د.محمد فؤاد أبو العز يكتب: عزيزى البنى آدم.. اقلع من فضلك!

الأربعاء، 27 مارس 2013 12:00 م
د.محمد فؤاد أبو العز يكتب: عزيزى البنى آدم.. اقلع من فضلك! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الكاتب الأمريكى براين تريسى: إن لم يكن ما تفعله الآن يقربك من أهدافك، فإنه بالضرورة يبعدك عنها. فلتسمح لى إذن عزيزى القارئ أن أطلب منك أن – تتحول – إلى بنى آدم فقط بدون لون أو جنس أو اهتمام سياسى.. فقط كونك بنى آدم.. ولتتحملنى عندما أقول لك.. اقلع من فضلك.. ولكن لا تفهمنى غلط.. أقصد اقلع عن عينيك نظارة فصيلك السياسى أو عقيدتك الفلسفية وإن لم ترتدِ النظارة فيمكن الاستغناء عن اللينسز – سيدتى القارئة – حتى نحكم على الأمور كما هى فى الحقيقة.. الحقيقة العارية – قلعت هيه كمان – المهم نشوفها!!

أيًّا كان انتماؤك أو جنسك أو دينك فكما أعتقد أنك تهدف إلى السعادة فى الحياة وفى وطنك.. وفى وطن كمصر.. فأنت تحارب لتصبح وتمسى بخير، مجرد أن تحيا أساسا فى مصر أصبحت مغامرة محفوفة بالمخاطر ناهيك عن أن تذهب لعملك وتعود دون خطف أو تحرش أو سرقة أو... أو... أو...

دعنا نتفق أن هناك مبادئ إنسانية يتفق عليها جميع الكائنات الحية تقريبا.. ريثما الكائنات – المفروض – أنها الأرقى.. البنى آدمين.. مثل الصدق – الرحمة – الأمانة - وكذلك رفض مقابلاتها من الكذب والعنف والقتل والخيانة وما شابه..!!

ولتقم بهدوء ولوحدك بتطبيق هذه المعايير العارية المجردة على كل فصيل سياسى تراه أمامك على الساحة أو على كل شخص من السياسيين والإعلاميين والشخصيات العامة.

اتفقنا فى البداية على أنك قد خلعت انتمائك السياسى.. وستقوم بالحكم على الجميع مجرداً من هواك النفسى وميلك الشخصى.. فنحن بالطبيعة لدينا – ملح – العنصرية فى حياتنا بكل خطواتها.. من ولد وبنت ومسلم ومسيحى وشاطر وخايب وغنى وفقير ووصولا بأهلاوى وزمالكاوى.

ملحوظة هامة..تحتاج إلى بعض الأدوات قبل أن تدخل فى التجربة.. ورقة بيضاء – قلم رصاص- أستيكة – عقل وقليل من التفكير الهادئ ونبذ العنصرية..

معلومة هامة.. قد يكون معظم أو بعض أو كل ما تعتقد أنه مستقر فى وجدانك.. كلام فارغ أو كذب فى كذب وتخيلت أنه الحق المبين الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. فتأهب للمفاجأة حتى لا تنصدم عاطفيا فى نهاية التجربة..) تذكر مثلا فى طفولتك وأنت تعتقد أن أباك هو الرجل الأعظم والأغنى فى العالم أو أن مثلك الأعلى هو الإنسان الأمثل على ظهر الأرض).

دعنا نفكر سويا بتجرد أن الكذب صفة سيئة للغاية.. لا يجوز لإنسان يتمتع بكامل آدميته أن يكذب فهو فعل مقبح فى كل الشرائع وكل الثقافات..

تخيل نفسك وقد وعدت ولدك بأنك سوف تجلب له الحلوى فى الصباح.. ويأتى الصباح وأنت لم تأت بها.. فأمامك حل من اثنين أن تعتذر له وتتحمل مسئولية خطأك وتصلحه أو تكذب قائلا: ما لقتش..!!

مرة فى مرة إن كررت كذبك سوف تعتاده، وسيصبح تأنيب ضميرك أقل.. لكنك لن تستطيع تحويل الكذب إلى حقيقة.. مهما كررتها أنت أو غيرك.. فهى فى النهاية كذبة.. والكدب مالوش رجلين.. حتى لو كان اللى بيكدب بيروح...مارينا!

إخلاف الوعد.. ويعتبر نوعا من الكذب..لأنك إن وعدت فهو دين فى رقبتك وإن لم تفعله فأنت خائن للوعد وخائن للأمانة..وهى أيضا من الصفات المرفوضة..وإن كنت مسلما فستجد فى أحاديث الرسول الكريم وآيات القرآن الكريم ما أنت أدرى به منى من نهى عن الكذب والخيانة وعن صفات المنافقين، وإن كنت مسيحيا سوف تجد فى الإنجيل ما يرفض الكذب والخيانة وكل هذه الصفات الذميمة..

أمسك الورقة والقلم واكتب اسم عشرين شخصا سياسيا فى مصرفى جدول رأسيا.. واكتب فى الخانات الأفقية كذاب منافق مخلف الوعد..وهكذا ولتضع علامة أمام كل من قام بفعل تنطبق عليه هذه الصفة بدءا من رئيس الجمهورية والوزراء ورموز المعارضة والمشاهير فى الشاشات الفضائية من سياسيين يملأون الشاشات ليلا ونهارا.

احكم بنفسك وبالحقيقة المجردة.. ربما تجد فرصة للتغيير لم تستطع أن تحققه من قبل!

واسأل نفسك فى النهاية من المسئول عن عدم تحقيقك لأهدافك؟
من المسئول عن فشل الثورة فى تحقيق أهدافها؟
من المسئول عن الوضع الراهن الذى وصلنا إليه؟
من المسئول عن الخوف المزروع داخل قلبك على مستقبلك ومستقبل أولادك؟
من المسئول فى هذا الوطن؟
اسأل نفسك وأجب..بصراحة وصدق من فضلك!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة