة غير الفعالة.
وفى مصرنا الحبيبة يقتل المصرى أخيه المصرى فى المظاهرات بدعوى حرية التعبير وظنناً منهم أنهم إن ماتوا فهم شهداء فى سبيل هذا الوطن وإن قََتلوا أشخاصاً مخالفين لهم الرأى فقد حموا البلاد من فساد رأى هؤلاء، ولا أجد فى النهاية اختلافاً للأحزاب أو الآراء لكن أجد أن القاتل مصرى والمقتول أيضاً مصرى، وللأسف يقتل بعضنا بعضاً لأتفه الأسباب .
نسى هؤلاء أن حرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة ونسوا أيضاً حديث البخارى { عن أبو بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصاً على قتل صاحبه" فلماذا ندخل أنفسنا النار بأيدينا ولماذا نخرب بلدنا خلفنا ولماذا نهدى الأعداء أرواحنا دون أدنى مجهود منهم ؟؟؟
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله صقر ( الحوار المتمدن )
أنا السحول
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله صقر
الدم مصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح عبيدة
انا المسحول
لية نبيع كرمتنا بلفلوس