د.حسن صادق هيكل يكتب: أمريكا والقضايا العربية الضائعة

الأربعاء، 27 مارس 2013 10:14 م
د.حسن صادق هيكل يكتب: أمريكا والقضايا العربية الضائعة جامعة الدول العربية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الدور العربى والإسلامى الغائب، والمغيب وغير الفاعل فى جميع المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، وكذا الصراعات والخلافات العربية البينية، وكذا الصدامات والاختلافات الإيديولوجية بين التيارات والأطياف والأعراق والمذاهب والفصائل المختلفة، كما فى فلسطين ولبنان والعراق وسوريا وغيرهم، وكذا غياب الرؤيا الإستراتيجية الموحدة للسياسات والمواقف والأهداف القومية والوطنية بين جميع الدول العربية والإسلامية، وبين جميع الفصائل والتيارات والأعراق والأطياف المختلفة فى الوطن العربى الواحد.

وكذا ازدواجية المعايير الأمريكية والغربية والدولية فى التعامل مع القضايا الدولية والعربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وكذا هيمنة اللوبى الصهيونى وتأثيره الضاغط والموجه للسياسات والإدارات الأمريكية المتعاقبة، فى ظل انعدام وعدم فعالية اللوبى العربى فى المشهد السياسى والاقتصادى الأمريكى جميعها، من أضاع وغيب القضايا العربية والقضية الفلسطينية، علماً بأن القضايا العربية العالقة وغيرها، وكذا الدولة الفلسطينية المنتظرة والغائبة لن تقوم فى ظل الضمانات الأمريكية الهائلة من قبل جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة لحماية أمن وبقاء واستمرار وتفوق دولة إسرائيل النوعى، على جميع دول المنطقة العربية والإسلامية، وفى ظل هشاشة وتشرذم الموقف العربى والإسلامى المفكك، وغير الموحد، وكذا فى ظل هيمنة القطبية العالمية الأمريكية الأحادية وانحيازها الدائم، والمتواصل للدولة الصهيونية الإسرائيلية، علماً بأن سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة والمتغيرة تهدف جميعها لخلق وصناعة بؤر صراعات مشتعلة ومتأججة فى مناطق العالم المختلفة، وخاصة مناطق الصراع العربى الإسلامى الإسرائيلى، وذلك لفرض وهيمنة الوجود الأمريكى فى المنطقة العربية والإسلامية.

كما أن أمريكا تسعى لتعويم وإنهاء قضية فلسطين لصالح المد الاستيطانى الصهيونى، كما تسعى لعولمة وفرض الوصاية الغربية والدولية والأموية على مدينة القدس العربية ذات الأديان السماوية الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية.

علماً بأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما وغيره من الرؤساء الأمريكان يسعون لتسييس وعوده التى لا يملكها ولا يستطيع تنفيذها للعالمين العربى والإسلامى، كما أن زيارة أوباما وغيره لإسرائيل وفلسطين هى لطمأنة ودعم الكيان الصهيونى والدولة العبرية من السيناريوهات المرتقبة لردود أفعال الحكومات الإسلامية، التى أفرزتها ثورات الربيع العربى.

كما أنها وسيلة لكسب الثقة المفقودة من العالم الإسلامى فى وعود أوباما وغيره الضائعة، كما أن القضايا العربية، ومنها القضية الفلسطينية المغيبة والمتراجعة، هى ورقة انتخابية وسياسية واقتصادية للإدارات الأمريكية المتعاقبة، علماً بأن الرئيس أوباما وجميع الرؤساء الأمريكان هم موجوهون ومنفذون لخدمة السياسات والمصالح العليا لأمريكا وبرامج أحزابهم، وكذا لضمان وحماية وجود وبقاء الدولة العبرية، وحماية أمن إسرائيل وليست أهداف السياسات العليا لأمريكا هى الدفاع عن القضايا العربية، ومنها تأمين وحماية حقوق الفلسطينين، وقيام دولة فلسطين.

لذا يجب قيام لوبى عربى وإسلامى فاعل وضاغط على الإدارة الأمريكية لتقويم مواقف أمريكا المنحازة لإسرائيل على حساب القضايا العربية والإسلامية الغائبة والمغيبة والضائعة.








مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اميره حسن وهبه

الحل فى وحدتنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة