بصرف النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع الطريقة التى تعاملت بها الشرطة المصرية فى القبض على جمال صابر، مؤسس حركة "حازمون"، على خلفية الأحداث التى حدثت فى شبرا منذ أيام قليلة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين وتصويره فى مركبة الشرطة مكتوف الأيدى ومعصوب العينين، وهل كونها طريقة محترمة فى التعامل مع الأشخاص والمواطنين أم لا، وتتسق وتتفق مع المعايير الدنيا لحقوق الإنسان أم لا.
إلا أن الشىء المؤكد والواضح أن هذه الواقعة كشفت أن بعض الجماعات الدينية تتعامل مع قضية حقوق الإنسان بالتجزئة وبطريقة الهوى السياسى.
فقد ظهر علينا الشيخ حازم أبو إسماعيل – مؤسس حزب الراية الإسلامى - ليدين بشدة الطريقة التى تم بها اقتياد جمال صابر وتعصيب عينيه وتوثيق يديه فى مشهد وصفه بأنه عار على الرئيس مرسى ولا يقره أى نص قانونى.
والسؤال هنا: لماذا لم يتكلم الشيخ حازم أبو إسماعيل أو يحرك ساكنا على الاعتداءات والسحل والتعذيب التى يتعرض لها العديد من الثوار والنشطاء يوميا؟
لماذا لم نسمعه يتحدث أو ينفعل على ما يتعرضن له النساء المصريات من اعتداءات وتحرشات (كان آخرها صفع أحد شباب الإخوان للناشطة السياسية مرفت موسى أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين)؟ وهل إذا كانت السيدة أخته تعرضت لموقف مماثل سيقف صامتا؟
لماذا انفعل وتوعد الرئيس محمد مرسى بأنه سيظل خصما له سراً وعلناً حتى يتم محاسبة المسئولين عن واقعة القبض على أحد مؤيديه، بالرغم من أن المدعو جمال صابر حسب روايات العديد من الشهود وحسب تحريات النيابة متهم بحيازة سلاح نارى تم استخدامه فى الاشتباكات الأخيرة بحى شبرا.
لماذا تحرك وثار عندما تعلق الأمر بأحد أتباعه.. لماذا لم يدعو الرئيس مرسى إلى التحقيق فى الانتهاكات اليومية التى يتعرض لها المصريين؟
إن حقوق الإنسان لا يمكن تجزئتها أبدا ولا التعامل معها بالقطعة حسب الأمزجة أو الأهواء السياسية، ولا أمل أبدا فى تحقيق العدالة وإنشاء دولة القانون القائمة على احترام حقوق الإنسان طالما ظلت هذه الأخيرة مسيسة ولا تخضع لمعايير محددة تطبق على جميع الناس ويحترمها الجميع، وطالما أن هناك أُناس يتعاملون مع حقوق الإنسان باعتبارها حقوقهم فقط وليس حقوق الغير.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة