وسط حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها البلاد خلال الفترة الجارية، بدأ العديد من القوى السياسية والوطنية التشكيك فى قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة أعمال العنف، والسيطرة عليها، وعدم قدرة جهاز الأمن الوطنى على ممارسة عمله فى التحرى وجمع المعلومات، وملاحقة العناصر التى تقف خلف العديد من أعمال العنف والفوضى بين صفوف النظام الحاكم أو قوى المعارضة، بما يؤكد تهميش هذا الجهاز المعلوماتى الكبير الذى كان يقود جميع الأجهزة الأمنية، والاستخباراتية قبل ثورة 25 يناير 2011.
وأكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ«اليوم السابع» أن جهاز الأمن الوطنى تعرض لأكبر عملية تهميش طوال تاريخه، خاصة أنه مازال يعانى من نقص الإمكانيات والكفاءات الفنية والإدارية، بعدما تم سحب العديد من الصلاحيات والاختصاصات المهمة منه لصالح أجهزة أخرى، أكثر كفاءة وقدرة على جمع المعلومات، مشيرا إلى أن جهاز الأمن الوطنى الحالى لن يتمكن من ممارسة دوره بكفاءة وفاعلية، لنقص أعداد الضباط العاملين به بشكل واضح، وتقليص عدد الإدارات التابعة له فى المحافظات، بشكل أعاق دوره فى التحرى وجمع المعلومات بكفاءة، إلى جانب اعتماد القيادة السياسية بشكل واضح على تقارير أجهزة أمنية بديلة خلال الوقت الراهن، تؤدى نفس الأدوار التى كان يقوم بها أمن الدولة فى الفترة الماضية، على رأسها جهاز المخابرات العامة، وهيئة الرقابة الإدارية.
وأوضحت المصادر أن جهاز الأمن الوطنى مازال يتعامل مع رئاسة الجمهورية من خلال وزارة الداخلية بشكل غير مباشر، على عكس العديد من الأجهزة الأخرى التى ترسل تقاريرها إلى رئيس الجمهورية مباشرة، دون الحاجة إلى وسائط، الأمر الذى تراجعت معه أهمية تقارير جهاز الأمن الوطنى لدى الدكتورر محمد مرسى رئيس الجمهورية، على عكس الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى كان يعطيها اهتماما خاصا، طوال فترة بقائه فى السلطة، مؤكدين أن خطة إعادة هيكلة جهاز الأمن الوطنى تعطلت، بعد تولى اللواء محمد إبراهيم مسؤولية وزارة الداخلية، وساهم فى ذلك أحداث الاضطراب التى تشهدها البلاد خلال الفترة الجارية.
ومن جانبه أكد «م - ع» ضابط بجهاز الأمن الوطنى، أن الجهاز يؤدى دوره بكفاءة عالية خلال المرحلة الحالية، ولا يدخر جهدا فى توفير المعلومات والتقارير الأمنية كافة لمختلف جهات صنع القرار فى مصر، باعتباره منوطا به جمع المعلومات والتحرى فقط، دون أن يكون له دور تنفيذى واضح فى التحقيقات، أو مكافحة أعمال العنف التى تقع بين الحين والآخر، لافتا إلى أن عناصر الأمن الوطنى تؤدى عملها بحياد تام، دون التحيز لطرف على حساب الآخر فى جميع التقارير التى ترصدها، سواء عن أداء من هم فى النظام الحاكم أو المعارضة، مؤكدا أن الأمن الوطنى لن يكون أداة النظام فى قمع المعارضة أو تتبع أخطائها، ورصد تحركاتها الشاذة، كما كان يفعل جهاز مباحث أمن الدولة خلال النظام السابق.
وأشار الضابط الذى رفض نشر اسمه لحساسية منصبه، أن جهاز الأمن الوطنى يرصد معلومات وتقاير خطيرة تخص الأوضاع الجارية، ولكنه لا يعلن عنها ولا يتعامل مع وسائل الإعلام بشكل مباشر، لحساسية موقفه، حتى لا يتعرض للنقد والهجوم عليه كما كان يحدث مع جهاز أمن الدولة، قائلاً: ليس صحيحا ما يردده البعض أن الأمن الوطنى تم تجميد نشاطه بالكامل، وأصبح دوره مقتصرا على متابعة الأخبار من صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعى، حيث ما زال الجهاز يقوم بدوره على أكمل وجه خلال المرحلة الحالية، إلا أن جزءا من خطة عمل الجهاز، أن يبقى بعيدا عن الأضواء ويعمل فى صمت دون الحديث عن إنجازاته أو الإعلان عنها وكشف تفاصيلها فى وسائل الإعلام.
ومن جانبه قال اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى، إن جهاز الأمن الوطنى يقوم بنفس مهام جهاز أمن الدولة المنحل، فيما عدا الشق السياسى، الذى كان يستهدف الجماعات الدينية ووسائل الإعلام والأحزاب، حيث تضاءلت تلك المهام على حساب جمع المعلومات والتحرى لمواجهة الأزمات والمشكلات الكبرى، لافتا إلى أن جهاز الأمن الوطنى الآن يعمل فى صمت لصالح أجهزة وزارة الداخلية المختلفة، ويعرض تقاريره بشكل دورى على وزير الداخلية ورؤساء الإدارات الشرطية المختلفة وقطاعات الأمن.
وأشار قنديل إلى أن السبب الأول وراء اختفاء الأمن الوطنى عن الأضواء خلال الفترة الجارية هو انعزاله عن الأنشطة السياسية بشكل واضح، وتوقفه عن ملاحقة أشخاص أو جماعات بعينها، حيث يعمل الآن بطريقة أشبه بجهاز المخابرات العامة أو الحربية، حيث تعمل تلك الأجهزة فى صمت دون أن يكون لها أى دور سياسى معلن.
ولفت قنديل إلى أن أجهزة التحرى وجمع المعلومات يجب أن يكون هناك تنسيق كامل بينها من أجل خدمة الوطن، دون إيثار أى جهاز معلوماتى على المعلومة دون إمداد الأجهزة الأخرى بها، مؤكدا أن التنافس بين هذه الأجهزة لابد أن يكون محدودا وفى نطاق ضيق جدا حتى لا يطغى على دورها الأساسى فى حماية الأمن القومى للوطن، قائلاً: أجهزة جمع المعلومات الدولية تنسق بشكل كامل فيما بينها، مثل «cia» و«fbi» ويعقدون اجتماعات دورية بينهم بشكل مكثف لمواجهة أى أزمات أو طوارئ.
لغز اختفاء جهاز الأمن الوطنى.. تراجع دور الأمن الوطنى بأوامر رئاسية.. ومصادر: الجهاز تعرض لأكبر عملية تهميش ويعانى نقص الإمكانيات والكفاءات الفنية
الأربعاء، 27 مارس 2013 09:09 ص
د. محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الخديوي
كلام مرسل يحتمل الصواب والخطأ
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
كل التحيه
كل التحيه لرجال الامن الوطنى قادة الثوره المضادة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
الصوره مناسبه جداا للموضوع (الراجل بيقرأ الفاتحه علي جهاز الامن الوطني)
,,,,,
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
ههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
السقوط للهاوية
السقوط للهاوية
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد طالبانى
الامن الوطنى تحصص واحترف فى عد انفاس الاسلاميين وقتلهم وسحلهم والمشاركة فى نهب مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
خديعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام المصري
خالص التحية والتقدير لرجال الامن الوطني
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماعيل دسوقى
لرقم 7 انت ملكش حل : و مفيش حل للغز المشير و عنان و السيسى الا هذا الكلام :
اؤيد كلامك بشدة
لانة مفيش كلام تانى غير كدة