شهد مجلس الشورى، اليوم، خناقات متعددة بين النواب بشكل لافت للنظر والغريب أن هذه الخناقات والمشادات لم تكن بسبب خلاف حول قانون من القوانين الهامة، التى كانت مطروحة للنقاش اليوم مثل قانون انتخابات مجلس النواب وقانون مباشرة الحقوق السياسية، وكذلك قانون التظاهر، لكنه كان بسبب أمور تافهة تتعلق بمن أهم النائب المعين أم النائب المنتخب، وذلك على خلفية مداعبة طريفة قالها الدكتور أحمد فهمى رئيس المجلس لممثل الوسط النائب عاطف عواد عند إعطاءه الكلمة، خلال مناقشة قوانين الانتخابات، من حيث المبدأ، حيث قال فهمى ردا على مطالبة محمد أبو العينين ممثل الهيئة البرلمانية بالكلمة، إن حزب الوسط هو الحزب الثالث فى المجلس، من حيث الترتيب، وأن الوفد يأتى فى الترتيب بعده فهو له 14 نائبا لكن الوسط له 19 نائبا والأمر الذى زاد الاشتعال أن نائب الوسط عندما أخذ الكلمة، قال مداعبا: إحنا الحزب الأول فى الشارع، وعندما اعترض بعض نواب الحرية والعدالة، رد فهمى، قائلا: هو يتكلم من وجهة نظره ويعبر عن رأيه.
وعندما أخذ محمد الحنفى، ممثل الهيئة البرلمانية للوفد، الكلمة لم يسكت وإنما علق، قائلا: إن حزب الوفد هو الحزب الليبرالى الأول فى مصر، وأن نوابه جاءوا بالانتخاب وليس بالتعيين فى إشارة لحزب الوسط "فرد عليه فهمى، قائلا: "القانون الذى أتى بالمعين هو الذى جاء بالمنتخب، وليس هناك فرق فيما بينهم"، فقال الحنفى "الشرعية فوق الجميع.. لقد أتينا من الشعب"، فعلق فهمى"هناك قامات كبيرة من المعينين نفخر بهم داخل مجلس الشورى".
واستمرت المشاحنات والغضب، مما دفع الدكتور رمضان بطيخ إلى أن يقول إن تعيينات مجلس الشورى تأتى بـ"أهل الخبرة والحكماء"، ورد الدكتور أحمد فهمى: "لا أحد أيضا يقلل من إرادة الشعب، وأن إرادة الشعب تعلو على أى شىء آخر"، مطالبًا بحذف تلك الفقرة التى قالها "بطيخ".
وأخد النائب الحنفى يردد: "إرادة الشعب فوق كل شىء" ونحن لسنا مستأنسين فى إشارة للنواب المنتخبين، ثم دخل فى مشادات شديدة مع النائب المعين الدكتور ثروت نافع وتعالت الأصوات التى كادت تصل إلى التشابك لولا تدخل النواب الذين التفوا حول نافع وليهدأوا منه غضبه، وهو ما اضطر رئيس المجلس إلى أن يأخذ قرارا من المجلس بمنع كل من نافع والحنفى من الحديث خلال الجلسة، وخرج بعدها نافع غاضبا.. وبعد خروجه أصيب بهبوط حاد كاد يقع على الأرض فتم نقله إلى مستشفى دار الفؤاد.
وأمام تأزم الموقف تقدم نائب الوفد محمد الحنفى، باعتذار للنواب المعينين، قائلا: "لقد وصلت المعلومة بشكل خاطئ، لا يوجد مشاحنات فيما بيننا، وأكن لكم كل الاحترام"، وتوجه بعدها لنواب حزب الوسط تحديداً، الذين اشتبك معهم فى الجلسة الصباحية لتوضيح موقفه.
أما المشادة الثانية، التى وقعت داخل قاعة المجلس فكانت من جانب عدد من النواب من بينهم من ينتمون للنور بسبب اعتراضهم على البوابات الأمنية التى تم تركيبها على المداخل المؤدية إلى البهو الفرعونى لمجلس النواب وقاعة مجلس النواب، التى يعقد بها مجلس الشورى جلساته وبدأت المشادة فى البداية خارج القاعة فى البهو الفرعونى، حيث اعترض النائب حمادة غلاب، عضو مجلس الشورى عن البحر الأحمر، على تفتيشه عبر البوابات الإلكترونية، بعد أن طلب منه أمن المجلس إخراج المواد المعدنية لاجتياز البوابات، وهو الأمر الذى استثاره وجعله يدخل فى مشادة مع رجال الأمن.
فيما قال مصدر أمنى لـ"اليوم السابع"، إن هذه الإجراءات تأتى حفاظاً على أمن المجلس وأمن الأعضاء والموظفين، مشيراً إلى زيادة عدد النواب الحاملين للسلاح، ما قد يؤدى إلى تداعيات خطيرة فى حالة حدوث خلافات بين الأعضاء مثلاً، رغم أن الإجراءات الأمنية تقتضى أن يسلم النائب سلاحه عند البوابة الرئيسية، واستعادته مرة أخرى عند مغادرته للمجلس.
وعندما دخل النواب القاعة وأثاروا الموضوع، قال الدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، إنه هو الذى أمر بتفعيل أجهزة الكشف عن الأسلحة، وذلك لعدم دخول أى نائب يحمل سلاحاً إلى القاعة الرئيسية لمجلس النواب، التى تنعقد فيها الجلسات العامة لمجلس الشورى، مضيفاً: "من يحمل سلاحاً من النواب يتركه بالخارج".
خناقات الشورى بسبب توافه الأمور تنتهى بنقل نائب لدار الفؤاد.. بدأت بمشادة بين المعينين والمنتخبين بعد مداعبة فهمى لـ"الوسط" بأنه يسبق الوفد فى الترتيب.. والنواب يتشاجرون مع الأمن اعتراضًا على تفتيشهم
الثلاثاء، 26 مارس 2013 09:30 م