أكد المتهم لـ"اليوم السابع": أنا متزوج ولدى 5 أطفال فى عمر الزهور، ولا أملك من الدنيا سوى العربة الكارو "اللى بأشتغل عليها"، حيث إننى أخرج طول اليوم أحمل التراب على العربة الكارو وأنقله للمواطنين بمنطقة المعتمدية وما حولها، إلا أن هذا العمل الشاق لا يدر على سوى جنيهات معدودات أخر اليوم لكننى أحمد الله وأقول "أهى نوايه تسند الزير".
وأضاف المتهم: العربة الكارو هى ثروتى ومصدر رزقى فإذا ضاعت أتسول برفقة أطفالى لأجمع المال لكى أسد البطون الجائعة لأطفالى الصغار، فكنت أتركها أمام المنزل بالمعتمدية فى كرداسة ليلا وأخرج للشارع بين الحين والآخر اطمئن على وجودها وعدم تعرضها للسرقة، وذات يوم خرجت فلم أجد "العربة" بمكانها، الأمر الذى أصابنى بالجنون فبحثت عنها فى الشوارع القريبة من منزلى دون فائدة.
وقال المتهم: مكثت لمدة 24 ساعة بدون عمل أفكر فى مصير أولادى الصغار الذين ينتظرون أن أعود إليهم بجنيهات آخر النهار لشراء "شوية فول وعيش لزوم العشاء"، وقررت أن أبحث عنها فى كل مكان حتى أجدها، وبالفعل وجد العربة بدون الحصان متوقفة أمام منزل زميلى "سحلولة"، فطرقت الباب ولم يرد أحد، فعدت إلى منزل وأحضرت رقم هاتفه المحمول واتصلت به من السنترال وسألته عن سر وجود العربة أمام منزله واختفاء الحصان، فأكد، أنه سرقهما وطلب منى ألف جنيه مقابل ردهما إليه.
ذهبت إلى منزله مرة أخرى، فلم أجد العربة فى الشارع فطرقت الباب، وفتح لى فى هذه المرة، ودخلت منزله فاكتشفت وجود العربة والحصان بداخله، ودار بيننا عتاب، إلا أنه أقسم ألا يرد المسروقات إلا إذا سددت له ألف جنيه فرفضت وصرخت فى وجهه "هتبقى سرقة وخربان ديار يا أخى" فلم يبالى بكلامى، وعندما حاولت أن أقود العربة والحصان وأخرج بهما اعترض طريقى وقال لى "الفلوس أولاً" فحاولت إبعاده عن طريقى، ففوجئت به يخرج فرد خرطوش من طيات ملابسه وأطلق منه رصاصة نحوى استقرت فى كتفى، ثم اخرج مطواة وطعننى بها فى بطنى وأصابنى بأخرى فى الرأس، وأصابته حالة هياج حيث كان يردد قائلاً:"طيب مش هتخرج من هنا لا أنت ولا العربية..أنا هاموتك خالص" وحاولت أن أنهض من فوق الأرض، إلا أن الجرح جعلنى أفقد القدرة على ذلك، وظل "سحلولة" لمدة ربع ساعة يسبنى بينما لا أستطيع أن أفتح فمى بكلمة واحدة، حيث إن الدماء تسيل منى حتى شعرت بأن الموت يحلق فوق رأسى، فطلبت منه استدعاء سيارة الإسعاف و"مش عايز منه حاجة".
واضاف، رغم ما قلته له، لكنه رفض وقال "هاسيبك هنا لحد ما تتصفى وتموت بالبطىء" وتحرك بعيداً عنى وأشعل سيجارة، بينما تمالكت نفسى ولمحت السكين التى طعننى بها وقد تركها فوق العربة الكارو فأمسكت بها واقتربت منه دون أن يشعر ومزقت جسده بها.
وقال: "كان عايز يموتنى ويحرم أطفالى الخمسة منى" فقتلته قبل أن يقتلنى، "أنا كنت أدافع عن نفسى فقط" ولم تكن روح الانتقام موجودة بداخلى، إلا أنه اضطرنى إلى ذلك، أنا غير نادم على ما فعلت ولكنى ندمى على أطفالى الذين تشردوا من بعدى حيث لا يجدون قوت يومهم، وأتمنى أن يحاكمنى القاضى بروح القانون، فأنا لست مجرماً و"طول عمرى عايش فى حالى وراضى بقليلى" لكن المصائب تأتى إلينا دون أن نبحث عنها.
كان اللواء عبد الموجود لطفى مدير أمن الجيزة، قد تلقى إخطاراً من العميد محمد جبر مأمور مركز شرطة كرداسة بمقتل عربجى على يد زميله بمنطقة المعتمدية، فانتقل المقدم ضياء رفعت رئيس المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين من التحريات الأولية للعميد وجدى عبد النعيم مفتش المباحث بأن المتهم اكتشف سرقة عربة الكارو الخاصة به وحرر بها المحضر رقم 5268 لسنة 2013 ثم اكتشف بعد ذلك أن وراء حادث السرقة زميله، وعندما ذهب إليه لاستردادها اندلعت بينهما مشادات كلامية انتهت بمقتل السارق والقبض على المتهم الذى اعترف بارتكابه للجريمة أمام اللواءين محمد الشرقاوى مدير المباحث ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية، وتم إحالته للنيابة لمباشرة التحقيقات.









