محمد عزت يكتب: سياسة المبتدئين

الثلاثاء، 26 مارس 2013 06:32 ص
محمد عزت يكتب:  سياسة المبتدئين جبهة الإنقاذ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما يخطو الطفل الخطوة الأولى فى حياته، يبدأ بحالة تلعثم ليس لها مثيل.. فتارة يستند على تلك المنضدة فتميل به، وتارة يستند على ذلك الزجاج فيحطمه، وثالثة يتشبث بستارٍ طائر فيميل معه حيث يميل، ولم أضع احتمال أن يستند على أبٍ أو أم. ببساطة لأن ثورتنا صارت ثورة يتيمة ليس لها سند. ولكن المشهد حالياً لا يتضمن طفلاً واحداً، وإنما طفلين، وبرغم تلعثم كل منهما إلا أنّهما يتقاتلان بشراسة شديدة.

إذا نظرنا للمعارضة، سوف نجد أن الشىء الإيجابى الوحيد الذى حدث هو التكتل فى جبهة واحدة، لكن هذا التكتل هو عامل محايد ويتوقف تقييمه فى النهاية على نتائجه والذى لم نلحظها حتى الآن إلا فى توجهات انسحابية مستمرة. والواقع أننا لا نرى نهجا واضحا تسير عليه إلا نهجا واحدا وهو "معارضة الإخوان وفقط ولا غير" ولا تضع فى حسبانها "ماذا لو سقط الإخوان وتولينا سدة الحكم؟" كيف ندير وماذا نفعل؟. لذا من الواضح أننا سوف نظل هكذا ودواليك، من يسقط أولاً يُسلّم الراية للطرف الآخر والذى أعياه الصراع بالفعل، فبدلا من أن يبنى يبدأ فى الاستجمام فى بركة دافئة من دماء الضحايا! وكأن الساحة السياسية تحوّلت لمباراة ملاكمة، وكل من الطرفين يحاول أن يجهز على الآخر بأسرع وقت قبل أن تنتهى الجولات بلا فائز فيثور الشعب الذى يكتفى بالمشاهدة دون حتى أن يجد من يسانده بقلبٍ وضمير.

وإذا نظرنا للسلطة، فلن نجد - موضوعيا - أمرا واحدا إيجابيا، فليس هناك إلا وعود نُقضِت، ومبادئ اختلّت، وشعارات جُوّفت من معناها وانتُزعَ منها المضمون، ومحاباة لكل من يؤيد ومساند، وإقصاء واستبعاد وتقليل من شأن كل من يقول "لا". ومن ثم فمن هم فى السلطة لا يستطيعون أصلا أن يديروا وزارة وحيدة من وزارات الدولة بحكم طبيعة تعليمهم وخلفيتهم وخبرتهم الطويلة فقط فى محاولة إيجاد منفذ للعمل السياسى والذى لم يُجربوا شيئا غيره، وبرغم هذا تستمر فى المكابرة وعدم القدرة أو الرغبة على مد أيديها للجميع بشكل حقيقى وموضوعى من أجل تتعلم من الآخرين وتضيف أيضاً ما لديها. وإذا أضفنا إلى هذا المشهد معضلة "من الذى يتخذ القرارات؟" سوف يتضح وبحق ما تكابده مِصر الآن، والتى تشهد أكبر صراع "مبتدئين" فى تاريخها حتى منذ أيام أحمُس والذى صحيح أنه تولى الحكم بعد احتلال مصر على يد للهكسوس، لكنه كان ابن الملك سقنن رع، ومن ثم كان من بيت حكم ويعرف كيف يدير!

يبقى السؤال الآن، هل تكتفى المعارضة "المبتدئة" فقط فى مناورة من هم فى السلطة وسياسة العزلة والانسحاب دائما من المشهد؟ وهل تستمر السلطة "المبتدئة" فى حالة الهذيان التى تنتابها دائماً وسياسة صم الآذان عن كل من هو "آخر" وعدم إدانة أى انتهاك لحقوق الإنسان أو ممارسات عنف إلى تلك التى تقع ضد مؤيديها؟ والأهم.. إلى متى سوف يتحملنا الوطن بهذا الحال؟
وطنٌ عريق.. وساسة مبتدئون...

اللهم اغفر للمواطنين!





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى محمود

اللهم أغفر للمواطنين

اللهم أغفر للمواطنين.. شكرا على هذا المقال الرائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة